كم من المرات اتخذنا قرارات، وعدلنا عنها لعدم تمكّننا من تحقيقها؟ وغالباً ما يكون الفشل في تنفيذها بسبب صعوبتها أو لأنها غير قابلة للتحقيق. لكن ثمة طرق عدة لاتخاذ قرارات واقعية يمكن تحقيقها من دون مواجهة عوائق كثيرة.

Ad

لا شك في أننا جميعاً نتمتّع بالإرادة، وما الإرادة سوى الرغبة في أمر ما و السعي بجد إلى محاولة الحصول عليه، لذلك هي أمر أساسي لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها، ومن الضروري جداً إدراكها واستغلالها. إلا أنه غالباً ما تتعارض أفكارنا ومبادئنا مع أهدافنا. فكيف السبيل إلى وضع أهدافنا، وما هي الطرق المناسبة لتحقيقها؟

يؤكّد الاختصاصيون، من معالجين نفسيين ومدرّبين في التطوير الذاتي، أنّه من المهم جداً إدراك العوائق التي تواجهكم وتحديدها، من مخاوف وشكوك، وشعور بعدم الأمان. فبمجرّد معرفة هذه العوائق والتخلص منها، يسهل تحديد الأهداف وتحقيقها.

تحديد الأهداف

لا شك في أنكم تعرفون كثيراً من الأشخاص الذين لم يستطيعوا تحقيق ولو جزء صغير من أحلامهم، وقد يكون السبب وراء ذلك عدم وجود حلم واضح عند هؤلاء الأشخاص أو عدم تحديد أهداف للوصول إلى هذه الأحلام.

لذلك فإنّ تغيير ما يزعجكم أو تحسين حياتكم يتطلّب تحديد أهداف واضحة، وقد يساعد في ذلك وضع قائمة بهذه الأهداف، تظهر بوضوح الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها وتلك التي حققناها أو في صدد تحقيقها.

على رغم أهمية تحديد الأهداف، إلا أنّ الأهم يبقى أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات كل شخص بالإضافة إلى عوامل خارجية أخرى. فالمبالغة في الأهداف قد يؤدي إلى الفشل في تحقيقها. وتحديد مهلة معينة لتحقيق كل هدف يساعد في أي حاجة إلى الزيادة أو التخفيف في سرعة الاستراتيجيات المعتمدة.

إذا كان الشرط الأساسي أن تكون الأهداف واقعية، فهذا لا يعني أن تكون سهلة أو تافهة. فتحديد أهداف طموحة يساعد في الاستفادة القصوى من قدراتنا، بالتالي في الشعور بالرضا. فإذا كانت الأهداف المحددة سهلة، لن تتفاخروا بتحقيقها، ولن تكتشفوا ما أنتم قادرون فعلاً على تحقيقه.

9 قواعد ذهبية

1- تحقيق الأهداف تدريجياً

تقسيم هدفٍ رئيس إلى أهداف صغيرة عدة يسهّل عملية تحقيق الهدف الأكبر، ثم يتم بعد ذلك تحديد المراحل والاستراتيجيات التي ستتبعونها، وستتوصلون بشكل تدريجي إلى تحقيق هدفكم. الأهم أن تكونوا متفائلين وأن تثابروا بكل عزيمة إلى تحقيق الهدف المنشود، ولا شك في أنّ تحقيق الأهداف الصغيرة هو ما سيمنحكم هذه العزيمة.

2- التعاون

تحقيق هدف واحد كبير قد يكون تحدياً صعباً، لذلك لا تتردّدوا في طلب المساعدة من أصدقائكم أو عائلتكم أو زملائكم، فليس من العيب ألا تكونوا قادرين دائماً على معرفة كل شيء وفعل كل شيء بمفردكم.

3- عدم التأجيل

في سبيل تحفيز أنفسكم، فكروا بالندم الذي قد يصيبكم في حال ترددتم في خوض هذا التحدي، فتماماً كما يمكن للمشاعر الإيجابية تحفيزكم، يمكن للمشاعر السلبية مثل الندم أو مجرد التفكير فيه أن تشكّل حافزاً مهماً لكم. وغالباً ما نندم على أمور لم نقم بها وليس على أمور قمنا بها، ومن لا يحاول لن ينجح أبداً.

