نتيجة عدم توفر الميزانيات اللازمة لمشروع التوسع في مدارس المستقبل أفقيا ورأسيا، حيث كان وزير التربية السابق أحمد المليفي شكل لجنة عليا للاشراف على المشروع وأعلن تخصيص 10 ملايين كميزانية للمشروع، فإن خروج المليفي من الوزارة يبدو انه أدى إلى تعثر اتمام الاجراءات اللازمة لهذه المخصصات المالية وبالتالي توقف المشروع.

Ad

وفي هذا السياق، علمت «الجريدة» أن وزير المالية وزير التربية بالوكالة د. نايف الحجرف قرر منح المشروع اهتماما خاصا من خلال تشكيل لجنة للاشراف على عملية التوسع في مدارس المستقبل أفقيا ورأسيا ليشمل عددا من المدارس المتوسطة لاستيعاب الطلبة خريجي المرحلة الابتدائية.

وأكد الوزير أهمية التوسع في مشروع مدارس المستقبل ووضع تصور متكامل للبدء في تطبيقه بالمرحلة المتوسطة، مشيرا إلى توجه الوزارة لاعطاء هذه المدارس مزيدا من الاستقلالية لتنفيذ مهامها.

وقال الحجرف في قرار وزاري يحمل الرقم (322/2012) بشأن اعادة تشكيل اللجنة الاشرافية على مدارس المستقبل والذي حصلت «الجريدة» على نسخة منه، أنه بناء على القرار الخاص بتشكيل لجنة دراسة مشروع مدارس المستقبل في المرحلة الابتدائية، وعلى القرار الخاص بإعادة تشكيل اللجنة الاشرافية العليا لمدارس المستقبل، وحرصا على ما تضمنته استراتيجية التعليم العام في الكويت 2005-2025 بشأن الاصلاح المؤسسي في قطاع التعليم، فقد تقرر اعادة تشكيل اللجنة الاشرافية على مشروع مدارس المستقبل لتكون برئاسة وكيل قطاع التعليم العام محمد الكندري وعضوية كل من د. غازي الرشيدي من جامعة الكويت، وعبدالله الحربي مدير منطقة حولي، ويسرى العمر مديرة منطقة العاصمة، و طلق الهيم مدير مبارك الكبير، ويوسف العنزي رئيس قسم الميزانية بادارة التنسيق، وشيخة الزعبي موجهة فنية علوم ومقررة اللجنة.

وكلف الوزير الحجرف أعضاء اللجنة بوضع خطة للتوسع الافقي لمشروع مدارس المستقبل في المرحلة الابتدائية وتحديد الميزانيات اللازمة والاشراف على تنفيذ هذه الخطة، وكذلك وضع تصور متكامل للبدء في تطبيق المشروع في مدارس المرحلة المتوسطة وتحديد آلية التنفيذ، ووضع خطة خاصة للتوسع الرأسي في المشروع وتحديد الميزانيات اللازمة والاشراف على التنفيذ، مشيرا إلى أن من ضمن مهام اللجنة ادخال مستجدات تطويرية في المشروع تشمل اعطاء المدارس مزيدا من الاستقلالية لتنفيذ مهامها، وتطبيق المناهج الدراسية بما يحقق اهدافها وفق نظام مدارس المستقبل، ووضع آلية لتقويم المعلمين والطلاب في هذه المدارس، والاستعانة بالاستشارات التربوية المحلية والعالمية اللازمة لمتابعة المشروع وتقويم الاداء في مدارسه.

وأضاف أن اللجنة مسؤولة عن متابعة تطبيق المدارس الحالية للمشروع وتمثيل فلسفته وتحقيق أهدافه، وكذلك وضع خطة التنمية المهنية والتدريب المستمر للعاملين في المدارس من الهيئتين الادارية والتعليمية تشمل الميزانيات اللازمة والاشراف على التنفيذ، وتقديم الدعم التكنولوجي وتهيئة البنية التحتية من الاجهزة والسبورات التفاعلية والاثاث الخاص والمطبوعات التعليمية لتعزيز كفاءات التعليم والتعلم في مدارس المستقبل، لافتا إلى ضرورة وضع خطة اعلامية للتعريف بمشروع مدارس المستقبل والتوسع الافقي والرأسي فيها، مع رصد الميزانيات اللازمة والاشراف على تنفيذها.

استراتيجية التعليم

وكانت وزارة التربية بدأت مشروع مدارس المستقبل في عام 2004 من خلال التخطيط لهذه المدارس لتفعيل الاستراتيجية للتعليم العام، وانتهى العمل بالتخطيط لهذا المشروع مع أواخر العام الدراسي 2004/2005، حيث بدأ تنفيذه ميدانيا مع بداية العام الدراسي 2005/2006 وذلك بتطبيقه في مدرسة الفضل بن العباس الابتدائية للبنين بمنطقة حولي التعليمية، ثم انضمت لهذه المدارس مدرسة شيخان الفارسي الابتدائية للبنين خلال العام الدراسي 2006/2007، تم التوسع بتطبيق المشروع بانضمام 4 مدارس ابتدائية وهي مدرسة أسماء بنت عمير ومدرسة عبدالكريم السعيد ومدرسة أسماء بنت عمرو الأنصارية بمنطقة مبارك الكبير التعليمية ومدرسة ابن سينا الابتدائية بنين بمنطقة العاصمة التعليمية، ليصبح بذلك العدد الإجمالي للمدارس المنضمة للمشروع 6 مدارس، وكان للدكتور غازي الرشيدي «مدير عام المركز الوطني لتطوير التعليم سابقا» دور كبير في تنفيذ المشروع.

وتحدد الفلسفة الأساسية لمدارس المستقبل بالاهتمام بالتلميذ كفرد من خلال مراعاة الفروق الفردية في التعلم والتركيز عليه كفرد في التعلم داخل الفصل الدراسي وتهيئة معلمين اثنين لمواد أساسية (علمية – أدبية) متواجدين داخل الفصل، والاهتمام برفع المستوى التحصيلي للضعاف، وتخصيص ثلاث معلمات لعلاج الضعف في المهارات الأساسية في مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنكليزية، والاهتمام بالمخرجات غير المعرفية، بالاضافة إلى زيادة التركيز على توظيف تكنولوجيا في التعليم استعدادا لاستخدام الكمبيوترات المحمولة في المرحلة المتوسطة.