مع تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، الذي أسفر عن مقتل 6 فلسطينيين وجرح العشرات خلال اليومين الماضيين، فتحت إسرائيل أمس، أبواب الحرب الشاملة على القطاع، الذي شهد اصطفافاً من جميع الفصائل تتقدمه حركة «حماس»، ووعوداً بتقديم «مفاجآت» للاحتلال.

Ad

وقالت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد» الإسلامي، مقتل أحد عناصرها من لواء المدفعية في قصف استهدفه شمال القطاع، بينما قتل آخر في غارة جوية استهدفت محيط أبراج الكرامة شمال غرب غزة.

وكان أربعة فلسطينيين بينهم شقيقان قتلوا في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة مساء أمس الأول، إضافة إلى إصابة نحو ثلاثين آخرين بجراح مختلفة.

وتفجرت الأوضاع على الحدود بعدما استهدفت المقاومة الفلسطينية جيباً عسكرياً إسرائيلياً شرق غزة بصاروخ من نوع «كورنيت» ما أدى إلى إصابة أربعة جنود، أحدهما وصفت حالته بـ»الموت السريري»، وهي واحدة من أكبر الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي في القطاع منذ هجومه الأخير في 2009.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، من أن الدولة العبرية «مستعدة للتصعيد والحرب الشاملة ليفهم العالم أننا لن نقف بدون أن نتحرك ضد محاولات مهاجمتنا».

وقال وزير الجبهة الداخلية إفي ديختر، للإذاعة العامة إن «إسرائيل لا تقبل وجود كيان إرهابي بين أراضيها ومصر حيث تتراكم الأسلحة بهدف وحيد هو الإرهاب»، مضيفاً: «علينا إطلاق عملية استراتيجية لإعادة قوتنا الرادعة في مواجهة المجموعات المسلحة في قطاع غزة».

في المقابل، أعلنت فصائل المقاومة على رأسها كتائب «القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن إطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون تجاه البلدات الإسرائيلية، التي عطلت فيها المدارس، وطلبت سلطاتها من السكان الاختباء في الملاجئ.

وكشفت «ألوية الناصر صلاح الدين» أن الأذرع العسكرية للمقاومة شكلت غرفة عمليات مشتركة تضم «كتائب القسام، وأولية الناصر والسرايا» لدراسة الرد على جرائم الاحتلال وتصعيده المستمر.

وشددت ألوية الناصر على أن «المقاومة جاهزة للرد على اعتداءات الاحتلال، وهي تملك مفاجآت لقواته»، مضيفة: «كلما ازدادت الجرائم سيتسع رد الفصائل، وسنفاجئ الاحتلال بقوة ردع المقاومة».

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن سبعة مستوطنين أصيبوا أمس الأول، جراء سقوط صواريخ المقاومة على مستوطنة «سديروت» ومدينة «أسدود.

سياسياً، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته خلال مهرجان إحياء الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم ياسر عرفات في رام الله أمس، تمسكه بخيار المفاوضات لحل قضايا المرحلة النهائية.

وشدد عباس على التمسك بخيار الذهاب للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة غير عضو، قائلاً: «لم يعد أمامنا لمواجهة الهجمة الاستيطانية وإنقاذ حل الدولتين، سوى التوجه إلى المؤسسة الدولية التي قامت من أجل حفظ الأمن والسلام الدوليين ومنع الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة».

وقال عباس إن «المهمة صعبة، والتحديات كبيرة، ولكنها الكيلو متر الأخير في مسيرة الألف ميل التي بدأناها مع ياسر عرفات قبل خمسين عاماً»، مضيفاً أن «ردود الفعلِ الهستيرية الإسرائيلية على توجهنا هذا سببها تمسكهم باستمرار الاحتلال، وأن الضغوط التي تمارس علينا هذه الأيام من أطراف عديدة تهدف إلى التراجع عن هذا المطلب الحق، ولكننا لن نتراجع».