غطت أخبار أحوال الطقس على أخبار الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين، إذ ترقبت معظم المناطق الشرقية من الولايات المتحدة بحذر أمس، وصول الإعصار "ساندي" الذي أُطلق عليه أيضاً اسم "فرانكستورم" (العاصفة الوحش)، والذي يهدد بإحداث أضرار ودمار في المنطقة، حيث تصاحبه رياح عاتية وأمطار غزيرة.

Ad

وأمرت سلطات ولاية نيويورك أمس الأول، بإجلاء 370 ألف شخص من المناطق الساحلية المنخفضة مع اقتراب وصول الإعصار الذي ازدادت قوته خلال الليل، وأجبر المنطقة الساحلية الشرقية بأكملها على وقف حياتها المعتادة.

وأُلغيت أكثر من 7400 رحلة طيران كان من المقرر أن تنطلق من الساحل الشرقي، ومن المقرر أن تتوقف حركة المواصلات البرية، وتم الإيعاز إلى موظفي الحكومة غير الأساسيين بعدم الحضور إلى أماكن العمل.

وعلقت شركة "امتراك" جميع خدمات الحافلات والقطارات في منطقة الساحل، كما توقفت حركة الحافلات والقطارات في نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن، وأعلنت بورصة نيويورك وناسداك وأسواق الأوراق المالية في شيكاغو أنها ستغلق خلال يومَي أمس واليوم.

وألغت الأمم المتحدة اجتماعاتها في مقرها في نيويورك، كما ستغلق مسارح "برودواي" و"كارنيغي هول" أبوابها، وأُلغيت الدراسة في مدارس بالتيمور وبوسطن وواشنطن وعدد من البلدات الصغيرة الأخرى، وصدرت الأوامر إلى مئات الآلاف من سكان المناطق الساحلية المنخفضة بمغادرة المنطقة، وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن منتجع "ريهوبوث" الساحلي في ديلاوير تحول إلى مدينة أشباح بعد انتهاء مهلة الإخلاء الإجباري للمنطقة.

"محمل الجد"

وبعد الآثار السلبية التي تركها إعصار "كاترينا" على الرئيس السابق جورج بوش، بعدما أغرق الإعصار ولاية نيواورلينز التي لم تكن مستعدة عام 2005، وأدى إلى مقتل أكثر من 1800 شخص، لم يشأ الرئيس الأميركي باراك أوباما المخاطرة، إذ أمر أجهزة الطوارئ في البلاد بالاستعداد وطلب من الناس أخذ الإعصار على محمل الجد.

وقال أوباما إن "هذه عاصفة خطيرة وكبيرة، ورسالتي الأولى لجميع الناس على الجهة الشرقية من البحر ومنتصف المحيط الأطلسي إلى الشمال، أن يأخذوا هذه العاصفة على محمل الجد"، مضيفاً: "اتبعوا تعليمات مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين لأنهم سيقدمون لكم أفضل النصائح حول كيفية التعامل مع هذه العاصفة خلال الأيام المقبلة".

وجاءت تصريحات أوباما بعد زيارة لمقر وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية اطلع خلالها على وضع العاصفة التي تقترب من البلاد، مؤكداً أنها عاصفة تتحرك ببطء ويستغرق مرورها والخروج منها وقتاً طويلاً.

وصرح كريغ فوغيت المسؤول في وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية بأن "وقت الاستعدادات والحديث شارف على الانتهاء".

ووقّع أوباما إعلانات طوارئ تقضي بمنح أموال فدرالية لمواجهة الكوارث لكل من ولايات نيويورك وماساشوستس وكوناتيكيت وميريلاند وكولومبيا ونيوجيرسي وبنسلفانيا ورود آيلاند.

وقرر عدد من سكان نيويورك تحدي العاصفة وقاموا بتخزين الطعام والشراب، بينما اصطف السكان الخائفون من واشنطن وحتى نيويورك وبوسطن للحصول على مؤن الطوارئ مثل المياه المعبأة والبطاريات، ووقفوا في طوابير طويلة أمام أبواب محلات السوبرماركت.

وأدى الإعصار ساندي إلى مقتل 66 شخصاً في منطقة الكاريبي، معظمهم في هايتي حيث قُتل 51 شخصاً. ويتوقع أن يضرب شواطئ نيوجيرسي وديلاوير في وقت متأخر من الاثنين بتوقيت الولايات المتحدة أو صباح اليوم الثلاثاء.

وازدادت قوة الإعصار ليل أمس الأول، حيث بلغت سرعة الرياح التي تصاحبه 140 كلم في الساعة بحسب مركز الأعاصير الوطني، وأصبح الإعصار على مسافة نحو 615 كلم جنوب إلى جنوب شرق نيويورك صباح أمس، وبدأ يتوجه غرباً.

وتمتد الرياح مسافة 780 كلم من عين الإعصار، ما يعني انه سيؤثر على جميع المناطق من جنوب كارولاينا إلى جنوب كندا.

وصرح نائب مدير مركز الأعاصير الوطني الأميركي للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: "أستطيع أن أقول إن ملايين الناس يعيشون في المناطق التي يمكن أن تشهد سيولاً أو فيضان أنهار".

وتشير التقديرات إلى أن الإعصار ساندي يتوجه شمالاً ليصطدم بجبهتين هوائيتين أخريين، ستؤديان إلى توجهه إلى سواحل ديلاوير ونيوجيرسي ليكون أسوأ عاصفة تشهدها هذه المنطقة في التاريخ.

(واشنطن ـــــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)