هذا البلا بعينه وإعلمه!

ما أكثر الإشاعات هذه الأيام! إذ نسمع عن تعديل للدوائر، وخصخصة للخطوط الكويتية، وشراء الدولة للمديونيات، والحقيقة أنها إن صحت فستحدث نقلة كبيرة ومهمة. وإن تحدثنا عن الدوائر فلا شك أن تعديلها سيكون له أثر واضح في نتائج مختلفة للانتخابات القادمة، فهناك مرشحون «لعبتهم» هي الدوائر الخمس, وبغيرها يصعب نجاحهم، وكذلك الحال تتكرر الحالات في الداوئر العشر والخمس والعشرين. أنا يهمني الدائرة الخامسة (حسب الدوائر الحالية)، أتوقع أن التعديل سيؤثر جذريا في النتائج المقبلة، وكل متابع يعرف حيثيات الدائرة يدرك ذلك جيداً، إنما مهما وصل الأمر ففي النهاية الأمر عند صاحب السمو، وهو من يثق به الكويتيون، وأسأل الله أن يعينه على إدارة هذا الملف. أما عن الخطوط الكويتية فالكلام غير واضح إلى الآن، إذ يقال إن الحكومة ستشتري عشرين طائرة جديدة، ومن ثم تحول «الكويتية» إلى شركة وبعدها «تخصص»، وهذا كلام لا أعتقد بصحته، وأظنه هراء، فكيف ستخصص شركة خاسرة، وقبل التخصيص تشتري لها عشرين طائرة، يأخذها المالك الجديد مجاناً هل هذا معقول؟ فـ»هذا البلا بعينه وإعلمه»! أما إن تطرقنا لشراء المديونيات، فواضح أن الصيغة المقترحة هي شراء مديونيات أصحاب الرواتب الثابتة، ممن يحملون تقرير راتب، ومن ثم إسقاط الفوائد، وبعدها تكون الجهة الدائنة هي الدولة وليس البنك، ويتم تخفيض القسط الشهري الذي يدفعه المقترض بشكل يناسب الحالة المالية له، فبدلاً من قسط ستمئة وخمسمئة دينار يكون القسط أقل من مئة دينار أو أكثر قليلا. الملاحظ في هذا الموضوع بالذات إن أقرته الحكومة أنه اعتراف ضمني صريح بفشل قانون «صندوق المعسرين أو المتعثرين»، وهو بالفعل صندوق فاشل، وأفشل منه من وضعه سامحه الله. نحن في شهر رمضان المبارك، والآن نعيش العشر الأواخر منه، فأسأل الله عز وجل أن يتقبل قيامكم وصيامكم، وأن يعينكم على طاعته وحسن عبادته، وأن يجعلنا الله عز وجل من العتقاء من النار ويصلح أحوالنا ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين.