المؤكد أن عباس الشعبي دخل في مرحلة صعبة، ومأزق قانوني، ووضع غير مريح. ستعاني هذه الشخصية الشعبية التي يعرفها أهل الكويت أكثر من نصف وزراء حكومتنا الحالية من الملاحقات القانونية والتحقيقات القضائية. هذا الرجل الذي شهد جميع الندوات والمظاهرات والاعتصامات في الكويت خلال العقد الماضي وشارك فيها بحضور لافت وصمت رهيب ووقفة مشهودة خلف مسلم، لن يرحمه خصمه هذه المرة، لن تكون نهاية الشعبي، ولكن هذا الكهل الشجاع سيعاني حقيقة من القانون الذي سيلقي به في السجن، إلا إذا تداركته رحمة من ربه.

Ad

رسمياً وأمام الملأ وعند مقابلة الصحافة وأيضاً في البرامج الحوارية التي زادت هذه الأيام على أفلام الكرتون وتجاوزتها في الترفيه، سيعلن الجميع أن استخدام "العقال" يعتبر لغة تفاهم غير حضارية، وأن "يلبد" عباس لجويهل في نهاية الممر أو خلف السيارات يعتبر "ترصداً" سابقاً لجريمة "لسب" يعاقب عليها القانون. ولكن الحقيقة التي يتداولها الـ"وتس آب" ويزخر بها الـ"تويتر" ويتناقلها أصدقاء الـ"فيس بوك"، وأيضاً "يسولف" بها رواد الديوانيات هي الحبور والارتياح لضرب جويهل، والحسرة أن عباس لم يكمل الحفلة، والتمني بوجود أحد في مسرج الجلد لتصوير الأكشن الذي مارسه عباس على ظهر جويهل.

عباس يا جماعة رائد وتقدم وحده وبدافع داخلي، وأقول- على صفحة "الجريدة"- خطأ، ولكن عقاله تحدث باسم الكثير الذين نراهم تملؤهم الحماسة ويعتريهم الفخر ويطلقون أحاديث الثأر والتهديد ويعدون بإلجام جويهل إلى الأبد، في حين أنهم يرونه بصفة يومية ويتقاطعون معه في ممرات مجلس الأمة، ولكن العَقل- "ليس جمع عقال"- يأخذهم والحكمة تسلبهم "لا تلسبهم" القرار الذي يرونه انفعالياً وقد يدهور مستقبلهم العملي والسياسي والاجتماعي.

وبما أن الأسطورة الشعبي قد أناب الكثير بإجراء أعيا الكثير أيضاً، فلا يجب أن يترك في مواجهة "أعدائه" منفرداً، فـ"المعازيب" سيثأرون حتى لا يداس طرفهم مرة ثانية، وزملاء مهنة جويهل يريدون ضمان مستقبلهم "الوضيعي"، وآخرون رأوا مأتماً ويريدون الرقص على... الكويت.

عباس "راعي الأوله" صاحب الموقف ورجل "الجلد" اعترف قبل أن يستجوبه المحقق وذهب إلى المخفر قبل أن تستدعيه السلطات... برأيي... يعجز الكثير عن فعل عباس. لا أعرف بالضبط احتياجات عباس، ولكن واجب "المتضررين" البحث عنها وتلبيتها قبل أن يسألها الشعبي. أوقدوا نار الحملة وابدؤوها الآن ولا تتوقفوا حتى تنجلي غمة جويهل عن عباس.