النظام السوري: اجتماع الدوحة «إعلان حرب»

نشر في 15-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 15-11-2012 | 00:01
No Image Caption
موسكو تنتقد «الدول المنحازة»... وأنقرة تهدد بـ«رد انتقامي» على أي انتهاك لأجوائها

انتقد نظام الرئيس بشار الأسد أمس ائتلاف المعارضة الذي تم تشكيله خلال اجتماع الدوحة، واصفاً الاجتماع بأنه إعلان حرب، واستنكر في المقابل الاعتراف الفرنسي بـ «الائتلاف الوطني السوري». جاء ذلك في حين كانت الحرب الحقيقية مستمرة في كل المناطق السورية، خصوصاً في العاصمة وريفها وفي محافظة إدلب.

هاجم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل أيام والذي أفضى الى تشكيل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، واصفاً اياه بأنه «إعلان حرب»، واستنكر في الوقت نفسه اعتراف فرنسا بالائتلاف واصفا هذا الأمر بأنه موقف «غير اخلاقي».

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد: «قرأنا اتفاق الدوحة (الذي توصلت اليه المعارضة) الذي يتضمن رفضاً لأي حوار مع الحكومة»، معتبراً أن هذا الاجتماع هو «إعلان حرب».

وتابع المقداد: «لا يريد هؤلاء (المعارضون) حل المسألة سلمياً»، في حين يدعو النظام «الى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي»، مشيرا الى استعداد النظام لـ «الحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سورية، وليست بقيادة الخارج أو صنيعة منه».

ورأى المقداد أن الاعتراف الفرنسي هو «موقف غير أخلاقي لأنه يسمح بقتل السوريين. هم (الفرنسيون) يدعمون قتلة وإرهابيين، ويشجعون على تدمير سورية».

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال في مؤتمر صحافي مساء أمس الأول: «أعلن أن فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة الانتقالية القادمة لسورية الديمقراطية التي ستتيح الانتهاء مع نظام بشار الأسد». واعتبر المقداد أن هذه الخطوة «خطأ كبير»، وهي على «تعارض مع التاريخ الفرنسي في العلاقات الدولية. لا يمكنني أن افهم أي طريقة اتخاذ القيادتين الحالية والسابقة موقفا متعجرفا كهذا»، وأضاف: «اعتقد ان امل الناس حول العالم سيخيب جراء هذا الموقف».

ودان المقداد اعلان هولاند ان مسألة تسليم اسلحة الى المعارضة السورية ستطرح من جديد، معتبراً أن هذا الموقف «غير مقبول». وكان الرئيس الفرنسي قال في خطابه إن مسألة التسلح «ستطرح بالضرورة من جديد، ليس في فرنسا فحسب وانما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة الانتقالية».

واشنطن

من جهتها، اعتبرت الولايات المتحدة أمس الائتلاف الوطني «ممثلا شرعياً للشعب السوري»، لكنها تجنبت الاعتراف به كحكومة انتقالية كما فعلت فرنسا. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «نعتقد انه ممثل شرعي للشعب السوري، انعكاس للشعب السوري (...) نريد ايضا أن يبدي (هذا الائتلاف) قدرته على تمثيل السوريين في داخل سورية».

وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس منح مساعدة انسانية اضافية قيمتها ثلاثون مليون دولار للمتضررين من النزاع في سورية ورحبت بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية.

موسكو

في المقابل، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس في حديث مع صحيفة فنلدية المواقف «المنحازة» التي تتخذها دول تدعم المعارضة السورية، وشدد على أن بلاده «لا تدعم احدا في هذا النزاع، لا الرئيس الأسد ولا المتمردون، خلافا لما يظنه الناس عموما»، وأضاف: «لكن مع الاسف، وجهة نظر بعض الدول منحازة: بعضها يقول يجب ان يرحل الأسد فورا والبعض الاخر يريد ارسال اسلحة، وهذا خطأ».

أنقرة

 الى ذلك، حذر وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أمس سورية من عواقب انتهاك المجال الجوي لبلاده بعد ورود تقارير عن اختراق مقاتلات سورية الأجواء التركية مؤكدا «ان الرد سيكون انتقاميا».

وقال يلماز في تصريح للصحافيين ان «قواعد الاشتباكات التي اقرها رئيس الوزراء التركي اخيرا مازالت سارية المفعول وسنرد على المقاتلات والمروحيات السورية التي تخترق مجالنا الجوي».

يأتي هذا بعدما تحدثت وسائل اعلام تركية عن اختراق طائرات حربية سورية أمس الاجواء التركية مرات عدة خلال عمليات القصف على بلدة رأس العين (سريه كانيه) الحدودية التي سيطر عليها مقاتلو «الجيش السوري الحر».

وتستعد بعثة من حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا للتوجّه إلى سورية لاستلام المصور الصحافي التركي المحتجز هناك جنيد أونال. ويحتفظ حزب الشعب بعلاقة جيدة مع نظام الأسد، وهو يعارض سياسة حزب «العدالة والتنمية» بقيادة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الداعمة للثورة السورية. وكان أونال، الذي يعمل لصالح قناة «الحرة» احتجز حين عبر الحدود إلى سورية برفقة الصحافي الأردني بشار فهمي قدومي، وظهر على قناة تلفزيونية سورية وتحدّث عن عملية القبض عليه.

دمشق

وتعرض حي التضامن وشارع فلسطين في دمشق أمس لقصف بقذائف الهاون، في حين تعرضت بلدات في ريف دمشق للقصف.

وفي حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ نحو اربعة اشهر، نقل مراسل «فرانس برس» عن مصدر عسكري قوله ان المقاتلين المعارضين سيطروا على مستشفى الكندي وحاجز عسكري هو الاخير للقوات الموالية في شمال المدينة.

(دمشق، أنقرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top