خميس 2012/8/2
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
بالتأكيد كانت أغلب الأعمال الأدبية والشعرية والمسرحية نسخا واقعيا لما حدث وتصوير مباشر، يشذ عن القاعدة قصة هنا وقصيدة هناك، أما في الأغلب فكانت الأعمال تنحو نحو المباشرة. وكنا نفهم ونتفهم أسباب ذلك لأننا لم نبتعد أكثر من عام أو أقل عن هذه الأحداث، فالزخم الكتابي كان في الأعوام 1992 والذي يليه. لم يكن بالإمكان أن نطلب من كتابنا وشعرائنا أن يصنعوا لنا نسيجاً أدبياً خارقاً لأسباب عدة، أهمها وجودنا في مساحة الجرح وعين العاصفة فكان الواقع أكبر من كتابتنا عنه.واليوم في خميس 2/8/2012 يبدو أننا لم نتخلص، أدبياً على الأقل، من الخروج من مساحة الجرح، ولم ننجح في صناعة العمل الأدبي إن شعراً أو نثراً أو مسرحاً أو عملاً درامياً يخرج بنا من الواقع الذي نعرفه وعشناه إلى آفاق فنية أرحب تتفوق على هذا الواقع وترسمه بشكل مواز له، لا ينقله كما هو ولا يقتله كما كان. هذه المعادلة الصعبة في صناعة العمل الأدبي أو الفني كانت عسيرة جداً، ومازالت عسيرة حتى اليوم. فشلنا في صناعة فيلم واحد نتركه لأجيال اليوم يصور ما هو إنساني في المعاناة، وكانت أغلب أعمالنا الدرامية لا ترقى لطموحنا الحقيقي. لا أنكر جهد الأخوة في مسلسل "ساهر الليل وطن النهار"، الذي يعرض حالياً عن أيام الغزو، وأوجه لهم التحية وأشكرهم لأنهم استطاعوا تقديم صورة واقعية بحتة لتلك الأيام. وأشاهد أبنائي وهم يتابعون العمل كل ليلة وأمهم تضيف لهم أحداثاً أخرى برأيها أن المسلسل لم يجسدها كما ينبغي. تحدثهم عن جدهم الذي فشلت ثلاث حروب في النيل منه، ولم يصب فيها سوى بشظية في ساقه، ليقتله صمام صغير في القلب الذي لم يحتمل كل ذلك.