لا يشك أحد في أن الأغلبية قد حازت تأييداً ودعماً كبيرين من الشعب، لعدة أسباب منها أن بعض أقطابها لهم تاريخ طويل من العمل السياسي والبرلماني مع "كاريزما" خاصة، تؤهلهم للقيادة وتوجيه جزء كبير من الشارع مع تأثيرها القوي في المواقف الحكومية.

Ad

إضافة إلى ذلك انضمام عدد من الشباب الذي يمارس الحياة السياسية للمرة الأولى، فيشعر بأنه بحاجة إلى سند ودعم من كتلة لها مكانتها وتأثيرها، فاندفع في الوقوف خلفها، وذلك للبروز وإثبات الوجود، بالإضافة إلى استغلال الأغلبية للأوضاع التي تشهدها المنطقة بما يسمى "الربيع العربي"، وذلك بالترهيب والتحذير، بل التبشير بقدومه إلى بلادنا الغالية، خصوصاً أن الساحة تكاد تخلو من وجود للسلطة التنفيذية التي لم تستطع أن تساير الأغلبية في أطروحاتها، كما أنها لم تتمكن من بناء خط هجوم أو دفاع عن صلاحياتها التي غدت بيد السلطة التشريعية التي لم تكتفِ بذلك، بل حاولت أن تقفز على صلاحيات السلطة القضائية لولا الوقفة القوية لرجال القضاء والقانون للدفاع عن القلعة القضائية الشامخة، مما اضطر الأغلبية للتراجع.

أما الحكومة فقد وقفت عاجزة أمام هذا المد المندفع من الأغلبية على الرغم من إمكاناتها الضخمة، وهناك أمثلة كثيرة تدل على هذا العجز الحكومي، فمثلاً لا حصراً:

هل يعقل أن تقف الدولة عاجزة عن نقل "سكراب أمغرة" أو إيجاد حل "لمرمى إطارات منطقة أرحيه"؟

هل يعقل أن يتم إيقاف بعض طائرات الخطوط الجوية الكويتية التي تعتبر أول أسطول طيران في المنطقة في دولة تتميز بفائض ملياري في الميزانية؟

هل يعقل أن نعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية في حين أننا نقوم ببناء محطات كهرباء في العشرات من دول العالم؟ ولكم شعرت بالألم لحال ما يسمى "مطار الكويت الدولي"... وهناك قائمة طويلة من التراجع في كل المجالات بلا استثناء.

في ظل هذا التراجع والغياب الحكومي أصبح الطريق أمام الأغلبية أكثر من سالك، وليسمح لي سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، حفظه الله، بتوجيه رسالة احترام وتقدير وتهنئة بالحصول على الثقة الغالية لسمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، إلى رئاسة الحكومة القادمة، والشيء المؤكد أنه ليس من العدالة أن يحملك البعض مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من تدهور، فهذا التراجع هو نتيجة تراكم عقود من سنين، وفي اعتقادي أن مسؤولية سموكم الآن وقف هذا الانحدار، فلا يمكن النهوض والتقدم والبناء قبل وقف هذا الانحدار.

ولعل الخطوة الأولى إعادة التوازن إلى الساحة السياسية، وذلك باستعادة السلطة التنفيذية لصلاحياتها المختطفة، وذلك يطرح مشاريع تنمية كبرى تعيد للبلد مكانته الريادية مع مواجهة صراخ بعض النواب بضجيج آلات البناء والتعمير، وليخرج للشارع من يخرج فهذا من حقه، ولكن للوطن حقه أيضاً.

ونتمنى أن يتم افتتاح ما بين ثلاثة إلى أربعة مشاريع عملاقة في كل عيد وطني، ولكم سمو الرئيس الدعاء الخالص بالتوفيق والسداد.

ونقول للكويت الغالية:

منذ الأزل قبل أن يخلق الله الوجود

قبل أن يأمر ملائكة السماء لآدم بالسجود

غرس الرب حبك في قلبي سطره في سفر الخلود

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.