فصل البيان في يوميات خلفان- غزلان
يعاني المسؤول والسياسي العربي حالاً من الهزال الفكري والفراغ العقلي بدرجة كبيرة لا تدعو فقط إلى الدهشة والعجب، بل إلى الدراسة والبحث عن السبب، فمن لا شيء تخرج قضية تشغل الجميع، وفي الفراغ يحدث صدام بين خيالات وأوهام، ويصطف وراء كل جانب كتيبة من المشجعين (كتّابا وسياسيين) يحللون ويتناظرون ويتخاصمون حول عدم غير موجود. أعلن شيخ (لقب ديني وليس سياسيا) قطري ذو أصول مصرية رأيه في سياسة دولة عربية، ورد عليه مسؤول أمني في هذه الدولة، وتدخلت الجماعة التي ينتمي إليها الشيخ للدفاع عنه. إلى هنا والأمور طبيعية لا عجب فيها، فمن حق الإنسان أن يعبر عن رأيه ويقول ما يعتقده، وواجب المسؤول الدفاع عن بلده، ونصرة الجماعة لأحد أبنائها رد فعل طبيعي، ولكن أن ينقسم العالم العربي بين مؤيد ومخالف، وأن يقف وراء كل طرف فريق من الكتّاب والسياسيين ممن يجب أن تشغلهم قضايا أهم بكثير، فأمر يدعو إلى العجب.فما معنى أن يخصص مجلس الأمة الكويتي جلسة كاملة أو ساعة (أحيانا تستغرق الجلسة 10 دقائق) لمناقشة الموضوع؟ وما معنى أن تُطالب الحكومة المصرية بتقديم تفسيرات؟ وما معنى أن تنقسم السلطة الفلسطينية على نفسها أكثر مما هي منقسمة؟ وأن تعلق الجزائر ويؤيد المغرب وترفض تونس... إلخ؟ ألا يدعو كل هذا إلى الدهشة والعجب ويثبت حال الفراغ والهزال الفكري الذي نعيشه؟
شيخ قال رأيه ورد عليه مسؤول أمني، ودافعت عنه جماعته وانتهى الأمر الذي يجب أن يظل محصورا بين هذه الأطراف الثلاثة، أما أن يمتد ويتشعب بهذه الطريقة العجيبة فهذا دليل على انعدام القضايا الحقيقية التي يجب أن تشغل السياسيين والكتّاب، وأيضا على عدم إدراك هؤلاء لدورهم الحقيقي وواجبهم في تبصير المواطن بحقوقه والدفاع عنها، وحل المشكلات التي تواجهه وتزداد يوما بعد آخر.لتمنع الإمارات القرضاوي أو لا تمنعه... تقدمه إلى المحاكمة المدنية أو الدولية فهذا أمر بينها وبينه، لتدافع جماعة الإخوان عنه كما تريد فهو ابن من أبنائها ورمز من رموزها، أما أكثر من ذلك فلا وألف لا، وكما يقول المثل الشعبي "أردب ما هولك ما تحضر كيله... تتعفر به ذقنك وتتعب في شيله"، والمثل الآخر "بدل الكلام في الفاضي والمليان هاتلك قميص يا عريان".*** يتعرض السيد حسن نصرالله للكثير من مقالات الاستهجان والسخرية لأنه يختفي في مغارة أو في مكان ما داخل لبنان خوفا من اغتيال إسرائيل له، ويشبه البعض اختباءه باختباء الجرذان، وفي ذات الوقت يهلل هؤلاء ويزغردون لاختباء الشيخ سعد الحريري في فنادق أوروبا خارج لبنان خوفا من اعتداء أبناء بلده عليه... فأي الاثنين أحق بالاحترام من يتخفى داخل بلده خوفا من عدوه أم من يتخفى خارجها خوفا من مواطنيه؟!***وفاة "البابا شنودة" خسارة فادحة لمصر خاصة في هذا الوقت تحديدا فقد كان قداسته– اتفقنا أو اختلفنا معه- عاملا أساسيا في استقرار مصر في الفترة الأخيرة، وأتمنى أن يسارع المجمع المقدس باختيار خليفته، وأدعو الله أن يكون كسابقه مساعدا في الاستقرار... العزاء للجميع وحفظ الله مصر.***يخلط بعض الكتّاب والإعلاميين بين من يسحب أوراقه للترشح للرئاسة ومن يعيد تقديمها بعد استيفاء الشروط، فيطلقون "مرشح الرئاسة" على الجميع. مرشح الرئاسة هو فقط من يقدم أوراقه كاملة وتقبلها اللجنة. (أكثر من 600 شخص سحبوا الأوراق وتقدم ثلاثة فقط وقبلت أوراقهم).