زيارة تاريخية

نشر في 17-04-2012
آخر تحديث 17-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي يمكن أن تشيد على جزيرة بوبيان مدينة ألعاب عالمية تحاكي مدينة «ديزني لاند» أو «يورو ديزني» في فرنسا، وإنشاء محطة لتحلية المياه تغذي الجزيرة لتكون متنزهاً لمواطني الكويت وأبناء دول المنطقة بعد ربطها بالبر بجسر ينافس جسر سان فرانسسكو.

قام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتاريخ 29/ 3/ 2012 بزيارة تاريخية إلى العاصمة العراقية بغداد وذلك لترؤس مؤتمر القمة العربي.

لقد كانت زيارة فيها الكثير من الجرأة والشجاعة والحنكة السياسية ومعاني كثيرة ذات مغزى عميق منها على سبيل المثال إضفاء دعم للحكومة العراقية في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية، ولا شك في أن ذلك كان محل تقدير القيادة العراقية، علاوة على فتح مجالات أرحب لعلاقات متميزة بين دولة الكويت وجمهورية العراق بما يحقق المزيد من التقدم والنمو الاقتصادي وإقامة مشاريع مشتركة بين البلدين.

لقد كانت كلمة سموه- حفظه الله- في الجلسة الافتتاحية تحاكي واقعنا العربي بكل ما فيه من مآسٍ وآمال وتطلعات لا يمكن تحقيقها إلا بتضافر الجهود وإخلاص العمل.

أما عن العلاقات الكويتية العراقية فقد أبدى سموه شجاعة نادرة متجاوزاً حقولاً من جراحات الماضي، فما أحوجنا في المنطقة إلى الهدوء والاستقرار، وما أحوجنا إلى تجاوز الماضي بكل مآسيه وآلامه وقسوته التي لا يعلمها إلا من اكتوى بنارها من أهلنا الصامدين "فما يونس النار إلا واطيها"، وذلك طوال سبعة أشهر تعادل سبعة قرون من الضيم والقهر.

يجب أن ننظر إلى مستقبل أولادنا وأحفادنا بكل ما فيه من آمال وأمانٍ، ولنا في تاريخ العالم أمثلة، فقد جرت بين ألمانيا وفرنسا وأميركا واليابان حروب عالمية استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة بما فيها السلاح النووي وأصبحت تلك الدول اليوم أقوى الحلفاء، فما الذي يمنع أن تكون العلاقة بين الكويت والعراق علاقة تنمية اقتصادية وبناء وتطور ونهضة في كل المجالات، خصوصاً أن لدى البلدين إمكانات اقتصادية هائلة قادرة على جذب الاستثمارات العالمية والشركات الدولية للعمل في البلدين.

وليكن لميناء مبارك وميناء الفاو علاقة تكاملية وليست تنافسية، ولتكن ركيزة نحو الانطلاق في شراكة اقتصادية تؤدي بالضرورة إلى زيادة تنمية البلدين وشعبيهما.

من ناحية أخرى، فمن المعروف أن جزيرة بوبيان تمثل 5% من المساحة الكلية لدولة الكويت منها 60% محمية طبيعية رائعة تضم العديد من أنواع الطيور النادرة ومناظر طبيعية جميلة.

أما المساحة المتبقية من جزيرة بوبيان وتمثل 40% من مساحتها، فهي على شكل ممرات مائية... فما الذي يمنع من تحويل هذه المساحة إلى مدينة حديثة تحاكي المدن الإسكندنافية أو مدينة أمستردام الهولندية أو فينيسيا الإيطالية، وتقسيم الجزيرة إلى قطاعات تمنح لشركات القطاع الخاص لاستثمارها في مشاريع إسكانية ومراكز تجارية وشاليهات فندقية؟

ويمكن أن تشيد على جزيرة بوبيان مدينة ألعاب عالمية تحاكي مدينة "ديزني لاند" أو "يورو ديزني" في فرنسا، وإنشاء محطة لتحلية المياه تغذي الجزيرة لتكون متنزهاً لمواطني الكويت وأبناء دول المنطقة بعد ربطها بالبر بجسر ينافس جسر سان فرانسسكو.

إنه حلم الآن ولكنه قد يصبح حقيقة غداً.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

* سفير كويتي سابق

back to top