«المهرجان السينمائي الدولي لأفلام المرأة»...

نشر في 05-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 05-10-2012 | 00:01
No Image Caption
المغرب تحصد الجوائز وطفل «أفضل ممثل»
شكلت قضايا المرأة بوجوهها المختلفة محور «المهرجان السينمائي الدولي لأفلام المرأة» الذي عقد على مدى أسبوع في مدينة سلا المغربية (يطلق عليها مدينة القراصنة)، وتميّز بمشاركة 12 فيلماً من أنحاء أوروبا والبلاد العربية والمغرب العربي، بما فيها مصر التي لم تحصد أي جائزة بل مجرد تنويه من لجنة التحكيم، فيما نال «أندرومان من دم وفحم» جائزة لجنة التحكيم.
مشاهد سينمائية لا تنقصها الإثارة ولا تبتعد عنها الجاذبية ولا تختفي منها الحبكة الدرامية التي تشدك وتمتعك، اجتمعت كلها في أفلام: «أندرومان من دم وفحم» (المغرب)، «أسماء»(مصر)، «أطفال سراييفو» (البوسنة)، «هانيزو» (اليابان)، «أنكريد جونكر» (هولندا)، «الطريق الأخير» (أميركا)، «الحب ولا شيء غيره» (ألمانيا)، «سر الطفلة النملة» (فرنسا)، «طفل الأعالي» (سويسرا)، «بورتريه للشفق» (روسيا)، «رانيا» (البرازيل)، «فيوليتا صعدت إلى السماء» (شيلي).

ترأست أرونا فاسوديف (إحدى أبرز الشخصيات في السينما الآسيوية ومؤسسة «مهرجان السينما الآسيوية» في نيودلهي) لجنة التحكيم التي ضمت: الفنانة المصرية عبير صبري، الممثلة الإيرانية فاطمة معتمد، المخرجة والمنتجة فانتا ريجينا ناكرو من بوركينا فاسو، المخرجة أوني لوكونت من كوريا الجنوبية، المخرجة مريم ميزيير من فرنسا، المخرجة المغربية سلمى بركاش.

كرّم المهرجان في حفلة الافتتاح المنتجة المغربية الراحلة نزهة الإدريسي مؤسسة «مهرجان أغادير الدولي للفيلم الوثائقي»، والفنانة تيسير فهمي، كذلك عرض فيلم «ألمانيا» للمخرجة التركية ياسمين شمردل (إنتاج  2011) المتمحور حول قضية الهوية العربية والإسلامية من خلال أسرة تهاجر إلى ألمانيا.

وفي حفلة الختام، كرّم المهرجان الفنانة المغربية أمينة رشيد والممثلة والناشطة الحقوقية الإيرانية فاطمة معتمد، التي حازت أكثر من 80 جائزة في مهرجانات دولية مرموقة.

 في حي شعبي

أجمل ما في مهرجان سلا إقامة حفلتي الافتتاح والختام وعروضه السينمائية في قاعة سينما هوليوود في حي «كريمة» الشعبي في المدينة، حيث شارك أهالي الحي في احتفالية كانت بمثابة عرس سينمائي سنوي.

ومن الأفلام التي حازت نصيب الأسد في دورة هذا العام: «أندرومان من دم وفحم» للمخرج عز العرب العلوي الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم  مناصفة مع الفيلم الشيلي «فيوليتا صعدت إلى السماء» للمخرج أندريس وود، وكان أندرومان فاز أخيراً بجائزة أفضل ممثلة في الدورة الأخيرة لمهرجان الإسكندرية السينمائي.

الفيلم تحفة فنية سينمائية، ويبدو كأنه ملحمة أسطورية يناقش فيها قضية قهر المرأة. تدور الأحداث في إحدى قرى الأطلسي وتتمحور حول رجل لم يحتمل أن يرزق ببنت، فقرر إخفاء الأمر عن القبيلة وإخفاء شخصية ابنته في ثياب ولد حفاظاً على مصالحه، ولكن الخدعة تنكشف عندما تكبر الطفلة وتقع في غرام أحد شباب القبيلة.

ورغم عبقرية الصورة والموسيقى والأداء التمثيلي لنجوم الفيلم فإنه صُوِّر بإمكانات هزيلة، باعتراف مخرجه ( وهو بالمناسبة فيلمه الروائي الأول)، وفي ظل ظروف مناخية صعبة للغاية.

