السعد لـ الجريدة•: إنتاج الكهرباء والماء يستنزف 11 مليار دينار سنوياً ويربك الموارد المالية
الطاقة الشمسية والطاقات النظيفة بديلان ناجحان لاستمرار الحياة
ذكر اختصاصي ومستشار الطاقة البديلة والمتجددة كبير المهندسين في وزارة الكهرباء والماء المهندس نجيب السعد ان انتاج الكهرباء والماء يستنزف كميات هائلة من النفط، تبلغ 300 الف برميل نفط يوميا (ما يعادل 11 مليار دينار سنويا)، وستصل بحلول سنة 2017 الى %20 من الانتاج العام. واستعرض السعد في لقاء خاص مع «الجريدة» الفكرة العامة والتاريخية للطاقة واستخدامات الانسان لها، وكيفية الاستفادة منها على ارض الواقع، وخطط البلاد الفعلية للاستفادة منها لتنفيذها على ارض الواقع ورؤيتها للنور خلال المرحلة المقبلة، والمحاذير المتعلق بالاستمرار في استخدام ذات الطريق الذي تسير عليه دولة الكويت في انتاج الطاقة. والى نص الحوار:
ذكر اختصاصي ومستشار الطاقة البديلة والمتجددة كبير المهندسين في وزارة الكهرباء والماء المهندس نجيب السعد ان انتاج الكهرباء والماء يستنزف كميات هائلة من النفط، تبلغ 300 الف برميل نفط يوميا (ما يعادل 11 مليار دينار سنويا)، وستصل بحلول سنة 2017 الى %20 من الانتاج العام. واستعرض السعد في لقاء خاص مع «الجريدة» الفكرة العامة والتاريخية للطاقة واستخدامات الانسان لها، وكيفية الاستفادة منها على ارض الواقع، وخطط البلاد الفعلية للاستفادة منها لتنفيذها على ارض الواقع ورؤيتها للنور خلال المرحلة المقبلة، والمحاذير المتعلق بالاستمرار في استخدام ذات الطريق الذي تسير عليه دولة الكويت في انتاج الطاقة. والى نص الحوار:
• حدثنا إجمالا عن الطاقة.- استخدم الانسان موارد متعددة للطاقة منذ العصور الاولى للبشرية، فبدأ باستخدام اغصان الاشجار في صنع النار لأغراض مختلفة ومن ثم استخدم طاقة الرياح في القوارب والري الى العصر الحديث، حيث استخدم الفحم في القطارات ومحطات توليد الكهرباء، حتى اكتُشف النفط، وأصبح النفط والغاز هما المصدران الرئيسيان للطاقة على مايزيد على 60 عاما، وقد يستمر هذا الوضع الى 50 سنة قادمة.
• هل هناك تأثيرات جانبية للنفط والغاز على الطبيعية والبيئة؟- بالتأكيد، حيث لوحظ انه مع تزايد الطلب على النفط خصوصا في دول مثل الهند والصين والدول الصناعية العظمى وزيادة الانبعاثات الغازية من ثاني اكسيد الكربون، حيث سببت قلقا للكثير من خبراء البيئة في تأثير ثاني اكسيد الكربون على طبقة الاوزون والاحتباس الحراري، ما يؤدي الى تغيير مناخي بدأنا نلاحظه، وله تأثيرات سلبية كذلك على الامطار وزراعة المحاصيل، بالاضافة الى ذوبان كتل جليدية كبيرة ما ستؤثر حتما على الحياة البحرية وحياة الانسان بشكل عام فى جميع القارات. وأجمع العلماء على خطورة زيادة ثانى أكسيد الكربون فى الجو وعلى ضرورة تقليل هذة الانبعاثات باستخدام طاقات بديلة نظيفة. • مثل ماذا طاقات بديلة نظيفة؟- الطاقات البديلة النظيفة كثيرة، وهي كل شيء يدفع بالهواء ليشكل حركة يتم الاستفادة منه في توليد الطاقة، ومنها كالطاقة المتجددة الربانية وهي الطاقة الشمسية، وغيرها من الطاقات المتجددة والتي منذ عشرات السنين بدأ العالم في البحث عنها كبدائل للنفط، وهي «طاقة الرياح، حركة المد والجزر، مستخرجات الزيوت من المواد العضوية، الطاقة الذرية أو النووية».تجفيف المحاصيل• افردت الطاقة الشمسية بالذكر ثم عددت باقي الطاقات جملة واحدة، ما اهمية تلك الطاقة عن الباقي؟- الطاقة الشمسية هي من الطاقات المتجددة والنظيفة التي لا تنتهي ولا تنضب، وقد استخدمها الانسان منذ قديم الزمان في تجفيف المحاصيل واستخراج الملح وغيره، وهي الطاقة التي لها المستقبل الافضل من دون الانقطاع، كما انه لم يتم استخدام حقيقي لها لتوليد الطاقة الا حديثا.