قد يكون أسلوب «السالفة» هو الأقل شهرة بين الباحثين في المنطقة، رغم أن بعض علماء اللهجات الدارسين للهجات شبه الجزيرة العربية ألموا به وتعرفوا عليه بصورة ملحوظة. ولحسن الحظ أن لدينا الآن دراسة عامة ممتازة عن «السالفة» للدكتور سعد الصويان نشرت عام 1992، حيث شرح هذا الأسلوب لفئة أعرض من الجمهور. ويصف

Ad

د. الصويان أسلوب السالفة بأنه «الرواية التاريخية الشفهية العربية» وقد عرّفها بدقة إلى حد كبير.

وأعتقد أن شرط «العربية» في أسلوب السالفة مهم حيث ان هذا النوع الأدبي يقتصر بصورة عامة على منطقة وسط الجزيرة العربية والقبائل البدوية الموالية لها في صحراء بادية الشام. وتبرز كلمة «سالفة» مشتقة من كلمة «سلف» أي قديم، أو حدث في الأزمان الماضية، وفي هذا السياق المتعلق باللهجات، نجد أن «السالفة» مرتبطة أيضاً بالفعل «سولف» أي روى أو حكى.

وتروي السالفة أحداثا تاريخية مهمة دارت رحاها أثناء الغزوات، والحروب، والمنافسات، والنزاعات الشخصية بين القبائل، وصعود قيادات فردية وسقوطها. وفي بحثنا هذا نتناول أحداثاً وقعت- بشكل عام-  في القرنين التاسع عشر والعشرين، وفي بعض الحالات كانت أبعد زمنا قد تعود إلى القرن السابع عشر.

يجب ألا نغفل دور النساء في الأدب فهناك شاعرات شهيرات من البادية كالشاعرة مويضي البرازية المعاصرة للأمير محمد بن رشيد في حائل

«الرواية» البدوية

تتم دراسة السوالف (جمع السالفة) كروايات لأحداث مهمة تاريخياً لمجتمع البدو داخل الجزيرة العربية، ويعتقد أنها تجسد قيمه وأعرافه. وتعتبر الشخصيات الواردة في "السالفة" شخصيات تاريخية معروفة في عالم البدو، وعلى الرغم من أن القصص عادة ما تشير إلى أحداث تتعلق بقبيلة بعينها، فإن شيوعها لا يقتصر بأي حال من الأحوال على هذه القبيلة، حيث إن القيم التي تعبر عنها تعد مهمة في المجتمع البدوي ككل.

وتؤثر السوالف التي تحفظ شفاهاً في التراث، وتنتقل من جيل إلى آخر مع إدخال التعديلات عليها وإعادة صياغتها بصورة محكمة، بجانب ما يتم تناقله من الشعر والأمثال والألغاز، والتي تحظى أيضا بأهمية كبرى.

ولا توجد طريقة ملزمة لعرض السالفة، فكل راوٍ يعيد صياغة التراكيب اللغوية والكلمات بما يتفق مع كل رواية، وتوثق بعض أحداث السالفة غالباً في صورة قصيدة يتم إلقاؤها مصاحبة للسالفة. وليس لها مكان محدد داخل السالفة، فقد تعرض في بدايتها أو نهايتها أو في وسطها. وتعتبر القصيدة مقياساً لصحة السالفة ودليل لثبوتها، والقصيدة ثابتة في شكلها أكثر من رواية السالفة ولا تعاد صياغتها عند اختلاف كل رواية على الرغم من التغيير الذي قد يحدث أثناء نقلها.

