قال الله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس".

Ad

وبدأ خير الأشهر، شهر رمضان المبارك، شهر الخير والرحمة، هذا الشهر الذي "أوله رحمة و أوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار".

يقولون الناس طبقات، وأنا أقول الأشهر أيضا طبقات، وإن كان كلها خير، إلا أن هذا الشهر الفضيل الكريم غير، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وفي لياليه التراويح والقيام، وهو الشهر الذي وعدنا فيه الله عز وجل بمجيء ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والتي تنزّل الملائكة والروح فيها، والتي هي كما ذكر الله الحكيم العليم خير من ألف شهر.

كلنا ننشغل في هذه الدنيا الفانية من أعمال وظيفية وخاصة، وأحيانا ننسى حتى أهم واجباتنا بعد الصلاة والعبادة، ألا وهي واجب "صلة الرحم" التي يجب علينا تذكرها والعمل بها، والاقتراب من أنفسنا وعوائلنا وجيراننا، فحق الجار كبير، وأيضا لا بأس إن تواصلت مع صديق قديم حتى لو بينكما خلاف أو اختلاف فخيركم من يصفح ويبدأ بالسلام.

أيضا علينا أن نعوّد أنفسنا على التواضع، فمن تواضع لله رفعه، فأنت ربما تكون الآن صاحب نفوذ ومنصب وحظوة، ولكن دوام الحال من المحال، فحسّن علاقاتك من الآن مع الله والناس وتواضع لهم، واعلم ألا فرق بينك وبينهم، فكلكم أبناء تسعة أشهر، ومن يتبصر في أمور الدنيا وأحداث العالم فسيجد العجب، فكم من كبار قوم أصبحوا هم الأصغر، وكم من صغار صعدوا إلى أعلى السلم.

صدقني، لا تبقى إلا الذكرى الطيبة، فانهض وحسّن أمورك مع الناس، فمثلما أتيت بجرة قلم ستذهب بجرة أخرى، واترك الكِبر والخيلاء، فما أنت إلا مسكين غرتك الحياة الدنيا.

استيقظ وصلّ ركعتين، واطلب من رب السموات والأرض أن يعينك على طاعته وحسن عبادته، وتواضع للعامة والبسطاء والفقراء، وتصدق من مالك، أفلا تعلم أن صدقة السر تطفئ غضب الرب، ولا تنس الزكاة وزكاة الفطر، وإن حصل واستطعت أداء العمرة في هذا الشهر الكريم، فما أجمل حظك، فالرسول صلى الله عليه وسلم، يقول "عمرة في رمضان كحجة معي".

اللهم بلغنا رمضان، واقبل صيامنا وقيامنا، اللهم امنحنا قلبا أتقى، وضميرا أنقى، وعقلا لا يشقى، اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، ووفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه، ووفق ولي عهدنا الأمين، اللهم ارزق حكامنا البطانة الصالحة، واحفظ الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.