بعد استلامه الجائزة، انتزع عز العلوي في كلمته تصفيق الحضور عندما أهدى جائزته للمسلمين الذين طاولتهم الإساءة والعنصرية من الفيلم المسيء للرسول الكريم.

جوائز

كانت الجائزة الكبرى في المهرجان من نصيب الفيلم الياباني «هانيزو» للمخرج ناوومي كواس، تدور أحداثه في منطقة أوزاكا حيث تعيش امرأة مع زوجها حياة هادئة إلى أن تقع في غرام رجل آخر وتكتشف معه متعة الحياة، وحين تجد نفسها حاملاً منه تقرر تغيير حياتها بالكامل وتحقق أحلامها الضائعة.

كذلك فاز الفيلم الروسي «بورتريه للشفق» بجائزة أفضل سيناريو، يتمحور حول تعرض طبيبة نفسية متخصصة في معالجة الأطفال للاغتصاب من أحد رجال الشرطة، فلم يعد لها سوى هاجس واحد هو الانتقام منه إلا أنها تقع في حبه (الفكرة نفسها تناولها الأديب الراحل الدكتور طه حسين في رائعته السينمائية «دعاء الكروان»).

نال الطفل كاسي كلين جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «طفل الأعالي» للمخرجة أورسولا ميير، وتدور أحداثه في إحدى مناطق التزحلق على الجليد في سويسرا حيث اعتاد طفل في الثانية عشرة من عمره  سرقة المزلاجات ومعدات السياح الأغنياء  وبيعها إلى أبناء الحي الذي يسكن فيه، ويحصل مقابل ذلك على أموال يعيش بها مع شقيقته الوحيدة.

أما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الهولندية كاريس فان عن فيلم «أنغريد جونكر» الذي يدور حول امرأة تناضل لأجل الحرية والعدالة وتعيش قصة حب تغير مجرى حياتها.

أما الفيلم المصري «أسماء» فحصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم  من دون أن يحصل على أي جوائز، بالإضافة إلى أنه لم يحضر أي فنان من فريق العمل بعد اعتذار  كل من: هند صبري لسفرها وماجد الكدواني لانشغاله بمسرحية «في بيتنا شبح» والمخرج عمرو سلامة لانشغاله بتجهيز فيلمه الجديد.

السينما المستقلة

إحدى أبرز الفاعليات التي أقيمت على هامش المهرجان الاحتفاء بالسينما الأرجنتينية كضيف شرف من خلال بانوراما عرضت فيها أفلام: «سماء صغيرة»، «آخر صيف»، «الخطيئة التائهة»، {لاسييناكا».

يأتي هذا الاحتفال بالسينما الأرجنتينية لأسباب من بينها: زيادة الإنتاج السينمائي الذي بلغ 54 فيلماً، بالإضافة إلى تطور التقنيّة ما يفرض ضرورة التعرف إلى ملامح هذه السينما التي يجهلها كثر.

في عنوان «نافذة على السينما المستقلة» عرضت أفلام: «بركات» (الجزائر) للمخرجة جميلة صحراوي، «مهما كان الثمن» (فرنسا) للمخرجة كلير سيمون، «القلوب إلى الأعلى» (بلجيكا) للمخرجة ماري فيرميار، «ليلى» (فرنسا) للمخرجة سولفيك أنسباش، «عندما يصعد البحر» (فرنسا) للمخرجة يولاند مورو.

كذلك أقيمت عروض خاصة لأفلام: «حياة الآخرين» للمخرجة المغربية بشرى بلواد، «الورود السوداء» للمخرجة الفرنسية هيلين ميلانو، «مناضلات» للمخرجة التونسية سونيا شمخي.

واستضاف المهرجان المخرج أسامة فوزي الذي ألقى محاضرة تحدث فيها عن كيفية صناعة سينما راقية بأقل تكاليف، ودارت مناقشات معه ومع الشباب الذين يهتمون بالسينما المغربية. كذلك نُظمت ندوة «المرأة والربيع العربي» تحدثت فيها تيسير فهمي عن تجربتها السياسية من خلال حزبها السياسي.

back to top