الأغلبية الصامتة: لماذا تفلشون؟

نشر في 30-08-2012
آخر تحديث 30-08-2012 | 00:01
No Image Caption
 إبراهيم المليفي أوجه كلامي إلى من يحاولون إقناع أنفسهم قبل الناس أنهم منتمون إلى التيار المدني وفكر الحداثة في مجالس «تويتر»، وفي نفس الوقت لا نراهم يعملون و«يزغردون» سوى مع نواب الفرعيات ودعاة التعصب الطائفي والقبلي، هؤلاء وبعد أن انزاحت الغمة أواخر العام الماضي، ما زالوا يكررون نفس الخطأ بالسير خلف نفس الوجوه، وكأن القضية التي جمعتهم من قبل هي نفسها اليوم.

قبل أن نبدأ لنأخذ هذه الحقن المنشطة للذاكرة المنصفة، أما الانتقائية وذاكرة "الآيفون" فلن نعول عليها كثيراً.

***

خدمة الخبر "2 مارس 2011": الحربش مشيداً بمواقف "العمل الوطني": "حينما انتهك الدستور وانتهكت كرامات المواطنين، انحازت الكتلة للدستور وللدفاع عن كرامة المواطنين في موقف مبدئي وتاريخي سيذكره كل منصف، متجاوزين خلافاتهم مع الآخرين، فيما عقد آخرون صفقاتهم على حساب كرامة الوطن والمواطنين".

تعليقي: هل تجرؤ اليوم "بو عبدالله" على تكرار هذا الكلام أمام الناس؟".

خدمة الخبر "2 أبريل 2011": "مواقع التوقيع على الوثيقة الشعبية المطالبة برئيس وزراء جديد ونهج جديد: ساحة الإرادة، مقر الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، مقر حدس بالزهراء، ديوان أمين عام المنبر الديمقراطي عبدالله النيباري بعبدالله السالم، ديوانية المطيري بالفحيحيل، ديوان السويط بالجهراء، ديوان البلهان بالرميثية، ديوان العتيبي بالرقة والمشعل بإشبيلية".

تعليقي: ديوان النيباري والمنبر "سمعتوا؟" إلا أننا لم نسمع عن ديوانية السلف أو خالد السلطان.

خدمة الخبر "4 سبتمبر 2011" النائب صالح الملا: "أعلن دعمي الكامل للحركة الشبابية، ونضع كل إمكانياتنا لدعم أي تحرك يريدونه منا لمحاربة الفاسدين والمفسدين".

تعليقي: من نسي أو تناسى أن الملا هو الطرف الثالث في استجواب رئيس الوزراء السابق، فلا فائدة من تذكيره بالمزيد أو حتى الاعتداد برأيه ومواقفه.

العينات الإخبارية السابقة ليست موجهة إلى جمهور "حدس" أو "الشعبي" أو "السلف" أو حتى من يطلقون على أنفسهم "القوى الشبابية"، فهؤلاء تم اختبارهم عدة مرات، وثبت بالدليل القاطع أنهم إقصائيون لأبعد الحدود، إذا لم تكن معي فأنت ضدي، وشيطان رجيم، ومطراش، ولا تبقى على رأيك "نص ساعة"، وشواربك "قطيتها في شرم الشيخ"، وإن كنت معي فأنت الحر، و"لله درك اللي وقفت معنا وقفة العز والمرجلة"، وآخر "فعايلهم" هو إقصاؤهم علناً لشعارات التيار التقدمي الذي حضر التجمع الأخير في ساحة الإرادة، وهنا يأتي الجواب عن السؤال: لماذا تفلشون؟ لأن هذا وقت الحصاد المر لنهجكم الإقصائي وطائفيتكم المقيتة.

أنا هنا أوجه كلامي إلى من يحاولون إقناع أنفسهم قبل الناس أنهم منتمون إلى التيار المدني وفكر الحداثة في مجالس "تويتر"، وفي نفس الوقت لا نراهم يعملون و"يزغردون" سوى مع نواب الفرعيات ودعاة التعصب الطائفي والقبلي، هؤلاء وبعد أن انزاحت الغمة أواخر العام الماضي، وبعد أن ذاقوا نعيم الأغلبية المبطلة التي سعوا إلى وصولها وحملوها الأمانات والأمنيات لتطوير نظامنا الديمقراطي، ثم انقلابهم عليهم وتفرغهم لأسلمة الدستور، ما زالوا يكررون نفس الخطأ بالسير خلف نفس الوجوه، وكأن القضية التي جمعتهم من قبل هي نفسها اليوم.

بعض هؤلاء وأعني "جيفارات تويتر" وتلامذة "جان جاك روسو ومونتيسكيو" لا يريدون الاعتراف أنهم على خطأ وما زالوا يذهبون إلى ساحة الإرادة وحجتهم "خلاص ترا هذي آخر مرة تقصون علينا فيها"!

إن الموقف من جنوح السلطة نحو تفصيل النظام الانتخابي، قضية تستحق النزول إلى الشارع، ولكن ليس مع نواب يقبضون رواتبهم دون عمل، وتجربة حركة "نبيها خمس" هي المثال الأفضل، بدأت بالشباب وسارت مع الشباب وسحبت النواب، وانتهت بـ"صيرناها خمس".

back to top