إساءة للإسلام ولفلسطين!
لا أكثر إساءة من هذه العملية الإرهابية، فعلاً، التي نفذها إما مُغرَّرٌ به أو جاهل أو معتوه، والتي استهدفت ثلاثة أطفال في مدرسة دينية يهودية ومعلمهم، وخصوصاً أن هناك حملة واصل الإسرائيليون "النفخ" فيها، على غرار ما فعلوه لدى وقوع كارثة نيويورك وواشنطن في عام 2001، هدفها تخويف الغرب والعالم من كل هذه النجاحات التي حققها الإسلاميون "الإخوان" على وجه التحديد نتيجة لثورات الربيع العربي التي لم تستقر على الصيغة النهائية حتى الآن.فالإسلام العظيم لا يقبل قتل أطفالٍ أبرياء، سواءً كانوا يهوداً أو بوذيين أو هندوسيين أو بلا دين، على الإطلاق، وكذلك فإنها إساءة ما بعدها إساءة أن يُستهدف أطفال لا ذنب لهم على هذا النحو البشع حتى وإن كانوا أبناء مستوطنين اغتصبوا أرض غيرهم في الضفة الغربية، ولقد جاء في كتاب الله الكريم: "وما يدريك لعلَّه يزكى" ولقد جاء في وصية أبي بكر الصديق لدى انطلاق الفتوحات الإسلامية ما يرفض، حتى حدود التحريم، مثل هذه الأفعال البشعة.
لا فلسطين تنصرها مثل هذه الجرائم الإرهابية، ولا الأطفال الفلسطينيون الذين مزقت أجسادهم "شظايا" القذائف الإسرائيلية تعود إليهم أرواحهم من خلال هذه الأفعال المرفوضة والمستنكرة والمدانة، ثم ولأن القضية الفلسطينية هي قضية حقٍّ وعدل فإن ما قام به هذا الذي تخرج في مدرسة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الدموية في "تورا بورا" يعتبر تشويهاً لها ويعتبر أكبر إساءة إليها وخصوصاً في هذه المرحلة بالذات بل في كل المراحل.ربما لا يعرف هذا الذي وجه رصاصه الأرعن أو المشبوه إلى صدور أطفال أبرياء أن إسرائيل كانت عشية جريمة نيويورك وواشنطن في سبتمبر 2001 تعيش أزمة خانقة وكانت تواجه ضغطاً دولياً وحقيقياً حيث كان من المفترض، وهذا كان بالاتفاق مع معظم الدول الكبرى ومع عدد من الدول العربية المعنية، أن يذهب الرئيس الأميركي جورج بوش الابن إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليعلن من فوق منصتها أن الولايات المتحدة مع حلٍّ للصراع في الشرق الأوسط على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وعلى حدود الخامس من يونيو 1967 إلى جانب الدولة الإسرائيلية. لكن ولأن جريمة الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 قد جاءت قبل تسعة أيام فقط من هذا الموعد الآنف الذكر وكذلك ولأن "حماس"، وكان هدفها إسقاط منظمة التحرير والسلطة الوطنية، قد قامت بسلسلة العمليات الانتحارية التي بادرت إليها بعد تلك الجريمة النكراء مباشرة والتي استهدفت مدنيين ورواد مطاعم بعضهم من عرب 1948 في حيفا وتل أبيب فقد انقلبت الأمور رأساً على عقب، وقد خسر الفلسطينيون جولة كانت مضمونة النجاح، ولهذا فإن المفترض أن تبادر تنظيمات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان المسلمون إلى التبرؤ من هذه الجريمة الإرهابية المنكرة.