جنيف... مؤامرة جديدة!

نشر في 02-07-2012
آخر تحديث 02-07-2012 | 00:01
No Image Caption
 صالح القلاب غير متوقع أن يُنفَّذ، من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف يوم السبت الماضي، بندٌ واحد، فأطراف مجموعة العمل الدولية المتعلقة بالأزمة السورية، التي تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى تركيا وثلاث دول عربية، هي قطر والكويت والعراق، لم تستطع التوصل إلى قرار حاسم لوضع خطة كوفي أنان ذات البنود الستة المعروفة موضع التنفيذ، فانتهت الأمور إلى صيغة عامة غير قابلة للتطبيق تعطي فرصة جديدة للرئيس السوري بشار الأسد لمواصلة هذه الحرب المدمرة القذرة التي يشنها على شعبه.

لا ضرورة لتناول ما تم الاتفاق عليه بنداً بنداً، فالمحصلة تُظهر أن كل هذا الحراك الدولي، والعياذ بالله من كلمة "حراك" التي أصبحت ممجوجة وتبعث على الغثيان، يجسد ذلك المثل العربي القائل: "تمخض الجبل فولد فأراً" بل إن ما تمخض عنه اجتماع جنيف يدل على كمْ أن الوضع الدولي قد غدا بدوره "مهركلاً"، وأن آلية عمل مجلس الأمن باتت بحاجة إلى إصلاح سريع، وإلا فإن الفوضى العارمة ستعمّ الكرة الأرضية والحروب الأهلية ستشمل العالم كله.

حتى لا يقال إن هناك استهدافاً لروسيا، التي وياللعجب أصبحت محط أنظار "فلول" الشيوعية العالمية مع أنها جاءت على أنقاض الحزب الشيوعي الذي بقي حاكماً أكثر من سبعين عاماً وفشل فشلاً ذريعاً، وعلى أنقاض الاتحاد السوفياتي "العظيم"!، فإنه يجب بالضرورة تحميل الولايات المتحدة مسؤولية شَلِّ مجلس الأمن الدولي وتحطيم سمعته وتشويه صورته، لأنها بقيت من خلال استخدامها لحق "الفيتو" تحمي الاحتلال الإسرائيلي وتحمي العربدة الإسرائيلية، ليس ضد الشعب الفلسطيني فقط بل في الشرق الأوسط كله.

ولذلك وبسبب آلية حق النقض "الفيتو" التي "بهدلتها" الولايات المتحدة، فإن مجلس الأمن الدولي بقي يتخذ موقفاً عاجزاً إزاء ما بقي يجري في سورية من مذابح ودمار وخراب بسبب "فيتو" الرفيق سيرغي لافروف، وبسبب النزعة الستالينية للرفيق فلاديمير بوتين، ولكن بنسخة رأسمالية استبدادية قذرة لا تكترث بدماء الشعوب، وكل ما يهمها هو التزاحم على مكانة تتساوى مع مكانة أميركا في المعادلة الدولية.

لقد كان على الذين يهمهم انتشال سورية مما هي فيه، من الذين حضروا اجتماع جنيف، الذي خرج بصيغة مهما حاول كوفي أنان تجميلها والدفاع عنها فإنها لا يمكن إلا أن تكون لإعطاء بشار الأسد مهلة جديدة لمواصلة ذبح شعبه، لقد كان على هؤلاء ألا يقبلوا أن يكونوا شهود زورٍ على جريمة تُرتَكب في وضح النهار، وكان عليهم أن ينسحبوا من هذه المهزلة... ولتذهب "خطة" المبعوث العربي الدولي إلى الجحيم... وليحصل ما سيحصل مادام الذبح، في هذا البلد الذي ابتلي بنظام لم يبقَ له أي شبيه في الكرة الأرضية كلها، استمرَّ يتخذ مساراً تصعيدياً بعد كل جولة من جولات المبادرات العربية والدولية السيئة الصيت والسمعة.

back to top