منظور آخر: دكتور الجامعة وعقدة الأنا
كما هو معروف لدى جميع الطلبة أنه لا يوجد مخلوق معتد بنفسه مثل الدكتور أو الدكتورة الجامعية، وللتوضيح ليس الكل بل نسبة كبيرة منهم تجدهم معتزين بأنفسهم، وبتحقيقهم لإنجاز حصولهم على شهادة الدكتوراه، وكأنه لامس القمر بكلتا يديه وحان وقت شرح التجربة لمن هم على سطح الأرض، معتبراً أن الطلبة مخلوقات مهمشة وأقل منه أهمية، ومتلهفون كثيراً لسماع قصة حياة هذا الدكتور.عقدة انتفاخ "الأنا" لدى أساتذة الجامعة منتشرة منذ عشرات السنين، وكنت أظنها فقط في الكويت لكني اكتشفت أنها متفشية في الكثير من الدول العربية.
في أغلب الأوقات لا يكلف الدكتور نفسه كثيراً في شرح المادة بقدر ما يستعرض وبشكل دائم تجربته أثناء تكملته لمشوار الدراسات العليا وكيف كان طالباً متميزاً، وماذا استفاد من تجربة الغربة، شيء جميل أن يكون لك تجربة مميزة، لكن دورك في المحاضرة لشرح مادتك ولست في لقاء صحافي للتحدث عن سيرتك الذاتية.وهنا يقع اللبس لدى العديد من الدكاترة، الفصل بين الاعتزاز بتجربته الشخصية وأدائه لواجبه تجاه عمله، لاسيما أنه يتقاضى راتباً كبيراً لتأدية دوره، في حين يمارس عقدته الدفينة بدلاً عن ذلك! بالإضافة إلى تزمت العديدين منهم في دخول الطلبة وخروجهم، والمبالغة بردود الفعل التي تهين الطالب والطالبة أمام زملائه ليكون عبرة للباقين، ما هو إلا أسلوب يعود إلى المدرسة القديمة لجيل الستينيات، فمن المعيب أن يتم التعامل مع الطلبة وكأنهم حاشيتكم!المفروض أن يتم التأديب بأسلوب مؤدب كما يقوم العديد من الدكاترة المحترمين الذين لم تمسهم "عقدة الأنا" بعد، فالطالب قد يكون زميل المستقبل أو حتى شخصية مهمة في يوم من الأيام، ويجب أن تكون أنت يا دكتور وأنت يا دكتورة سبباً لنجاحه لا العكس.وأخيرا ظاهرة الابتزاز الجنسي أو التحرشات التي يقوم بها بعض الدكاترة للطالبات مستغلاً صغر سنهن وحاجتهن إلى النجاح وبأي طريقة، هي ظاهرة منتشرة لا يوجد لها رادع، وتسببت في هروب العديد من الطالبات إلى جامعات أخرى بسبب تعرضهن لتحرش من دكتور حيث لا يخاف العواقب لسبب بسيط أنه لا يشعر بأن هناك عواقب تذكر!قفلة:للحد من الظلم الذي يمارس على الطلبة من بعض أساتذة الجامعة، يجب إنشاء جهة رقابية ذات سلطة فعلية، تنظر في أي شكوى يقدمها الطالب أو الطالبة، ويتم حمايتهم من أي ابتزاز أو حتى اضطهاد من قبل الدكتور، ويتم سن قوانين تحفظ حق الطرفين وتعاقب الطرفين في حالة وجود ظلم أو كذب.