العواصف الحقيقية قادمة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هناك تحذيرات دولية وعربية و"أعجمية"! من أن كل هذا التصاعد المتواصل لحدة العنف في سورية سيؤدي إلى حرب أهلية، هي كانت في حقيقة الأمر قد بدأت في فترة مبكرة، وهناك حرب أهلية في العراق لا تزال "تُعسعِسْ" تحت رماد المناكفات الطائفية والمشاحنات العرقية وهي قد تنفجر في أي لحظة على نحو أكثر هولاً مما كانت عليه وهناك عدم الاستقرار القبائلي في ليبيا المفتوح على شتى الاحتمالات، وهناك كل هذا الذي يجري في مصر والذي هو أكثر من لعبة سياسية بين من يقولون إنهم أصحاب ثورة الخامس والعشرين من يناير ومن يُتَّهمون بأنهم قد سرقوا هذه الثورة من أصحابها وعلى أساس أن هناك قانوناً يقول: "إن الثورة يصنعها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء". إن هذا بالإضافة إلى كل ما يجري في السودان وما يجري في فلسطين التي يبدو أنها قد أصبحت منسية يجعل هذه المنطقة كمن ينام فوق برميل من القنابل الشديدة الانفجار خصوصا أن الواقع الإقليمي فيه ذئاب جاهزة للانقضاض على هذا الذي يسمى "الوطن العربي" تشبه الذئاب والوحوش التي وصفها الشنفرى في "لامية العرب" حيث قال:مهرَّتـةٌ فوهٌ كــأنَّ شـدوقهاشقوق العصيِّ كالحاتٌ وبُسَّـلُإن إيران "الشقيقة" بقيت تنغص علينا نومنا في عهد الشاه وفي عهد الثورة الخمينية "الميمونة"! وهي تتعمد يومياً استفزاز باقي ما تبقى من عروبة في عروقنا بالضغط على أطراف أصابع دول الخليج العربية وبالتمادي في التدخل في شؤون العراق وشؤون سورية وفي شؤون لبنان... واليمن ومصر وفي الشأن الفلسطيني الذي بات "لا يغيظ العدا ولا يسر الصديق"... وهناك هذه الـ"سايكس-بيكو" الجديدة التي باتت تزحف نحونا والتي لا ينكرها إلا أعمى بصر وبصيرة ولهذا فإننا نقول إن العواصف الحقيقية قادمة لا محالة سواء جاءت في هيئة فوضى "خلاقة"، ولا توجد أي فوضى خلاقة، أو فوضى مدمرة.