«كلاكيت»
"كلاكيت" اصطلاح فني يستخدمه السينمائيون وتحديداً مساعد المخرج عند إعادة تصوير مشهد ما حدث خطأ أثناء تصويره، أو كان الأداء التعبيري لا يروق للمخرج، أو لوجود تدخل خارجي أثر على أداء الممثلين... وتستخدم الكلمة على المستوى السياسي والاجتماعي للتعبير عن الإعادة والتكرار.
***"عمود السحاب" و"الرصاص المسكوب" كلاكيت ثاني مرة وعاشر مرة بأسماء مختلفة منذ 2006 للاعتداء الإسرائيلي على غزة... وتفاصيل المشهد: قصف جوي إسرائيلي لأهداف محددة مع تدمير للبنى التحتية... سقوط عشرات الشهداء... اجتياح بري... استنكار عربي... صمت دولي وخلفية المشهد تصفيق من جانب السلطة الفلسطينية في رام الله، ثم تبدأ جهود التهدئة وتنتهي باتفاق هدنة لا تستمر طويلاً. امتاز المشهد هذه المرة بسماع صافرات الإنذار في تل أبيب لأول مرة منذ 1992 وسقوط صواريخ على القدس المحتلة لأول مرة منذ 42 عاماً، فهل يتسبب هذا في إنهاء التصوير أم يعاد المشهد مرات أخرى؟***"كارثة أسيوط"... الفيوم... قليوب... العياط... "المشهد": أتوبيس ممتلئ بالمصريين صغاراً أو كباراً يعبر مزلقان سكة حديد وعامل المزلقان نائم، وقطار سريع يدهس الأتوبيس ويحطمه وتتناثر أجساد الضحايا وبقع الدم فوق القضبان وفوق الملابس ودفاتر التلاميذ فتختفي الأسماء وتبقى الأشلاء... استنكار شعبي... رفض رسمي... قصور في الخدمات الطبية... ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين... القبض على خفير المزلقان وسائقي الأتوبيس والقطار وتقديمهم للمحاكمة. اختلف المشهد بتقديم رئيس هيئة السكك الحديدية ووزير النقل استقالتهما فهل تمنع هذه الاستقالة تكرار المشهد؟ ***الجمعية التأسيسية للدستور: تهديد ووعيد... ضجيج إعلامي... رفض... انسحاب... تعليق... عودة... انسحاب. مشهد يتكرر طوال 4 أشهر، واختلف اليوم بقيام المستشار الغرياني بشرح أسباب الاستقالات التي لا علاقة لها بالدستور ولا مواده مع انتهاء تقرير مفوضي الدولة برفض الدفع ببطلان تشكيل الجمعية، فهل يكون هذا كافياً للانتهاء من الدستور والاستفتاء عليه؟ملحوظة: هل تقبل المحكمة الدستورية تقريرَ المفوضين، كما هو متبع دائماً أم تصر على عنادها مع الشعب والرئاسة ولا تأخذ به وتقرر بطلان تشكيل الجمعية التأسيسية؟***المشهد السوري: الجيش الحر ينجح في الاستيلاء على بعض مراكز الجيش والنقاط الحيوية... قصف جوي وبري... استشهاد مئات المدنيين... استعادة قوات الأسد لمراكزها... الجيش الحر يهاجم... ينجح... قوات الأسد تسترد.... العرب يتفرجون... الغرب يترددون؛ نسلح... لا نسلح... نسلح. ثم تشكيل حكومة مؤقتة معارضة وتعيين سفير لها في باريس. هل يكتفي المخرج بذلك أم يصر على إعادة تصوير المشهد؟***الانتخابات الكويتية: المعارضة تقول المواطن لا يريد مالاً... الحكومة تزيد المرتبات... المواطن يريد كرامة... الحكومة تمنح الهبات... نشارك... نقاطع... ورقة بيضاء... نشارك... نقاطع لجنة الانتخابات تقوم بشطب أسماء 34 مرشحاً بينهم 10 نواب سابقين، هل يكتفي المواطن الكويتي بهذا الشطب ليشارك أم يقاطع... أم يشارك؟***الخلاصة:إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا