قال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات والمشرف على قطاع النفايات الطبية في وزارة الصحة المهندس سمير العصفور إن الوزارة تتبع أفضل الطرق للتخلص من النفايات الصحية، مؤكدا أن جميع المحارق التابعة للوزارة صديقة للبيئة.

Ad

وأضاف العصفور لـ«الجريدة» أن وزارة الصحة تخلصت من جميع المحارق القديمة التي كانت تملكها، مؤكدا أن جميع المحارق الحالية وعددها أربع محارق كبرى تعمل وفق المعايير البيئة الصديقة للبيئة ووفق اشتراطات الهيئة العامة للبيئة.

وقال: «لدينا أربع محارق متطورة كبرى، اثنتان منها في منطقة الشعيبة واثنتان في منطقة كبد»، مشددا على أن هذه المحارق بإمكانها معالجة النفايات الطبية الناتجة عن جميع مستشفيات الكويت ومراكزها الصحية حتى في ظل التوسعات التي تشهدها الوزارة من مرافق صحية جديدة. وأكد أن تنسيقا متواصلا ومستمرا بخصوص التخلص من النفايات الصحية بالتعاون مع هيئة البيئة.

وبين أن العاملين في مجال معالجة النفايات والمحارق يحصلون على دورات تدريبية خارجية للتأهيل والتدريب على الطرق الحديثة في التخلص من النفايات، وذلك ضمن عقودنا مع الشركات، مشددا على أن برنامج النفايات الإكلينيكية آمن وليس فيه أي مشاكل، مضيفا أن هناك لجنة مشتركة بين الصحة والهيئة العامة للبيئة بخصوص التخلص الآمن من النفايات الطبية.

وأوضح أن إدارة المختبرات لا تسمح بتصريف أي مواد مسرطنة أو مواد طبية سامة في الصرف الصحي، مشددا على أنه هناك تنسيقا متواصلا بين الصحة والهيئة العامة للبيئة بخصوص التخلص من النفايات الإكلينيكية، وأن تصريف النفايات يتم حسب إرشادات وتوصيات الهيئة العامة للبيئة وبالتنسيق معها.

محرقة الشعيبة

وحول المحارق التي تشغلها وزارة الصحة أكد العصفور أن الوزارة تملك عددا من المحارق الصحية والتي يتم تشغيلها بصفة مستمرة أولها وأكبرها المحرقة المركزية في منطقة الشعيبة بميناء عبدالله والتي تعد أحدث محرقة تم تركيبها وتشغيلها بالوزارة لحرق النفايات الإكلينيكية (الطبية) وتم البدء في تشغيلها في الأول من سبتمبر من عام 2006 وهي محرقة دنماركية الصنع وسعتها 500 كغم/ساعة ويمكنها حرق السوائل الملوثة، مشيرا إلى أنه يتم تشغيلها بواسطة الكمبيوتر وتحوي نظام مراقبة لعمليات التشغيل لقياس الغازات والمواد المنبعثة الناجمة عن الحرق، وتصل درجة حرارة الحرق في الغرفة الرئيسية فيها من 800 درجة مئوية إلى 1000 درجة مئوية، مشيرا إلى أن درجة حرارة الحرق في الغرفة الثانوية تصل إلى 1200 درجة مئوية.

تخزين النفايات

وقال العصفور إن قيمة عقد هذه المحرقة بلغ نحو 7 ملايين و800 ألف دينار، وهي مزودة بنظام معالجة والتخلص من المنبعثات الخطرة (النظام الجاف) باستخدام الجير الحي والكربون النشط، لافتا إلى أن هذه المحرقة يتم تشغيلها على مدار اليوم وخلال سبعة أيام في الأسبوع حيث ان نظام إخراج الرماد آلي وبها مخازن مبردة لتخزين النفايات حتى يتم حرقها، مضيفا أنه يتم تشغيلها باستخدام وقود الديزل، كما أنه يمكن تشغيلها بالغاز الطبيعي وملحق بها مولد كهربائي عند حدوث أي قطع للكهرباء من المصدر الرئيسي.

وأضاف العصفور أن الوزارة تملك محروقة ثانية في منطقة الشعيبة، حيث أنشأتها الهيئة العامة للبيئة، وتم نقل ملكيتها وتشغيلها بواسطة وزارة الصحة بدءا من 16 أغسطس 2008، لافتا إلى أنها محرقة إنكليزية الصنع ومخصصة لحرق المواد الخطرة والنفايات الإكلينيكية ولها المواصفات نفسها التي للمحرقة الرئيسية في منطقة الشعيبة ولكنها تختلف عنها في أنها تعمل لمدة 16 ساعة يوميا ويتم تبريدها بعد ذلك لإخراج الرماد يدويا ولا يتوفر لها حاليا مولد كهربائي وجار تنفيذ بناء مخازن مبردة وتوريد مولد جديد لها، مشيرا إلى أن قيمة عقد هذه المحرقة بلغ 645 ألفا و552 دينارا.

وأضاف أن الوزارة بها عدد آخر من المحارق الصغيرة مثل محرقة مستشفى الطب النفسي والتي تم إنشاؤها وتشغيلها في عام 1993 وهي إيطالية الصنع ويتم تشغيلها بواسطة مقاول التنظيف في الوقع وسعتها 500 كغم/ساعة ويتم إخراج الرماد منها يدويا ومزودة بنظام تغذية وحرق النفايات السائلة وتعمل بوقود الديزل والغاز الطبيعي، إضافة إلى محرقة مستشفى ابن سينا وهي سويسرية الصنع سعتها 350 كيلوغراما في الساعة ويتم تشغيلها بواسطة مقاول التنظيف بالموقع وتم تخصيصها للتخلص من المواد المخدرة والمخدرات وبالتنسيق مع وزارتي الداخلية والعدل.

محارق احتياطية

وقال المهندس سمير العصفور إن هناك محارق احتياطية يتم تشغيلها في حالات الطوارئ القصوى، ومنها محرقة مستشفى الفروانية وهي من طراز هوفال، سويسرية الصنع بسعة 500 كيلوغرام/ ساعة ومحرقة مستشفى الجهراء، وهي بنفس المواصفات، حيث يتم إجراء صيانة دورية شهرية لهما لتكون جاهزتين لأي ظرف طارئ وفي الغالب لا تزيد عن عدة أيام فقط.

وأشار إلى أن هناك محارق لا يتم تشغيلها حاليا، وسيتم إزالتها من مواقعها خلال عقد التنظيف والنقل الداخلي والتخلص من النفايات، متوقعا أن يكون ذلك خلال عدة شهور وهي محرقة مستشفى مبارك الكبير ومحرقة مستشفى العدان ومحرقة مستشفى الأمراض السارية ومحرقة مستشفى الرازي.

وكشف عن أن هناك محارق جديدة جار طرحها وترسيتها جنوب الدائري السابع مثل محرقة جديدة يتم دراسة العطاء وإرسال توصية بالترسية إلى لجنة المناقصات المركيز وفي انتظار قرار الترسية، موضحا أن هناك محرقة تم إلغاؤها من قبل اللجنة الفنية المشكلة بالوزارة لعدم مطابقة العطاءات وسيعاد طرحها بعد استكمال الإجراءات اللازمة.

كوادر فنية

من جهته قال مدير إدارة الخدمات العامة في وزارة الصحة عبد الرزاق الكندري إن مهمة الإشراف والمتابعة على أعمال المحارق تتبع إدارة الخدمات العامة وهي منوط بها تنفيذ عقود المحارق المركزية والتي تم إنشاؤها في منطقة الشعيبة، لافتا إلى أنه بموجب هذا التكليف قامت الإدارة وبالتنسيق مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ووزارة الكهرباء والماء بعمل دورات فنية خاصة لصالح الوزارة لتخريج كوادر فنية للإشراف على أعمال المحارق، حيث تم تخريج 30 فنيا وهم يباشرون عملهم حاليا في المحرقتين المركزيتين بالشعيبة، كاشفا عن توزيع الدفعة الجديدة للمحرقتين المزمع إنشاؤهما على الدائري السابع قريبا.

وأضاف الكندري لـ«الجريدة» إن هناك لجانا فنية تشرف على أعمال المحارق وتتابع أعمالها، مؤكدا أن الوزارة شكلت لجنة عليا للمحارق تقوم بوضع السياسات العامة للتخلص من النفايات وتمثلها عدد من الإدارات بالوزارة، وهي الشؤون الهندسية والمشتريات والخدمات العامة ومنع العدوى، إضافة إلى ممثلين عن الهيئة العامة للبيئة.

مواصفات

وأوضح أن هذه اللجنة تشكلت بموجب القرار الإداري رقم 705 لسنة2001 والقرار الإداري رقم 2982 لسنة 2008، وتختص بإعداد الشروط والمواصفات الخاصة بمناقصات المحارق، مشيرا إلى أنه بموجب القرار الإداري رقم 2086 تم إنشاء لجنة مصغرة للإشراف والمتابعة على أعمال الشركات المنفذة، وتضم ممثلين عن إدارة الخدمات العامة وإدارة الشؤون الهندسية وإدارة المشتريات ومهمتها القيام بجولات تفتيشية مفاجئة على مواقع الخدمة للتأكد من سلامة والتزام الشركات بتنفيذ بنود العقد وشروطه.

ما النفايات الطبية وأنواعها؟

تعرف النفايات الطبية بأنها جميع النفايات التي يتمّ إنتاجها داخل مؤسسات الرعاية الصحية، من خلال أنشطة هذه المؤسسات المختلفة،

حيث تصنف هذه النفايات إلى نفايات عادية شبيهة بالمنزلية وهي تشمل من 75 إلى 90 في المئة من إجمالي نفايات الرعاية الصحية ويتم التعامل مع هذه النفايات كمعاملة النفايات البلدية، وهناك النفايات الخطرة وهي المعديّة أو السامة وتشمل من 10 إلى 25 في المئة من مجمل النفايات الطبية، ويصنف هذا النوع من النفايات إلى عدّة أقسام منها نفايات حادة أو واخزة لامست أو لم تلامس دماً أو سوائل الجسم وأكياس الدم المنتهية مدة صلاحيتها وبقايا أكياس الدم المُستعملة والنفايات الملوثة بالدم أو بسوائل الجسم، ونفايات المختبرات والأجزاء البشرية غير المعروفة والمعروفة، إضافة إلى مخلفات أجنحة العزل والمرضى المعزولين.

التأثيرات الصحية والبيئية للنفايات الطبية

ينجم عن النفايات الطبية مخاطر صحية تتمثل في التسمم والحروق الناجمة عن النفايات الكيميائية، والعديد من الأمراض المعدية التي تنتج عن بعض النفايات التي تحمل خطر العدوى والكثير من أنواع السرطانات التي تنتج عن النفايات المسممة للخلايا والنفايات المشعة، إضافة إلى تلوث التربة وتلوث الهواء وتلوث الماء. وتأخذ إدارة النفايات طبيا عدة مراحل منها الفرز والتغليف والتخزين المؤقت والجمع ثم التخزين المركزي فالنقل والمعالجة ثم التخلص النهائي منها.