«الانقسام فرصة الإخوان للفوز بالأغلبية البرلمانية... وواشنطن تترقب السيطرة على مصر»

Ad

أكد مدير مركز «ابن خلدون للدراسات الإنمائية» سعد الدين إبراهيم أنه من البديهي أن يلتزم الرئيس محمد مرسي بتعليمات نائب مرشد الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، الذي اعتبره هو الأصلح لقيادة هذه المرحلة.

واعتبر إبراهيم، في حوار مع «الجريدة»، أن مخاوف البعض من «أخونة الدولة» مبالغ فيها، لافتاً إلى أن ما سيحدث فعلياً هو «تمصير الإخوان». وفيمايلي تفاصيل الحوار:

• كيف ترى المخاوف المتزايدة من «أخونة مصر»؟

أعرف أن هناك محاولات مستميتة من قبل «الإخوان المسلمين» لتحويل مصر إلى دولة إسلامية، بدليل عبارة «بما لا يخالف شرع الله»، التي أصروا على وضعها في بعض مواد الدستور، لكنني أعرف أن مصر دولة لا تتلوَّن بسرعة، وأتوقع عدم نجاح المخطط الإخواني في أسلمة الدولة، بل سينجح المصريون في «تمصير» الإخوان، وليعلم الجميع أن أميركا لا يعنيها غير المصلحة الفعَّالة، أما الذين يريدون ذلك حقيقة فهم: «طالبان» و»إيران» وربما «السودان» وحزب «العدالة والتنمية» في تركيا، لأنهم على شاكلة «الإخوان»، يستخدمون الدين لتحقيق مصالحهم.

• بهذا المنطق يُعتقد أن أميركا سمحت لـ»الإخوان» بالسيطرة حفاظاً على مصالحها؟

الأميركان تعاملوا مع مرسي من مبدأ مصلحتهم الشخصية، الذي يحمي مصالحهم يستقطبونه، عملاً بقانون: «في علاقات الدول ليس هناك أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون بل مصلحة دائمة»، وهذا ما أكَّده الرئيس الأميركي أوباما، عندما سُئل: «هل مصر دولة صديقة أم لا؟».

• ما تقييمك للدور الأميركي في دول الربيع العربي؟

الولايات المتحدة دائماً تترقب وتتابع وتسلط الأضواء بكل إمكاناتها خصوصاً على مصر لمحاولة السيطرة عليها، بشتى السبل المتاحة وزيارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لـ»رئيس الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور» المستشار حسام الغرياني، قبل نحو أسبوعين، في جزء منها عمل بروتوكولي والجزء الآخر ظاهره التعارف السلمي وباطنه جس نبض «الإخوان».

• بما تفسر إقبال الرئيس مرسي على الاجتماع بالقوى السياسية عقب زيارة كارتر مباشرة؟

لا توجد علاقة ظاهرة، لكن هناك علامات استفهام، خاصة أن الدعوة جاءت مباشرة بعد الزيارة، فاجتماعه للحوار ذكاء سياسي بالتنسيق مع مكتب الإرشاد، تحت بند «إدارة الاختلاف سلمياً» وحتى لا يصبح الأميركان صداعاً مزمناً في رأس الجماعة.

• ما تقييمك لأداء مرسي؟

تقييمي عموماً، أن أداءه في الملف الداخلي سيئ للغاية، ولا تتعدى نسبة نجاحه 40 في المئة، بل أعتقد أنه فشل فشلاً ذريعاً، لتشتته بين مكتب إرشاد «الإخوان» والمجموعة التي تلتف حوله، وعلى العكس نجح خارجياً بنسبة لا تقل عن 60 في المئة لاتباعه سياسة خيرت الشاطر.

• هل تعتقد أن الرئيس بحاجة إلى نصائح مكتب الإرشاد أو تعليمات من نائب المرشد؟

مكتب الإرشاد يجري في دم الرئيس، وبطبيعة الحال تنفيذه والتزامه لتعليمات الشاطر تبدو مسألة بديهية، ليته ينفذها دون الانحراف عنها، لأن خيرت الشاطر حقيقة هو الأصلح لهذه المرحلة لما يمتلكه من دهاء وفكر سياسي لإدارة الأزمات، لأنه صانع قرار، وتقديري أن هناك على الأقل مليون مصري يصلح لرئاسة الجمهورية، على رأسهم خيرت الشاطر.

• هل خسرت جماعة «الإخوان» تعاطف الشارع بعد تولي الحكم وهجمات المعارضة الليبرالية؟

هجوم الليبراليين ليس جديداً، الجديد هو قصور الأداء الإخواني، من حيث كثرة وعود الرئيس، وعدم تنفيذها، بجانب فشله في معالجة الأزمات المتتالية، خصوصاً في ملف سيناء، وهذا يُنبئ بدخول حكم «الإخوان» نفقاً مظلماً، لا رجعة فيه.

• ما تقييمك للجمعية التأسيسية للدستور؟

اعتراضي ينصب على أنها جمعية منحازة إلى إرادة التيار الإسلامي ومصالحه، ويريد تفصيل الدستور، وأعتقد أنه لن يتم الموافقة عليه بدليل المطالبات المستمرة بحل الجمعية التأسيسية، وللرد عليهم أصدر مركز «ابن خلدون» وثيقة دستور 1954، وسيتم عرضها على الرئيس مرسي والرأي العام وسنطالب بأحقية التصويت عليها، وأؤكد أنها ستحظى بالأغلبية.

• بعد كل ما جرى لمن ستكون الأغلبية البرلمانية؟

ستكون الأغلبية للقوى السياسية، في حال توحدهم وخوضهم الانتخابات بقائمة مشتركة، أما إذا انقسموا، فسوف يسمحون لـ»الإخوان» بفرصة ذهبية للاستيلاء على الأكثرية، ليكونوا أكبر كتلة في البرلمان المقبل، وهذا ما سيحدث تقريباً.