اللغة المهجورة

عند اعتبار السالفة البدوية شكلاً روائياً، يصطدم الفرد بوجود نمط محدد ومميز لهذا الشكل يقدمه بعض الرواة ولا يقدمه البعض الآخر. ومن الممكن سماع قصة تروى باللهجة العامية وتتميز بكل معالم اللهجة الصحيحة والأفكار وموضوعات البحث المعتادة؛ بيد أنها تعوزها الصياغة اللازمة للأسلوب الأدبي. ومن الضروري لفت الانتباه إلى أن الشكل الواقعي للغة المستخدمة لا يختلف عن شكل الكلام العادي في تراكيبه، فلا توجد سجلات خاصة للسالفة يمكن تحديدها في إطار النحو، وبناء الجمل أو حتى مفردات اللغة.

إن لغة هذا الأسلوب الأدبي هي فقط لهجة أهل نجد المستخدمة في مراحلها المثلى من قبل رواة مهرة. على الرغم من أنها قد تبدو بالنسبة لغير النجديين لغة مهجورة وغير معتادة، فذلك فقط لأنها هي نفسها لغة قديمة، وتحتفظ بكثير من الخصائص العامة للعربية الفصحى والتي لا تتوافر في اللهجات الأخرى.

تستخدم التقنيات في الأسلوب الأدبي وفي السالفة أيضاً ضمن الأحاديث المعتادة من قبل متحدثين مهرة، برغم أنها قد لا تصدر من متحدثين أقل مهارة. ويجب أن يدرس الفرد السالفة في إطار مجتمعها حيث اجتماع حشد من الرجال شائع وهم يستمعون لرواة الأحداث بتقدير واحترام.

شاعرات البدو

ورغم أن أدب السوالف والشعر النبطي يقوم به الرجال فيجب ألا نغفل دور النساء في هذا الأدب، فهناك شاعرات شهيرات من البادية- وإن كان دورهن أقل من الرجال- على سبيل المثال مويضي البرازية من قبيلة مطير والتي عاصرت الأمير محمد بن رشيد ورويت الكثير من الحكايات حولها.

كما أشارت البروفيسور ليلى أبو لغد، وهي أستاذة أميركية في علم الإنسان ودراسات المرأة والنوع في جامعة كلومبيا، نيويورك وابنة المفكر الفلسطيني البارز ابراهيم أبو لغد وعالمة الاجتماع الأميركية جانيت ليپمان، في إحدى دراساتها إلى شعر شاعرات من أولاد علي في الصحراء الغربية في مصر. كما أن النساء لا ينظمن القصائد فحسب بل يستحسن شعر الرجال ويحفظنه.

ونشأت السالفة بالطبع منذ القدم، حيث كانت المقابلات وجها لوجه هي الطريقة الوحيدة لنشر المعلومات. ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة، وإلى يومنا هذا، فإن مجتمع "المجلس" مستمر في أداء دوره بين البدو الرحل وبين مستوطني المدن من أصول بدوية، والقصص المروية هي غالبا تلك التي حدثت في عصور سابقة. إن الأحداث المعاصرة سواء المهمة منها أو البديهية ربما لا تزال تروى بنفس الأسلوب، وتثري موضوعات السالفة، غير أنه غالباً ما واصلت السوالف روايتها لأحداث تاريخية قديمة.

بديع «السوالف»

يعد أسلوب السالفة الأدبي خطياً بصورة رئيسة، يتعلق بالتسلسل الزمني للأحداث التاريخية حين وقوعها. وتركز على مشهد علاقات القبائل والشخصيات ببعضها والمشكلات التي تتعرض لها في علاقاتها، ثم تقدم حلولا لهذه المشكلة.

وهو ما قد يكون بسبب أنه لم يكن هناك أكثر من تقنيات القصة العادية من عرض التوقعات وإدراج الحيل التي تقطع توقعاتها، ثم تقوم بحلها. وفي كثير من الحالات، تكون القصة أساسية جداً وتعرض فقط كخلفية لقصيدة شعرية أو للقصيدة الشعرية التي تصحبها، بينما في حالات أخرى تكون القصص أكثر تعقيدا وتمتلئ بالتفاصيل المثيرة.

