الحكومة «تكتكت»... فقادت المجلس كما تريد
كان للحكومة نصيب الاسد من التكتيك امس، ليس في الجلسة الافتتاحية، بل عندما تكتكت وجهزت وحضرت بكل طاقتها وقوتها لتفعل ما تريد، خصوصاً في ما يتعلق بانتخابات الرئاسة ونائب الرئيس ومناصب مكتب المجلس، واتضح ذلك جلياً من المحاولات الحكومية التي لم تهدأ ولعبت فيها دوراً وزيرة التنمية وزيرة شؤون مجلس الأمة رولا دشتي، ووزير البلدية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد العبدالله، حيث نجحت في فرض هيمنتها على كل معطيات القضايا والمقترحات التي طرحت في المجلس ابتداء من انتخابات الرئاسة ووصولاً إلى رفض مقترح إحالة تفسير مفهوم مرسوم الضرورة إلى "الدستورية"، الذي تقدم به النائب يعقوب الصانع وانتهى بتأجيل البت في اللجان المؤقتة إلى الجلسة المقبلة بناء على طلبها.
ربما ما قاله نائب رئيس المجلس مبارك الخرينج عن غير قصد إن "الحكومة تقود المجلس كان أمراً واقعياً على جلسة أمس، بعد الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها جلسة مجلس الأمة الافتتاحية، حيث قادت الحكومة المجلس كما أرادت، وسخرت النواب في أول اختبار حقيقي لمصلحتها في كل لحظة من لحظات الجلسة، حيث كان نشاط الوزراء في جلسة أمس غير عادي، وصالوا وجالوا في قاعة عبدالله السالم محققين الدرجة الكاملة على مجلس الصوت الواحد، ولعل الحيرة التي وقع فيها مرشح نائب الرئيس والنواب الشيعة كانت بعد صدمتهم من النتيجة التي حصل عليها ممثلهم، وفي المقابل يعد اكتساح مبارك الخرينج أكبر دليل على تكتيك الحكومة المنقطع النظير ودراستها جيداً لمجلس الأمة الجديد.الحكومة أمس فعلاً قادت المجلس كما تريد، وفعل النواب ما أرادت، لتشجع في أول اختبار حقيقي على طريق نجاحات مستقبلية متوقعة، في ظل غياب صوت المعارضة الذي يبدو أنه سيتشكل ويرتفع شيئا فشيئا في ظل ما شهدته انتخابات مكتب المجلس، خصوصا من قبل النواب الشيعة.