يتوجه اليوم 2411 ناخبا قبطيا في مصر إلى صناديق الاقتراع داخل الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، لبدء التصفية النهائية لاختيار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 118، خلفا للبابا شنودة الثالث الذي تٌوفي في 17 مارس الماضي.

Ad

وتنطلق العملية الانتخابية لاختيار 3 من أصل خمسة مرشحين بدءاً من التاسعة صباح اليوم وحتى الخامسة مساء، للادلاء بأصواتهم. ووفقاً للائحة 1957 التي تنظم عمل الكنيسة القبطية، فإن لجنة مكونة من 3 أساقفة و3 من العلمانيين الأقباط هي التي تشرف على العملية الانتخابية، وتتم في لجنة واحدة، تضم 8 صناديق اقتراع، بالإضافة إلى صندوق خاص لحاملي التوكيلات من كنائس المهجر.

وبعد اختيار أسماء المرشحين الثلاثة ستدخل أسماؤهم "قرعة هيكلية" يوم 4 نوفمبر المقبل، يتحدَّد خلالها اسم البطريرك الـ 118 للكنيسة القبطية، عن طريق اختيار طفل لا يتجاوز العاشرة من بين الأسماء الثلاثة، وسط احتفال كنسي يحضره كبار رجال الدولة.

كانت انتخابات البابا الجديد قد انطلقت عقب وفاة البابا شنودة الثالث في 17 مارس الماضي وتعيين الأنبا باخوميوس قائم مقام بحسب لائحة الكنيسة التي تنصب أقدم الأساقفة سنا لحين انتخاب بابا جديد للأقباط، وأشرف على تنظيم انتخابات البابا لجنة الانتخابات البابوية التي تتكون من 8 أساقفة يمثلون المجمع المقدس و8 من العلمانيين الأقباط.

وكان ينافس بشراسة في انتخابات خلافة البابا، 17 مرشحا من بينهم أقوى رجال الكنيسة سكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوي وسكرتير البابا الراحل الأنبا يؤانس، قبل أن تطيح اللجنة بهم جميعا قبل أسبوعين، وتستقر على اختيار خمس شخصيات ممن لم يعرف عنهم الانخراط في العمل العام.

توقعات

تحفظَّت مصادر كنسية مصرية، عن إمكانية توقع نتيجة الانتخابات الباباوية، التي تجري اليوم، نظراً إلى تعقد خريطة التوجهات المسيحية بعد الثورة، واتساع رقعة الناخبين من ناحية أخرى، لافتة إلى أن قراءة توجهات الرأي العام المسيحي تشير إلى صعود بعض الأسماء، التي قد تصل إلى القرعة الهيكلية، مثل الأسقفيْن "الأنبا رفائيل" و"الأنبا تواضروس" والراهب "باخوميوس".

وأكدت المصادر الكنسية ـ التي رفضتْ الإفصاح عن هويَّتها ـ أن أصغر المرشحين سناً الراهب باخوميوس السرياني "49 سنة"، قد يأتي في ترتيب مُتقدم، بعدما تركت عظاته وآراؤه انطباعاً طيباً لدى جماهير المسيحيين والمتابعين للشأن الكنسي، حيث ذكَّرهم بالراحل شنودة، الذي ترشح للمنصب قبل أربعين عاماً في مثل سنه.

ولفتت المصادر، إلى أن الأنبا روفائيل "54 عاماً" يحظى بشعبية واسعة بين شباب الأقباط، لنشاطه الواسع في خدمتهم والاستماع إلى آرائهم، حيث خدم كمساعد للأنبا موسى "أسقف الشباب"، بينما يحظى بدعم كنائس وسط القاهرة، التي يرأس أسقفيتها، وفي حال فوزه فإن عليه مواصلة دور سياسي قريب من الدور الذي كان يقوم به البابا شنودة، خلال العقود السابقة، وهو الدور الذي حمل معه شنودة لقب "بابا العرب" بعد موقفه الرافض لزيارة القدس المحتلة إلا بعد تحريرها ورفضه التطبيع مع إسرائيل.

أما الأنبا تواضروس "60 عاماً" فقد رجَّحت المصادر تقدمه، كونه أسقفاً عاماً مساعداً بأسقفية البحيرة وتوابعها، كما يلقى دعماً قوياً من كنائس وسط الدلتا، ويتميَّز بدرجته العلمية الرفيعة، حيث تخرَّج في كلية الصيدلة، مؤكدة أن الراهب رفائيل أفامينا "70 عاماً" اشتهر بين الأقباط بمعجزاته وكراماته، لكنَّه يُنتقد بسبب سرعة الغضب.

ورفض المفكر العلماني القبطي جمال أسعد التكهن بالنتائج، قائلا لـ"الجريدة": "الانتخابات لا تزال قيد التربيطات بين الأساقفة بعضهم البعض حتى الوصول إلى القرعة الهيكلية التي تضع النتائج أمام القدر عن طريق الاقتراع".

وشدد أسعد على اعتقاده بوصول الأسقفين وأحد الرهبان، مشيراً إلى تمنياته أن يصعد الرهبان فقط خوفاً من وصول أحد الأساقفة، وأضاف: "صعودهم سيبقي الدور السياسي للكنيسة، وهو ما يرفضه معظم الأقباط".