وكما ذكرنا سالفا، فإن القصة تعتبر غير كاملة بدون قصيدة شعرية مصاحبة لها، حيث تعد مرجعاً رئيسا للقصة. وظهرت جلية بين رواة من الظفير، ها هو الراوية نايف بن حمود السويط رفض أن يروي لي قصصا تخلو من القصائد الشعرية؛ لأنه  يشعر أنها قد تكون غير دقيقة وغير موثقة. وعلى الرغم من أنه كان ابنا لشيخ القبيلة الراحل حمود بن نايف السويط، والذي اعتبر مرجعا للتاريخ القبلي.

ومع القول بأن نموذج السالفة هو في الأساس نموذج بسيط خطي للأحداث، فإنه من الممكن ملاحظة بعض معالمه والتي تميزه وتجعله مثيراً مثل: 1) وجود شخصيات ثانوية. 2) وجود مقدمة معلوماتية مفصلة. 3) استخدام التشبيهات والتعابير المجازية.

شخصيات الظل

عادة ما تقدم الشخصيات الثانوية في الرواية والتي ليس لها أي تأثير على حبكة الرواية لكنها تضيف شيئا آخر، ربما قدراً أعلى من الإنسانية للقصة. أيضا قد تكون هذه الشخصيات الثانوية نساء، أو أقارب للشخصيات المحورية، أو أحيانا يكونون العبيد.

وسأورد هنا ثلاثة أمثلة على كل ذلك، ففي الحكايات نجد أن مساهمات الشخصيات الثانوية هذه ليس لها أي تأثير على خلاصة القصة، وهناك شك أصلاً في أنها تغير في تسلسل الأحداث. ورغم ذلك، فإن هذه الشخصيات عادة ما تعطي آراء عفوية أو ألفاظا عفوية مهمة أو تنبؤات مستقبلية مهمة للأحداث. والأمثلة على ذلك من السهل الحصول عليها في الأدب الغربي، والمثال التقليدي على ذلك قد يكون ابن هكتور Hector الطفل الرضيع الذي شعر بالخوف عند مشاهدته والده وهو يضع على رأسه خوذة ذات ريش قبل خوضه القتال مع أخيل Achilles.

وأنا أقدم هنا وهناك أجزاء من القصص التي أتمنى أن تشكل على نحو معقول وحدات شاملة. وبالإشارة إلى مرجع هذه القصص والذي أتمنى ملاحظة فصوله عبر النص الكبير. والترجمة هنا حرفية جداً لكي تنقل شيئا ما عن هذا النموذج الأصلي. وتمت إضافة البنود للنص لتوضيح ما بين الأقواس.

ابنة عقوب ابن سويط

في هذه القصة نجد ابن سويط شيخ الظفير، قد نشب نزاع بينه وبين ابن سعدون، شيخ المنتفق، وطلب ابن سعدون المساعدة من ابن رشيد لهزيمة آل سويط، إلا أن ابن طوالة شيخ فخذ الأسلم من شمر تدخل في الأمر وأنقذ حياة شيوخ السويط دون أن يلحق بهم أذى من سعدون. واقترح على ابن رشيد أن يصادر ابن سعدون إبل الظفير كعقاب لهم. واستولى ابن سعدون على قطعان إبل جارة للظفير من قبيلة مطير تعيش معهم.

عاد الظفير إلى مضاربهم وإلى أهلهم. جاءت الطفلة ابنة عقوب السويط أحد شيوخ الظفير لتخبره: عندما عاد شيوخ الظفير آل سويط إلى أهلهم، كان من ضمنهم عقوب بن سويط رحمه الله، اندفعت إليه ابنته- والتي توفيت منذ فترة وجيزة-

- وقالت: "آه يا والدي لو كنت حاضراً هنا".

- وسألها:"ماذا؟ ماذا حدث؟".

- وأجابته: "إبل جارتنا قد سُلِبت، وعلا صراخ الجارة، ومزقت ملابسها".