• هل هناك طرق للاستفادة من تلك الطاقة؟- هنالك طريقتان أساسيتان في الحصول على الطاقة من الشمسية الاولى: الطاقة الحرارية وذالك عبر تجميع أشعة الشمس على ألواح تمر بها أنابيب من المياه حيث تسخن المياه ويمكن استخدامها لأغراض متعددة، والاخرى: خلايا كهروضوئية صغيرة تحول أشعة الشمس الي كهرباء مباشرة.استفادات نفطية بديلة• ان تم التوجه نحو الطاقة البديلة، فماذا يُفعل بالنفط؟- النفط من المواد المهمة ولكنها معرضة للنضوب، ولكن حتى لا تفنى هذه الطاقة يجب المحافظة عليها والاقلال من استهلاكها، والاستفادة منها في صناعات متعددة لا تنبعث جراءها تلوثات جوية كاستخدامها لصناعة البلاستيك والبتروكيماويات وصناعة الادوية وغيرها من الاستخدامات المهمة والتي لاتسبب الكم الهائل من التلوث كما يحدث حين حرقه للحصول على الطاقة. • هل هناك مجال لهذا التطبيق في المنازل والعقارات الخاصة؟- بالتأكيد، فالمجال في هذه القطاعات اسهل وافضل، وهي مخصصة للتدفئة وتسخين المياه، كما لها اعتبارات في التبريد وباقي احتياجات المنزل، كما ان التكنولوحيا الحديثة نجحت تطبيقاتها وانتشرت في الكثير من البلدان، وهي عملية جدا وقليلة التكلفة، وفي المقابل توفر مبالغ كبيرة في فاتورة الكهرباء للتدفئة وتسخين المياه.وتكون طريقة عملها بامتصاص أشعة الشمس لتسخين الماء عبر ألواح بها أنابيب مياه وعند تسخين المياه تمر على خزان ثان للمياه لتخزين المياه لغرض التدفئة أو مجرد للحصول على الماء الساخن وتتم حركة دوران المياه داخل الانابيب الى أن ترتفع درجة الحرارة داخل الخزان الى درجة سخونة عالية ومناسبة.كما ان هذا الاستخدام ناجح في الشتاء وفي البلدان الباردة التي تتوفر بها أشعة الشمس، وتعد قبرص والولايات المتحدة الاميركية من أكثر الدول استخداما للطاقة الشمسية في المنازل.تطبيقات أخرى• اذا كان تطبيقها للمنازل بهذه السهولة، فمن الطبيعي ان لها استخدامات متعددة، هل لنا بذكرها؟- نعم، لها استخدامات متعددة، فهنالك العديد من الاستخدامات للطاقة الشمسية التي بدأت العديد من الدول في تطبيقها، فهنالك إشارة لعبور المشاة، إنارة الشوارع والحدائق، جهاز لتحصيل الرسوم لمواقف السيارات، الاشارات، العلامات المرورية والعديد من الاستخدامات، وهذه الاستخدامات مطبقة كثيرا في العديد من المدن حول العالم.• ماذا عن تطبيقات الالواح الكهروضوئية في توليد الكهرباء؟- هناك توافق بين الطاقة الشمسية والرياح، ولهذين المصدرين تطبيقات عديدة منها تطبيقات في الزراعة والمزارع المحمية كما هو في هولندا وغيرها من الدول، استخدام ضوء الشمس الطبيعي في إنارة المنازل والبنايات عن طريق توزيع أشعة الشمس داخل المنزل مما يخفف الاعتماد على الكهرباء في النهار، الطبخ بإستخدام الطاقة الشمسية.كما تنصح منظمة الصحة العالمية باستخدام الطاقة الشمسية في عملية تطهير الماء لمعالجة الماء في المنازل والتخزين، لذلك كان اكثر من مليوني شخص في العالم يستخدمون الطاقة الشمسية في عملية تطهير ماء الشرب العادية المستخدمة يوميا، وكذلك تقطير وتحلية المياه بالطاقة الشمسية حيث تم تأسيس أول مشروع تقطير شمسي ضخم في عام 1872 في مدينة «لاس ساليناس» التشيلية، ويستطيع المصنع الذي تبلغ مساحة تجميع الطاقة الشمسية الموجودة به تبلغ 4700 متر مربع إنتاج مايصل إلى 22700 لتر ماء نقي يوميًا.11 مليار سنويا• كم يكلف البلاد انتاج الطاقة؟- انتاج الكهرباء والماء يستنزف كميات هائلة من النفط، تبلغ 300 الف برميل نفط يوميا (ما يعادل 11 مليار دينار سنويا)، وسوف تصل بحلول سنة 2017 الى 20% من الانتاج العام، وباستمرار الزيادة فى الاستهلاك والطلب على الكهرباء والماء يزيد استهلاك الوقود ما سيؤثر حتميا على الموارد المالية للبلد.