وطننا سينتصر... وطني سينتصر
يحدثونك عن الكويت... فقل يا من لا تعرفها: إنها بلد صغير آمن... جاءها الرزق من كل مكان، وحباها الله بثروة من بشر أتوا من كل الاتجاهات ليصنعوا ملاذاً لهم من الجوع والقهر والاضطهاد من حولها... رجال أشداء سمر... سواعدهم هزيلة لكنها شديدة... قوامهم نحيف لكن هاماتهم تشق السحاب... وعقولهم مستنيرة وبصيرتهم تتطلع إلى كل الآفاق... طووا الأمواج ليجلبوا الخير ويحملوا العلم ويتفاعلوا مع البشرية بحنكة وصبر رجال البحر الذين يشقون طريقهم في المحيطات بلا ضوء ولا خريطة.يحدثونك عن الكويت... فقل يا من لا تعرفها: إن من بنوها على أكتافهم جلهم مات قنوعاً سعيداً براتب متواضع وبرعاية نخلته "البرحية" في فناء داره، أو مراجعة ذكريات السفر والغوص في دواوين المتقاعدين وقهاوي المباركية والصيادين، بعد أن واصلوا عملهم سنوات بعد البحر في دوائر ووزارات الدولة المختلفة بجد وتفان، وعلموا أنفسهم مهناً جديدة كالنجارة والبناء والميكانيكا وغيرها... وكانوا أول من حمل السلاح في أزمة عبدالكريم قاسم، وتصدى أبناؤهم وأحفادهم لغزو البعث العراقي بصدورهم في كيفان وخلايا المقاومة على طول وعرض الديرة.
يحدثونك عن الكويت... فقل يا من لا تعرفها: إن من بين أهلها نفراً قليلاً من الفجار الجشعين النرجسين الذين عاثوا فيها فساداً وتخريباً من أجل تفرد بالسلطة والنفوذ والمال والجاه... وعباداً للكراسي يرقصون على أنقاض وطنهم من أجلها، لم يردعهم عن ذلك ضميرهم أو ما يعيشونه من نعم الأمن والاستقرار، أو مجتمع منسجم محب لبعضه البعض، فاستوردوا كل فكرة شيطانية لينفذها دخيل منحرف... ليحققوا مآربهم الدنيئة ويلعبوا بفسيفساء المجتمع الكويتي التي تمثل سر قوته ومنعته ليحولوها إلى أدوات دمار تتقاتل بعضها مع بعض لينعموا بمنصب أو مناقصة أو نفوذ.يحدثونك عن الكويت... فقل يا من لا تعرفها: إن بها الكثير من مدعي الرمزية الوطنية، وأذكياء السياسة التخريبية الذين يعتقدون أنهم يلعبون بكل الجمرات العرقية والمذهبية والمناطقية لتحقيق غاياتهم دون أن "تلسعهم"، لكنهم لا يعلمون أن النار شبت في أطرافهم، ودون سابق إنذار ستحرقهم، ولن تجدي نفعاً بياناتهم "الزلقة" المعاني والمخملية المصدر في حمايتهم من حساب الكويتيين العسير الذي سيقلعهم.يحدثونك عن الكويت... فقل يا من لا تعرفها: إنها وطن النهار الذي سيطارد ويمحو علامات تفشي "الحالة اللبنانية" في شوارعه، وسيتخطى كل المحن كما فعل منذ ثلاثة قرون، وسيكون مصيرهم كمصير كل المعتدين والمتجاوزين على الديرة... فالكويت ستنتصر... وطني سينتصر... وطننا سينتصر على كل فكر دخيل منحرف... وسيحتضن كل من يريد أن يندمج فيه ويقبل بتراثه وفكره ونظامه العام.