«الحثالة» و«المرتزقة»!

نشر في 06-11-2012
آخر تحديث 06-11-2012 | 00:01
 حمد نايف العنزي عدد من نواب الأغلبية المبطلة ومناصريهم يشنون هذه الأيام حملة شعواء على كل من في نيته الترشح للانتخابات القادمة، حيث يمارسون الإرهاب الفكري والاجتماعي عليهم بهدف التقليل من قدرهم والانتقاص من وطنيتهم وتحريض الناس على طردهم من الدواوين والمجالس وتصويرهم كعملاء وخونة للوطن والمواطنين!

كل هذا يصدر للأسف من جماعة تصرعنا ليل نهار بأنها تدافع عن الدستور وما ورد فيه، فهل قرأ أحد منهم ما جاء فيه بشأن الحريات الشخصية وأن الناس أحرار في آرائهم واعتقاداتهم ومواقفهم؟ أم أنهم قرؤوها وتجاهلوها لأنها لا تتفق مع نظرتهم بأنه لا وطنية أو صلاح إلا في من يطابقهم الأفكار والمواقف والرؤى؟!

اقرؤوا بالله عليكم بعض ما ورد من تصريحات وتغريدات لجماعة الأغلبية التي تقود قطار المقاطعة في شأن مَن رأى أن الواجب الوطني يستدعيه بأن يرشح نفسه ويخدم وطنه:

النائب السابق وليد الطبطبائي موجهاً حديثه للمرشحين الجدد: "ادفع 500 دينار تدخل مزبلة التاريخ"!

النائب خالد السلطان: "يجب نفي "المرشحين" المرتزقة لتخليص البلد من شرورهم"!

النائب فلاح الصواغ: "الحثالة والجهلة هم من سجلوا في هذه الانتخابات"!

أليس هذا إرهاباً فكرياً وتسفيهاً وتخويناً مسبقاً لمن يخالفهم الرأي؟ هل يظن القوم أن كل الناس يرون الأمور بمنظارهم أم يزِنون المواقف بميزانهم؟ ألا تختلف أفهام الناس ورؤاهم فيما هو في مصلحة الوطن والمواطن؟

يقولون كلامهم هذا وباب الترشح لم يغلق بعد، وهناك احتمال- ولو ضعيف- بأن يشارك عدد من زملائهم في الأغلبية المبطلة في قادم الأيام، فهل ستنطبق أوصاف الطبطبائي والسلطان والصواغ على هؤلاء أيضاً؟! هل سيعتبرونهم "مرتزقة" و"حثالة" ذاهبين إلى مزبلة التاريخ؟!

على العموم، لم تفاجئنا تصريحاتهم وتغريداتهم، فرفض المخالف وتصنيفه وإلقاء التهم عليه دون دليل صارت عادة عندهم، وما هذه التصريحات إلا جزء يسير من الإقصاء الذي مارسوه ضد الآخرين طوال عملهم السياسي، وفي الطريق مزيد منه إن شاء الله ما دام هناك من يصفق ويهلل لهم!

أما نحن الذين نقف على الحياد من هذا وذاك، فسنظل نؤمن بحق الجميع بأن يشارك أو يقاطع، لن نصنف أحداً منهم ولن نعتبره أكثر وطنية وولاءً من الآخر، من يريد مقاطعة الانتخابات بعدم الترشح والتصويت هذا حقه وهو حر فيه، لكن ليس من حقه أبداً إرهاب الآخرين ومصادرة حقهم في المشاركة، فهذا تسلط وإرهاب من المؤسف أن يصدر ممن يفترض بهم حماية الديمقراطية واحترام الرأي الآخر!

على أي حال، من تقدموا بطلب الترشح للانتخابات حتى الآن 55 مرشحاً، وهو رقم قليل مقارنة بالانتخابات الماضية، وأظن أنه لولا حملات التشهير والتخوين لكل من يترشح لكان العدد أكبر من ذلك بكثير، فكثير من المواطنين أحجموا عن المشاركة تجنباً لأن يطولهم بعض من "طشار" الجماعة الذي لا يستثني أحداً كالغضب الأعمى يدوس كل من يقف في  طريقه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

رغم هذا، لا يزال لدينا الأمل بأن عدداً لا بأس به من المخلصين والشرفاء ممن تحدوهم الرغبة في انتشال هذا الوطن من كبوته سيتقدمون بطلبات الترشح في قادم الأيام، متمنين في الوقت ذاته أن يعدل أهل المقاطعة عن مقاطعتهم لا من أجل القبيلة أو الطائفة أو المنفعة، بل من أجل وطن يجمعنا ويجمعهم، نحن الذين اختلفنا معهم في كل شيء، لكننا اجتمعنا على حب الوطن، ولم نفكر لحظة بأن نخونهم أبداً، مهما كانت درجة الخلاف وحدته بيننا وبينهم!

back to top