لبنان: تشييع الحسن ينتهي بمحاولة لاقتحام «السراي»

نشر في 22-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-10-2012 | 00:01
انتهى اليوم اللبناني الطويل أمس، يوم تشييع اللواء وسام الحسن الذي اغتيل بعبوة ناسفة في الأشرفية يوم الجمعة الماضي، إلى محاولة فاشلة لاقتحام السراي الحكومي، قام بها بعض الشباب المشاركين في التشييع.

تحول تشييع رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن في بيروت أمس إلى اشتباكات بين المتظاهرين وحرس حماية السراي الحكومي، بعد تحريض من بعض المتحدثين في ساحة الشهداء لمهاجمة مقر الرئاسة الثالثة للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وحاول المتظاهرون اقتحام مقر رئاسة الحكومة، فأطلق حراس المبنى النار من أسلحة رشاشة وقنابل مسيلة للدموع في الهواء لتفريقهم ما أدى الى وقوع اصابات في صفوف المتظاهرين وحالات إغماء.

وكان يوم أمس بدأ من مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، حيث اقيمت مراسم "تكريم وتأبين" عسكرية للحسن ومرافقه.

وألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في حفل التكريم كلمة قال فيها: "لا يسعني إلا ان اعبر عن عميق مشاعر الحزن والألم على الشهداء، وفي مقدمتهم اللواء الحسن وصهيوني، وأقدم أحر التعازي لاهالي الشهداء ورفاقهم واللواء ريفي ووزير الداخلية ورئيس الحكومة وجميع محبي الشهداء".

وأضاف: "أرى هذه المؤسسة تعاقب باغتيال رئيسها اللواء الشهيد. فرع المعلومات نجح بقيادة رئيسه الى كشف شبكات العملاء والتجسس والارهاب ومنع الأذى والفتنة الكبيرة المحضرة عبر ضبط المتفجرات، وكأن هذه المؤامرة استطاع الحسن تعطيلها وافتداها بروحه ودمائه. نعتز جميعنا باللواء الشهيد. هذا الاغتيال موجه ضد الدولة اللبنانية والشهادة تدعونا الى التكاتف والتعاون على مستوى الشعب والمؤسسات، وأعني تحديدا المؤسسة السياسية والامنية، فالقضاء إن لم يكن مدعوما من السياسة لا يستطيع القيام بفعله كذلك الأمن".

وتابع: "أقول للأمن احزم واقدم فالشعب معك كذلك للقضاء وأقول للسياسة والحكومة والمرجعيات السياسة لا تؤمنوا القضاء للمرتكب اشعروا رجل الأمن والقاضي انه مغطى فعليا، وهذا واجب علينا. اعملوا على كشف الجرائم. كفى. رفيق الحريري ومن تلاه ومحاولات اغتيال وسام عيد فرنسوا الحاج ومحاولات الاغتيال الأخيرة، أدعو القضاء إلى الاستعجال بالاسراع بالقرار الاتهامي في قضية ميشال سماحة كذلك في قضية نهر البارد".

اللواء ريفي

وألقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كلمة في التكريم متوجها الى "الشهيد البطل" بالقول: "في عام 2005 نجوت من الموت المحتم، اما اليوم فستلتحق بقافلة الشهداء. أعطيت اللبنانيين الاحساس بالامان والرهان على دولة تعطي الامان، كنت أرى كيف كنت تعمل على حافة الهاوية ولا وجود عندك للخوف، اما الخطوط الحمر عندك فهي حماية الوطن".

وأضاف: "أنت مدرسة في العمل الوطني، الرجال الذين درستهم وأشرفت على رعايتهم سيتابعون المسيرة، لقد وثق اللبنانيون بك وبأخلاقك، وقد حققت نتائج باهرة منذ مواكبتك في المحكمة الدولية، وكشفت عددا كبيرا من شبكات التجسس للعدو، والشبكات الارهابية، وآخرها ضبط 24 متفجرة كانت ستقتل الابرياء. كنت للوطن، ولأبناء كل الوطن، أنت ابن عائلة. لقد ارتضيت الشهادة ليسهر الآخرون".

السنيورة

وبعد انتهاء التكريم نقل الجثمانان إلى ساحة الشهداء حيت صُلي عليهما وسجيا بجوار ضريح رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وأكّد رئيس كتلة "المستقبل" رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في كلمةٍ ألقاها خلال التشييع أنّه "لا حوار على دم الشهداء ودماء اللبنانيين"، وقال: "يا أنجال الشهيد وعائلته المجروحة... خير شهادة يا وسام وخير وسام يا وسام"، متابعاً: "نم قرير العين أيّها المحبوب والبطل، كيف تكون الأبطال إن لم تكن على مسيرتك وصورتك؟!".