- وسأل ابنته: "كانت جارتنا تصرخ!؟".

- فأجابته: "كانت تصرخ".

فضرب بيده على الشداد (وهو ما يوضع على ظهر البعير وينزع في أوقات عدم استخدامه ليتكئ عليه من يجلس من الرجال في ربعة بيت الشعر)، الذي كان يتكئ عليه، وانهارت قواه فسقط على وجهه. وعندما جاؤوا إليه وجدوه ميتاً.

هنا عقوب من عائلة السويط- شيوخ الظفير- مات (من القهر) بسبب التعدي على أملاك جارته من قبل ابن سعدون شيخ المنتفق، وابنته جلبت له خبراً وهي غير متعمدة، هذا الخبر كان سبباً في موته.

حادثة عقوب لها أهمية قصوى في تقاليد قبيلة الظفير؛ لأن هذه القبيلة تشتهر بحماية الجار والملتجئ إليها أكثر من القبائل الأخرى، ويضع السويط قطعة قماش بيضاء مربعة في مقدمة بيت الشعر من أعلى، وهذه تستخدم إلى هذه الأيام على الرغم من تلاشي دور شيخ القبيلة في حماية المستجير.

زوجة ابن قرملا

هذه القصة تتعلق بسلسلة الحروب القبلية بين قبيلة قحطان وقبيلة عتيبة والصراع على المراعي في وسط نجد. أمحلت ديرة عتيبة فجاء ابن حميد شيخ القبيلة يطلب أن يسمح له ابن قرملا شيخ قحطان بالرحيل إلى ديرة قحطان في وادي الرشا حيث يكثر الكلأ الذي يكفي للقبيلتين، ورفض ابن قرملا وخرج ابن حميد من بيت الشعر، وهو يشتاط غضباً.

عندما غادر ابن حميد كانت زوجة ابن قرملا تراقبه:

- فقالت لزوجها: "يا ابن قرملا! لماذا لم تسمح لابن حميد بالرعي هنا لأن ديار نجد مربِعة"؟

- فأجابها: "اسكتِ يا امرأة، هل أنتِ معجبة به"؟

- فأجابت الزوجة: "اقسم بالله لم أكن معجبة به، ولكن يا زوجي العزيز أتوقع أن يأتي مرة أخرى ليغزونا".

- فرد ابن قرملا: "أغربِ من وجهي، أنتِ لا تعرفين شيئا عن القضية".  

هنا كلمات زوجة ابن قرملا تدل على تنبؤها بهزيمة زوجها على يد ابن حميد شيخ قبيلة عتيبة الذي يمتد نفوذ قبيلته في وسط نجد وتعتبر من أهم القبائل في تلك المنطقة، إن سخريته منها وإساءته إليها كشف الجانب الآخر من شخصيته غير المقبولة.

عبد الشريف

تتحدث الحكاية عن نشوب معركة بين أشراف مكة وابن سويط شيخ الظفير، وكان الأشراف أقوى من ابن سويط، فأرسل الأخير رسولاً إلى ابن قشعم حاكم صحراء جنوب العراق يطلب مساعدته لهزيمة الأشراف، فأجابه ابن قشعم أن يصبر وينتظر حتى قدوم الشتاء لكي يتحسن الطقس مما يسهل الارتحال من العراق إلى الحجاز، وبدأ الارتحال في أواخر الخريف.

وفي الخريف وصل ابن قشعم إلى الحجاز قادماً من العراق واشترك مع الظفير في المعركة وهزموا الأشراف. وأثناء المعركة طلب الشريف من أحد رجاله الشجعان يسمى "بيص" أن يشارك بالمعركة ولكن "بيص" تلكأ وشرح للشريف موقفه الصعب بأنه يستحيل التغلب على هؤلاء قائلا: "يا عمي هؤلاء قوم لا تعرف بيص".

