مسيرات رفض الانتخابات تتجدد... وتوقيف بعض المتظاهرين

لليلة الثالثة على التوالي، استعادت بعض مناطق البلاد مشهد المسيرات والمواجهات بين القوى الأمنية وبعض مجاميع المعارضة الذين خرجوا في تظاهرات لإسقاط مرسوم الصوت الواحد ونتيجته التي تمثلت في مجلس الأمة الجديد.

وشهدت مناطق صباح الناصر والعقيلة، والفحيحيل والرقة وأم الهيمان وكيفان واليرموك تظاهرات عفوية تخللتها عمليات كر وفر مع القوى الأمنية التي عمدت إلى تفريق المتظاهرين مستخدمة القنابل الدخانية وأخرى مسيلة للدموع،  وحصلت مطاردات داخل بعض المناطق السكنية جرى خلالها تبادل إطلاق القنابل الدخانية والحجارة، وهو ما انعكس هلعاً على سكان مناطق المواجهة.

وكانت قوات الأمن سيرت دورياتها واتخذت إجراءات احترازية خلال ساعات النهار تحسبا لتلك المسيرات، لا سيما بعد المواجهات القاسية التي جرت ليل أمس الأول، وتداول معلومات عن انسحاب القوى الأمنية من ساحة المواجهات مخلفة بعض الأعتدة العسكرية التي وقعت بيد المتظاهرين.

وكشفت مصادر أمنية مطلعة لـ"الجريدة" أن وزارة الداخلية اعتقلت عددا من المتظاهرين خلال التجمعات والمسيرات غير المرخصة، وتمت إحالتهم الى أمن الدولة، بينما أبقت مراقبتها على عدد من الشباب الذين تم نقلهم الى مستشفيي الفروانية والعدان، من بينهم عباس الشعبي وآخرون، بعد تعرضهم لإصابات من جراء المواجهات بين الطرفين.

تحذيرات «الداخلية»

وفي موازاة المسيرات والتهديد باستمرارها حتى إسقاط مجلس الأمة ومرسوم الصوت الواحد، جددت وزارة "الداخلية" تحذيراتها من "الإخلال بالأمن من المندسين وغيرهم بارتكاب أعمال مخلة"، مؤكدة أنها ستتخذ كل إجراءاتها القانونية لردع مثل هذه المخالفات، كما أنها لن تسمح مطلقا بالتجمهر غير المرخص أيا كانت أهدافه ودواعيه.

وأعلنت "الداخلية" في بيان لها أمس توضيحا للمواجهات مع المتظاهرين ان "مجموعة من المتجمهرين قامت بتنظيم عدة مسيرات داخل المناطق السكنية في بعض المحافظات مخالفين بذلك القوانين والإجراءات التي سبق للوزارة الإعلان عنها والتحذير منها، حيث أمعن هؤلاء المتجمهرون في تعمد قطع الطرق ووقف حركة السير وتعطيل المصالح وتجاوزهم بإلقاء الحجارة والعبوات الفارغة والتعدي على رجال وأجهزة الأمن".

وأضافت "الداخلية أنه "على الرغم من المحاولات المتواصلة لرجال الأمن والتمسك بأقصى درجات الحكمة والصبر لحث هؤلاء المتجمهرين ومثيري الشغب على التخلي عن هذه الممارسات غير المسؤولة والمخالفة للقانون والابتعاد عن المناطق السكنية أو الاحتماء داخلها، إلا أنهم واصلوا ممارسة أعمال الإثارة والشغب والتعدي على رجال الأمن، ودهس وإصابة أعداد منهم إضافة لتعمد إتلاف الآليات الأمنية والمرافق العامة والرعونة والاستهتار بقيادة المركبات معرضين حياة مستخدمي الطريق للخطر، مما حدا برجال الأمن إلى ضبط عدد من هذه العناصر الذين تبين وجود عدد من غير محددي الجنسية ومن المقيمين والمواطنين أيضاً حيث تمت إحالتهم جميعا إلى جهات التحقيق".

وختمت الوزارة بيانها مناشدة "الجميع ضرورة التعاون معها في احترام القوانين والإجراءات الأمنية المتبعة معتمدة على التزام ومسؤولية الجميع في الحفاظ على الأمن والنظام والآداب العامة في هذا الظرف وعدم ترويع الآمنين داخل المناطق السكنية وتفويت الفرصة على كل من يريد الإخلال بالأمن من المندسين وغيرهم بارتكاب أعمال مخلة"، مؤكدة أنها ستتخذ كل إجراءاتها القانونية لردع مثل هذه المخالفات، كما أنها لن تسمح مطلقا بالتجمهر غير المرخص أيا كانت أهدافه ودواعيه.