وفي حين حمّل السنيورة "الحكومة الحاليّة مسؤوليّة جريمة اغتيال الحسن وباقي الشهداء"، طالبها بالرحيل.

وتابع: "لن ندخل رؤوسنا في الرمال، ولن نتهاون مع ذلك"، سائلاً: "أين أصبح التحقيق بمحاولة حرب وجعجع وهم شركاء في الحكومة؟". وقال: "يا دولة الرئيس لم يعد معقولاً استمرار الأمور كما كانت ولم نعد نقبل بتغطية الجريمة،  قلناها ونكررها لا لحكومة تعمل على تغطية الجريمة"، متابعاً: "نعم لحكومة محايدة".

الهجوم

وإثر انتهاء التشييع اشتبك المتظاهرون مع القوى الأمنية خلال محاولتهم اقتحام مقر رئاسة الحكومة. وحاول المتظاهرون إزالة حاجز الاسلاك الشائكة الذي يعوق الوصول الى السراي، وألقوا باتجاه الحراس والقوى الامنية حجارة وقطعا خشبية ما تسبب في اصابة عدد من عناصر الأمن بجروح. كما اصيب بعض المتظاهرين بالاختناق نتيجة القنابل المسيلة للدموع.

وأعادت القوى الامنية الحاجز بعد ان ابعدت المتظاهرين الذين كرروا محاولة الاقتحام أكثر من مرة.

ودعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الجميع الى "فك اي حركة في الشارع والذهاب الى منازلهم"، مشيرا الى ان "تكريم الحسن ليس بما يحصل في بيروت، ونحن طالبو سلام لا عنف ونريد إسقاط الحكومة بسلام".

واعتبر في كلمة عبر الهاتف أن "هذه الجريمة كبيرة جدا، ونحن لا نريد العنف ونريد أن يبقى لبنان سالما وبلد الحرية والديمقراطية"، مطالبا "جميع مناصرينا ان ينسحبوا".

من جهته، أكد السنيورة ان "عملية الدخول الى السراي واستعمال العنف غير مقبول، ولا يتسم بأي صفة من الصفات التي نحبذها، السراي مبنى للدولة وعلينا ان نحميه".

وفي بيان صدر عن المكتب الاعلامي للسنيورة أكد فيه أن "الكلام الذي صدر عن بعض المتحدثين خلال تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن ليس بعلم المكتب الإعلامي للسنيورة وخارج عن مسؤوليته"، واستنكر المكتب أي "كلام خارج الخط السياسي الذي قاله السنيورة"، ودعا المتظاهرين إلى "الامتناع عن استخدام أي أسلوب عنفي، ودان أي تصرف خارج عن الأصول واللياقات".

جعجع يدعو إلى تشكيل «حكومة سيادية»

دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع جمهور «قوى 14 آذار» الى «البقاء مستعدّين ومواصلة التحرك الجدي الفعلي للوصول هذه المرّة الى الخلاص وللخروج من مسلسل تشييع الشهداء باعتبار أنه لم يعد مقبولاً أن نبقى بين تشييعٍ وتشييع، فكونوا جاهزين لنضال لا يتوقف ولا يستكين حتّى اعادة تركيب السلطة بشكلٍ توفّر لنا جميعاً الطمأنينة والأمان والاستقرار، وللبنان العزّة والكرامة والازدهار».

وإذ حمّل الاكثرية داخل الحكومة «مسؤولية مباشرة وغير مباشرة عن واقع الاستباحة الأمنية»، طالب جعجع برحيل هذه الحكومة «على الرغم من أنها تضم اصدقاء وبعض ذوي النوايا الحسنة، والذين نعوّل على الحسّ الوطني أقلّه لدى بعضهم للاستقالة».

وختم جعجع قائلاً: «لقد جربنا بين الـ2005 والـ2010 نغمة حكومة الوحدة الوطنية، فعشنا وعانينا جميعاً نتائجها الكارثية من تعطيل واستقواء واجتياح لبيروت وبعض المناطق. وجربنا بعدها حكومة فريق 8 آذار والوسطيين، والنتيجة اغتيال وسام الحسن بعد محاولتي اغتيال في معراب وبدارو، وفلتان امني وتراجع مخيف على مختلف الصعد»، لافتاً الى أن «الفرصة الوحيدة المتبقّية بعد رحيل الحكومة الحالية، هي تشكيل حكومة سيادية وطنيّة فعليّة، فهي الخيار الوحيد الذي يمثّل فرصة حقيقية وجديّة للخروج من الدوامة الامنية القاتلة وتداعياتها، الى الأمن والاستقرار المنشودين».

back to top