4- عدم الاستسلام

قد تحاولون تحقيق الهدف نفسه مرات عدة من دون أن تنجحوا، فاحرصوا على ألا يجركم ذلك إلى الاستسلام، بل امنحوا أنفسكم بعض الوقت، وفكّروا في الأسباب التي حالت دون تمكنكم من تحقيق الهدف المنشود وحاولوا معالجتها، وتعلّموا من أخطائكم واحرصوا على عدم تكرارها حتى يتحوّل فشلكم في المرات السابقة نقطة قوة في المرات المقبلة. ومن المهم جداً أن تنظروا إلى الأشواط التي قطعتموها في سبيل تحقيق هدفكم قبل أن تنظروا إلى الأشواط التي ما زال عليكم قطعها للوصول إلى هدفكم.

5- النظر بعيداً

يجب أن تفكروا اليوم في نتائج أهدافكم غداً، فقد يشكّل لكم ذلك حافزاً أساسياً. ولا تتردّدوا في تحديد أهداف لكم على المدى البعيد، فقد يساهم ذلك في أن تتحكموا بأنفسكم بزمام الأمور بدل أن تتركوا القدر يقرّر مستقبلكم. من هذا المنطلق، من المهم جداً تحديد الأهداف بشكل واضح، وقراءتها من وقت إلى آخر لتقييم تقدّمكم في تحقيقها.

6- التنظيم

إن لم تضعوا جدولاً وروتيناً خاصاً بعملية تحقيق هدفكم، فستغرقون في أعمالكم اليومية، وستضطرون إلى اللجوء إلى استراتيجيات طارئة لتعوّضوا فيها الوقت الضائع. في المقابل، احرصوا على ألا تأخذ عملية تحقيق هدفكم من الوقت المخصص لحياتكم الشخصية أو العائلية أو المهنية.

7- لا تصبحوا عبيداً لأهدافكم

قد تكون الطريق إلى تحقيق أهدافكم طويلة، لكن تذكّروا دائماً أنّ الغرض من أهدافكم هو أن تزيد سعادتكم وليس تضحياتكم. فاحرصوا على ألا تصبحوا عبيداً لأهدافكم، وألا تدعوها تؤثر سلباً على حياتكم بأي شكل من الأشكال، وخصصوا دائماً وقتاً لكم ولعائلتكم وأصدقائكم.

8- ضع قائمة بالمهمات

أرسم على ورقة بيضاء خطين طويلين على شكل صليب. يرمز الخط العمودي الى الأهمية والخط الافقي الى السرعة المطلوبة لانجاز المهمة. وزع مهماتك على المربعات الاربعة: مهم/ عاجل، مهم/ غير عاجل، قليل الاهمية/ عاجل، قليل الاهمية/ غير عاجل. قم بعدها بتحديد أهداف ينبغي عليك تحقيقها مع تحديد جداول زمنية للبدء وللانتهاء. حيلة أخيرة: اجمع كل المهمات الصغيرة في مجموعة واحدة.

9- اكسر الروتين

كل يوم تسير على نفسها الطريق للذهاب الى المكتب، تترجل من السيارة في نفس المكان، تلقي التحية على زملائك بنفس الترتيب، تتناول طعام الغذاء في الوقت نفسه... قد لا تكون مدركًا لذلك ولكن حياتنا اليومية مليئة بالطقوس التي تفضي الى قتل كل ابداع. قد ثبت أن كسر هذا الروتين أمر مفيد. بحسب احدى مدربات المدراء، تؤدي محاولة تغيير شيء ما كل يوم الى توسيع آفاق الاحتمالات، والأمر المثالي هو أن يتحول هذا الامر الى تصرف متأصل في طبيعتنا. فلا تكتف بتطبيق هذه النصيحة على حياتك في المكتب، بل اجعل التغيير جزءًا من حياتك اليومية: قم بتحضير العشاء بشكل مختلف كل مساء، غير في طريقة لباسك، استخدم طريقًا جديدة للعودة الى بيتك. لا تهبط الافكار الجديدة علينا من السماء. كسر الرتابة هو ما يساعد على ظهورها.