الاتحاد الخليجي أمل كل مواطن خليجي، وهو ليس دعوة متعجلة بل دعوة جاءت متأخرة كثيراً، ولم تحركها أحداث البحرين الأخيرة بل هي أمنية سكنت صدر كل أبناء المنطقة منذ زمن بعيد... إن الاتحاد بين دول الخليج العربي هو حصن الأمن، وسبيل التنمية، وطريق السيادة. إن الثقل السياسي الذي سيتحقق بعد الاتحاد سيكون قادراً على إعادة التوازن في المنطقة وسيساعد كثيراً على ترسيخ الاعتدال فيها وسيلجم سياسات الاندفاع والمغامرة التي تنتهجها بعض الدول الكبرى فيه، كما أن الاتحاد سيرتب قوة تفاوضية مهمة مع المجاميع العالمية الأخرى وسيكون محل أنظار العالم وسيحيي الأمل مرة أخرى في إمكانية إحياء مشروع الوحدة العربية الكبرى والذي كان حلماً ثم مات نتيجة الممارسات الخاطئة والأطماع الشخصية لبعض الزعماء العرب، لذلك كله يجب على الخيرين في هذه المنطقة دعم هذا المشروع وتشجيع الزعماء على المضي فيه قدماً حتى يتحقق غير متأثرين ببعض الدعوات المشبوهة هنا وهناك.

Ad

***

التحرك الإيراني السريع ضد الدعوة للاتحاد الخليجي ليست مستغربة، ولا مستنكرة لكنها جاءت بصورة فظة وفاضحة، لم تراع الحكومة الإيرانية فيها الأعراف الدبلوماسية ولم تلتزم فيها بحسن الجوار، ولا سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، إن إيران وبهذه الممارسات تكشف عن وجهها البغيض في السعي الجاد نحو السيطرة على كل المنطقة ومحاولة إضعاف دولها حتى تكون لقمة سائغة تستطيع أن تنقض عليها متى ما وجدت الفرصة السانحة... الأخطر من التظاهرات الإيرانية المعارضة لفكرة الاتحاد هي تحريك إيران لبعض المجموعات من مواطني دول الخليج والضغط عليهم لإعلان معارضتهم لذلك المشروع بحجة إيقاف التأثير السعودي والحد من انتشاره إلى جميع الدول الخليجية، وهي حجة واهية تخفي خلفها الأطماع الإيرانية والتي لم تعد خافية على أحد، بل إن إيران تجاوزت سياسة الإخفاء والمراوغة وبدأت تكشف عن نواياها وأهدافها البعيدة في احتلال جميع المنطقة العربية غرب الخليج العربي.

نعم هناك خصوصيات لكل دولة من الدول الخليجية لن يقبل المواطنون التنازل عنها وهذه يمكن وبسهولة المحافظة عليها ومراعاتها لكن الخطوات نحو الهدف قد بدأت ولا يجوز التراجع عنها لأي سبب كان، وكلنا بانتظار تحقيق ذلك الحلم.