اما تكلفة الكهرباء فكانت 18.4 فلسا فى سنة 2002/2003، ووصلت حاليا الى 38 فلسا للكيلوات وهي في تزايد مستمر.• وكيف يقاس ذلك على استهلاك الفرد في البلاد؟- تصدرت الكويت دول العالم في هدر المياه والكهرباء، واستهلاك الفرد في الكويت هو اعلى استهلاك بالعالم، ويفوق استهلاك الفرد في اميركا، ويكون معدل استهلاك الفرد للمياه بواقع 500 لتر يوميا، ومعدل استهلاك الفرد في الكويت للكهرباء هو من اعلى المعدلات في العالم بواقع 16747 كيلواتا للساعة في السنة، فضلا عن استهلاك الكهرباء العام الذي سجل اعلى استهلاك وفق المؤشر خلال شهر اغسطس الماضي بواقع 11.861 الف ميغاوات، بالاضافة الى تسجيل اعلى استهلاك مائي بواقع 424 مليون غالون امبراطوري بينما كان الانتاج 421 مليون غالون امبراطوري.• ما توقعاتكم كخبراء في الطاقة لالية الاستهلاك المستقبلية في الخليج؟- من المتوقع ان يصل عدد سكان دول الخليج الى اكثر من 50 مليون نسمة خلال 10 سنوات قادمة وبزيادة 31%، وهذا بالطبع سينعكس على الزيادة في الطلب على الكهرباء والماء، وستحتاج الى زيادة اكثر من 30 الف ميغاوات للطاقة خلال العشر سنوات القادمة. تجربة أبوظبي «التجارية»• هل من تجارب للطاقة الشمسية قريبة من البلاد؟- نعم، بل بالمنطقة ذاتها، حيث قامت حكومة أبوظبي ببناء محطة شمسية للطاقة لتوليد الكهرباء في مدينة نموذجية سميت (مدينة مصدر) وتتكون محطة مصدر للألواح الكهروضوئية من 87.777 الفا من الألواح، نصفها يستخدم تقنية الأغشية الرقيقة والنصف الآخر يستخدم السيليكون البلوري وتم بناؤها بكلفة 185 مليون درهم (50 مليون دولار) وتبلغ قدرتها الإنتاجية 10 ميغاوات، ما يجعلها من أكثر محطات الألواح الكهروضوئية كفاءة على مستوى العالم من حيث التكلفة مقارنة بقدرتها الإنتاجية.تكاليف عالية• البعض يرى انه من المكلف بناء محطة لا تنتج الا جزءا بسيطا من الميغاوات، فكيف تردون على هذا الامر؟- بداية يتم العمل على تطبيق تلك العملية وإجرائها في اجزاء معينة من البلاد، ثم يتم التوسع فيها شيئاً فشيئاً، لانه من غير المعقول ان يتم تطبيق مشروع كبير يستبدل كامل الطاقة في البلاد، لذا يتم استبدال الطاقة المولدة من خلال المواد التقليدية بالمواد الطبيعية، حتى تتمكن البلاد من تغطية كامل الاحتياجات، ثم يتم الاعتماد عليها كمولد رئيسي.ونود بهذه النقطة تبيان جزئية الاستفادة الكبرى من الطاقة البديلة، حيث بدأت ولاية كاليفورنيا الأميركية أعمال البناء في أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، ومن المنتظر أن تولد أكثر من 1000 ميغاوات، ويعادل هذا الانتاج ما تولده محطة للطاقة النووية ويكفي لتلبية احتياجات 750 ألف منزل من الكهرباء، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من بنائها في عام 2013.وتعد هذه المحطة الأكبر من نوعها في العالم بعد استكمال إنشائها لتتفوق بذلك على المحطة الأكبر حالياً الموجودة في إشبيلية بإسبانيا وقدرتها 150 ميغاواتا.كما أن تكلفة الطاقة الشمسية في أميركا أصبحت قريبة من كلفة الطاقة المنتجة من المحطات التي تعمل بالغاز، خصوصا بعد أن انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية بنسبة 60% في السنوات الخمس الماضية بسبب تقدم التكنولوجيا والمنافسة في الصناعة.تفاؤل شمسي• نرى تفاؤلك بتطبيق الطاقة الشمسية، هل تتوقع لها مستقبلا مشرقا قابلا للتنفيذ؟