اكتبه... حِله... صححه!

نشر في 29-09-2012
آخر تحديث 29-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي يحكى أن تلميذاً "بليداً"، لكنه ذو سطوة ونفوذ على إدارة مدرسته، قد أتى إلى المدرسة، وفي أول يوم دراسي، لم ترق له الأجواء الدراسية، فذهب إلى ناظر المدرسة، ليبحث له عن حل لهذه "المشكلة العويصة"! ونتيجة لنفوذ هذا التلميذ البليد وسطوته، فقد تم استقباله بطريقة مميزة من الناظر، أبدى التلميذ للناظر عدم ارتياحه من الأجواء الدراسية، وبأنه فقط يحتاج إلى الشهادة، وبأنه لا داعٍ لكل هذا التعب والارتباطات لسنة دراسية كاملة، وأنه "بإمكانك يا حضرة الناظر أن تنجحني بلا أي تعقيدات لا داعٍ لها"... هكذا تحدث التلميذ لا فض فوه! استغرب الناظر من هذه الكلمات الغريبة المفاجئة، فأحب أن يستفسر من التلميذ عما يقصده، فصعقه التلميذ برد تاريخي صاعق، فيه من الغرابة والبلادة ما يفوق قدرة حضرة الناظر على الاستيعاب، إذ قال أو اقترح: "يا حضرة الناظر الأمر ببساطة أنا أنام بالبيت وانت تنجحني"! قال الناظر: "وكيف أنجحك بدون أن تتقدم لأي اختبار للمواد الدراسية؟ هنا كان الرد المزلزل من "فخامة التلميذ"، إذ أوضح للناظر (وكأنه يعلمه شغله): "ببساطة يا حضرة الناظر كلف أحد المدرسين بكتابة اختبار لي... ومن ثم فلتأمره أن يحل الامتحان نيابة عني، وبعدها فليصحح الاختبار"! هذه القصة تذكرتها، عندما قرأت شروط السلطة السورية للتفاوض مع المعارضة، شروط ما أنزل الله بها من سلطان، أول هذه الشروط ألا يتدخل طرف خارجي في المفاوضات، وبالطبع هذا شرط من المضحك حتى التفاوض عليه، فالسلطة تتمتع بدعم معروف، والمعارضة كذلك، وهو شرط يستحيل تحقيقه. وثاني الشروط نزع سلاح المعارضة، إذن "علام المفاوضات؟"! وهناك غيرها الكثير من الشروط الكوميدية، التي لم يبق منها إلا أن تشترط السلطة على المعارضة، أن يهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا الأسد!"... قبل الدخول لقاعة المفاوضات المزعومة! السلطة الحاكمة في سورية المنكوبة، تتسم بغباء منقطع النظير في تعاملها مع الأحداث المأساوية في الشام، إذ لاتزال تمارس غيّها وتكبرها على أبناء الشعب الشقيق. هي سلطة فاسدة انتهت صلاحيتها وشرعيتها فعلياً على الأرض، وأصبحت تمارس دور سلطة احتلال، وأصبحت مهمتها هي القتل والتنكيل بهذا الشعب الذي نُكب في تلك الطغمة الفاسدة. ذكرت في مقالات سابقة أن الأسد قد لا يكون متحكماً في خيوط اللعبة السياسية، وربما العسكرية أيضاً، ولاسيما أن التدخل الإيراني سافر وواضح لكل متابع... لكن إلى متى؟ كم سيقتل من الشعب؟ ألفاً... ألفين... مئة ألف... مليوناً. لن يكمل الأسد ونظامه ومعاونوه هذه اللعبة الدموية، وسينتصر الشعب في النهاية، فالأمور وصلت بالفعل إلى نقطة اللاعودة، فحتى شرعية الحكومة السورية تاهت وسط الدماء وهدير آلة الحرب ومخيمات اللاجئين ونحيب الأرامل وبكاء الأيتام... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
back to top