رغم تراجع شن ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني في الآونة الأخيرة، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن القوات الأميركية انتهكت ثماني مرات المجال الجوي الإيراني خلال أكتوبر الماضي، وان طهران رفعت احتجاجا رسميا إلى مجلس الأمن، مؤكدا أن "كل بلد ينتهك سيادتنا سيواجه ردا جادا".

Ad

وقال مهمانبرست، في بيان نقلته وسائل الإعلام أمس، "وجهنا رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، احتجاجا على تلك الانتهاكات، ولمطالبة الولايات المتحدة باحترام سيادتنا" دون مزيد من التفاصيل حول طبيعة تلك الانتهاكات.

واكتفى المتحدث الإيراني بالقول إن آخر حادث -والوحيد المعلن حتى الآن- وقع في الأول من نوفمبر، عندما تعرضت مقاتلتان إيرانيتان لطائرة مراقبة أميركية بدون طيار من طراز إم كيو 1 فوق الخليج.

وأفاد سفير إيران في الأمم المتحدة محمد خزاعي بأن سبع طائرات أخرى بدون طيار انتهكت المجال الجوي الإيراني في أكتوبر فوق منطقة بوشهر، حيث مصب خرج، وكذلك المحطة النووية الإيرانية الوحيدة، مضيفا ان طهران حذرت في احتجاجها من "العواقب السلبية لأي عمل استفزازي أو خطير، الذي ستكون حكومة الولايات المتحدة وحدها المسؤولة عنه".

مراقبة السفن

وفي سياق متصل، قال قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أمس إن قواته لن تسمح لأي سفينة أجنبية بالاقتراب من المياه الإيرانية.

وأضاف سياري أن "القوة البحرية في الجيش الإيراني ترصد بدقة كل تحركات السفن الأجنبية، وستواصل مهامها في الدفاع بقوة عن المصالح الوطنية وسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

من جهة أخرى، صرح سياري بأن بناء سفينة "سينا -7"، القادرة على إطلاق صواريخ، يهدف إلى تعزيز القدرة العسكرية لإيران.

وأشاد، في حوار مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، بمناسبة أسبوع البحرية الإيرانية الذي بدأ أمس الأول، بمهارات وكفاءة المهندسين الإيرانيين الشباب، معرباً عن أمله أن تسير عملية بناء السفينة سينا- 7 بسرعة وبسهولة، مضيفا أن إيران تسعى للحصول على المعدات والتكنولوجيا الأكثر تقدما لتعزيز قدرتها الدفاعية وإمكاناتها القتالية وحماية الموارد البحرية والحدود البحرية للبلاد.

التخصيب "بقوة"

في هذه الأثناء، أكد المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني فريدون عباسي دواني أن إيران ستواصل "بقوة" تخصيب اليورانيوم، في حين يتوقع أن تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم اجتماعا لبحث غياب التقدم في جهودها الرامية إلى ازالة الشكوك بشأن أنشطة طهران النووية.

ونقلت وسائل اعلام ايرانية رسمية عدة عن عباسي دواني قوله: "رغم العقوبات (الدولية) تمكنا من زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي بشكل كبير، وتخصيب اليورانيوم، وهذا التطور سيستمر هذه السنة"، مضيفا: "سنواصل تخصيب اليورانيوم بقوة".

في المقابل، أكد عباسي دواني أن إيران "ستختبر قريبا بوقود وهمي" مفاعلها الذي يشغل بالمياه الثقيلة، قيد البناء في اراك (وسط).

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الأخير، ان طهران ارجأت ستة اشهر الى الربع الاول من 2014، موعد تشغيل هذه المنشأة.

وقال المسؤول الايراني: "رغم الشائعات فإن الاشغال تتقدم وفق الجدول الزمني المقرر".

كما دان مجلس الامن جهود ايران لتطوير مفاعل نووي يعمل بالمياه الثقيلة، ولا يستلزم تخصيب اليورانيوم، لكنه قادر على انتاج بلوتونيوم يمكن أن يستخدم لاغراض عسكرية، الا أن منشآت اراك تراقب جزئيا من قبل وكالة الامم المتحدة، لأن إيران لا تسمح إلا نادرا لمفتشيها بدخول هذا الموقع.

عقوبات جديدة

في المقابل، أعلن أعضاء ومعاونون في مجلس الشيوخ الأميركي مساء أمس الأول أن المجلس قد يدرس قريبا فرض عقوبات جديدة تهدف إلى تقليص التبادل التجاري العالمي مع إيران في قطاعات الطاقة والنقل البحري والمعادن، في إطار مشروع قانون السياسة الدفاعية السنوية.

وصاغ السيناتور الديمقراطي روبرت ميننديز والسيناتور الجمهوري مارك كيرك عقوبات جديدة تستهدف البنوك الأجنبية التي تباشر معاملات لمجموعة واسعة من الصناعات، من بينها النقل البحري والموانئ وبناء السفن وأصناف الطاقة.

وقال ميننديز: "جهدنا الرئيسي في الوقت الحالي يتركز في متابعة مجالات الاقتصاد التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار الأسلحة والطاقة والنقل البحري على سبيل المثال لا الحصر".

والأفراد الأميركيون والشركات الأميركية ممنوعون من التعامل مع كيانات إيرانية، وتنطبق هذه العقوبات الجديدة على البنوك الأجنبية، وتهدد بحرمانها من التعامل من خلال النظام المالي الأميركي إذا لم تقطع تعاملاتها مع إيران.

وقال الرئيس الديمقراطي للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور كارل ليفين إنه يستعرض مسودة مشروع للعقوبات، ويميل إلى قبول إضافة العقوبات إلى مشروع قانون السياسة الدفاعية، مضيفا: "لا ضير عندي. فأنا أحبذ تقوية العقوبات على إيران بأي سبيل متاح لدينا".

(طهران - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)