هنا نجد أن كلمات العبد بيص لخصت الموقف بأن مشاركة ابن قشعم قد غيرت الموازين وأدت إلى هزيمة الأشراف حكام الحجاز.

هناك أمثلة أخرى عن الشخصيات الثانوية في السوالف كابنة ابن هذّال في قصة الحثربي، وأخت مضيفي الحثربي (خلف وخليف)، وابنة عامر في قصة بني هلال وحربه ضد الزناتي خليفة، وعبد شيوخ العمور من بني خالد في حربهم مع ابن هذال، وغيرها الكثير.

تضفي الشخصية الثانوية في كل الحالات المذكورة مصداقية إلى السالفة وتوثقها، وكذلك تضفي عليها بعداً إنسانياً، وفي بعض الأحايين تقوم الشخصية الثانوية كلسان حال الراوي في ذكره للأحداث.

مهارات سردية

بعد دراسة مستفيضة لأسلوب "السوالف"، تبين لي أنه ليس هناك معيار محدد للنصوص لأي من القصص التي ذكرتها. ويتسم أسلوب الراوي للسالفة من الناحية اللغوية- بشكل عام- بالكلام المباشر؛ مما يترتب عليه تكرار نفس المفردات. وفي بعض الأحايين تتضمن السالفة النظم كالشعر أو الأمثال التي تأتي على لسان أحد شخوص السالفة أو كتعليق يورده الراوي. وهذا هو الجانب المهم في أسلوب السالفة وفن سردها، فالقصيدة المصاحبة للسالفة تزيد من قوة إقناعها وتوثق صحتها. كما أن استخدام الخصائص اللغوية تشكل جزءاً أساسياً من كيفية سردها، وتعتمد على مهارة الراوي في فن السرد. وأصالة اللهجة المستخدمة من حيث المفردات، ونظم الجملة syntax مهمة أيضا في خلق بيئة الحكاية.

وعلى الرغم من أن اللغة أو اللهجة العربية لم تتعرض لتغيرات جارفة بعد حقبة البترول من ناحية الفونولوجيا phonology  (علم النظام الصوتي) أو المورفولوجيا morphology (علم الصرف)، فإن هناك اختلافا كبيرا في استخدام المفردات أو نظم الجملة حين التطرق إلى الحديث عن أشياء معاصرة في الحياة اليومية، وبشكل خاص من قبل المتعلمين. إن تلك الخصائص اللغوية- المتعلقة بالسالفة- تغيب خلال كلامهم، ويتحاشاها المتحدث بوعي أو بغير وعي، لأنه لم يعتد على استخدمها إطلاقا؛ لأنها لا تتضمن حديثه اللغوي.

يشار هنا إلى أن البدو الرحل الحقيقيين في تلك المناطق قد تكون أعدادهم ضئيلة، وأغلبهم تخلوا عن حياة البادية الخالصة واستوطنوا المدن منذ منتصف ستينيات القرن الماضي. ومن هنا، فإن لغة قسم كبير منهم قد تشكلت وسط بيئة بدوية. علاوة على ذلك حتى أولئك الذين عاشوا في المدن أو القرى قد اعتادوا على قضاء بعض الوقت بين أقربائهم في البادية، وهناك من اعتاد على الخروج إلى البادية لممارسة هواية الصيد بالبندقية أو القنص بواسطة الصقور. ومن هنا فمفردات السالفة شائعة بينهم ومألوفة لديهم ويبدون اهتماماً كبيراً بها.

ويجب التأكيد على أن راوي السالفة يختلف تماماً عن النمط الخاص المتعلق بالراوي المتمرس من طبقة الشعراء المرموقين.

وليس من المستبعد، بل من الجائز، أن يتغير أسلوب السالفة مستقبلاً. ومع ذلك فإن أسلوب السالفة ومحتواها في الوقت الحاضر لا يزال هو مخزون الذاكرة الحية لقسم كبير من مجتمع الجزيرة العربية، ويعد ملكاً للمجتمع كله.