- الطاقة الشمسية تعتبر الأمثل والأفضل للحصول على الطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية، ومازالت الدرسات والبحوث جارية لتطوير استخدامها، ومع ذلك فإن استخداماتها وتطبيقاتها الحالية جيدة ويجب العمل على نشر الوعي وتطبيق هذه الطاقة في عدة مجالات مثل الأبنية والمنازل وغيرها، والمستقبل يرجح نجاح الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء والتدفئة وتسخين المياه.وفي الوقت الحالي نحن بدورنا نحث المواطنين على استخدام الطاقة الشمسية في التدفئة وتسخين المياه في الشتاء في منازلهم حيث سيوفر ذلك على المستهلك وعلى الدولة أموالا طائلة، وهنالك حاجة الى الطاقة الكهربائية وإيجاد بديل من استخدام الوقود العضوي (الفحم أو النفط) أو الوقود من المواد المشعة (الطاقة النووية) ما يحثنا على تطوير استخدامات الطاقة الشمسية.ومع ان الكفاءة ما زالت متدنية في تحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربائية الى أن هذه الطاقة واعدة للمستقبل، وعلينا بذل المجهود و تكريس الاستثمارات في تبني الطاقة الشمسية.مواطن يغذي الدولة من ألواح بيته الكهروضوئيةأكد السعد في معرض استشهاد بمدى سهولة تطبيق الطاقات البديلة لاسيما الشمسية في المنازل الخاصة، ان احد المواطنين قام باستبدال طاقته الكهربائية المولدة من النفط بطاقة الشمس عبر تركيب الواح كهروضوئية في منزله بمنطقة القرين.واشار الى ان المسألة لا تكلف الكثير، بل تعود بالنفع على الفرد والدولة، مشيرا الى ان هذا المواطن بعدما ركب تلك الالواح بدأت تولد لديه الطاقة في البيت، ومن المضحك ان الشبكة الكهربائية التي تغذي بيته بدأت تتغذى ايضا من تلك الطاقة الزائدة لديه، حيث يعود العداد واضافة وحدات كهربائية الى الشبكة من خلال بيته.صعوبة في بناء محطات تعمل بالوقود الأحفوريتطرق السعد خلال الحديث الى ان الكويت تواجه صعوبة حاليا في بناء محطات تعمل على الوقود الاحفوري لتلبية طلبات المستهلكين خلال السنوات القادمة، حيث تحتاج اي محطة ان تبنى على واجهة بحرية، وبالنظر الى الواجهات البحرية فهي جميعا قد شغلت، فلا توجد مساحات ساحلية كافية لبناء محطات جديدة، بالاضافة الى انها تحتاج لمساحات كبيرة، كما انها تحتاج الى امدادات شبكة الوقود، فضلا عن التلوث البيئي الذي تبعثه تلك المحطات على البيئة المحيطة برا وبحرا وجوا، اما المنطقة اليابسة، فالكويت تشغل قرابة 8% من المنطقة البرية، بينما تكون باقي الارض فيلات وفضاء، وهي اجدر بان تبنى عليها محطات للطاقة الشمسية والطاقات البديلة.8 اقتراحات لمستقبل واعد للطاقات البديلةأوصى السعد بضرورة اتخاذ الحكومة الكويتية التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في جميع المشاريع، بما فيها المدارس والمستشفيات والمباني الحكومية لتقليل الاعتماد على الكهرباء، وبالتالي يعود الامر بالنفع للبلاد بتقليل استهلاك النفط، بالاضافة الى النقطة المهمة وهي ان استمرارية توفر الطاقة هو ضمان لاستقرار البلاد وضمان للحياة والاقتصاد.وقدم السعد 8 مقترحات للارتقاء باستخدام الطاقة في البلاد واستبدالها بالطاقة الشمسية في البلاد ودول الخليج العربي، هي:1. تأسيس هيئة لتطوير استخدام الطاقة البديلة في عدة مرافق.2. نشر الوعي فى استخدام الطاقة الشمسية لعدة أغراض، فهي طاقة سهلة الاستخدام.3. استخدام الإنارة الطبيعية في المنازل والمباني (المباني الذكية).4. ضرورة استخدام الطاقة الشمسية في مشاريع الإسكان والمنازل الحديثة.5. استخدام الطاقة الشمسية في إنارة الحدائق والمواقف.6. نحث المواطن على استخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه والتدفئة في المنازل والشاليهات.7. نتمنى أن تقوم أي جهة حكومية بتبني هذه الاقتراحات وتنفيذها على أرض الواقع وتبني تطبيق الطاقة البديلة.8. ضرورة تعاون ومشاركة دول الخليج في تطوير مشروعات الطاقة البديلة.