المعلوماتية تدفعني إلى الذعر

نشر في 08-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 08-12-2012 | 00:01
No Image Caption
سبق أن شعرنا كلنا بأننا غير أكفاء أمام جهاز الكمبيوتر. لكن يعتبر البعض أن كل مواجهة مع «الآلة» أشبه بالكابوس. ماذا تخفي هذه المقاومة للمعلوماتية؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
يضعنا الكمبيوتر في مواجهة مع عالم الرياضيات المنطقي. بالنسبة إلى الأشخاص العاطفيين جداً، مواجهة الآلة المجردة من هذه العواطف قد تبدو عنيفة. حتى إنها تصبح أشبه بالعقاب أحيانًا. فعندما يظهر على الشاشة سؤال «هل أنت متأكد من إغلاق التطبيق؟»، يشعرون كما لو كانوا يسألون عن مسألة وجدانية.

أشعر بأنني على خطأ

عندما يتعطل الجهاز، يعتقد البعض فورًا أنهم هم المسؤولون. إنه شعور بالذنب يعيدنا إلى الطفولة، إلى الوقت الذي كان فيه الأهل يمارسون سلطتهم لدرجة لا يعود فيها من مجال للخطأ أمام الطفل. بحسب علماء النفس، من لم يسمح له بكسر لعبته أو إتلافها لم يشعر يومًا بأنه يملك هذه اللعبة، ما يدفعه إلى الشعور بالدونية بالمواجهة معها.

 أخشى الفشل

نتوقع من الكمبيوتر أن يطيعنا بمجرد نظرة أو حركة. إلا أنه، يحدث أن يشوه قدرتنا على التحكم به. وبالنسبة إلى الذين اعتادوا على عيش التحكم والسلطة، يكون هذا الخوف من الفشل أعنف لدرجة أن يؤثر على حب الذات. في الواقع، يضع الكمبيوتر الأشخاص الذين لا يظهرون حبًا كافيًا للذات في مواجهة مع عجزهم على تقبل الفشل.

 

أخاف من قدراتي المتواضعة

يقول وائل (55 عامًا): «أتدبر أموري في معالجة النصوص وتصفح الإنترنت، لكن ينتابني الذعر فورًا عند مواجهة أبسط المشاكل. فلا أجرؤ على طلب المساعدة من زملائي خوفًا من اعتباري غير مؤهل للعمل». في الواقع، ضغط المجموعة يشكل عاملاً آخر للتوتر. فالمعلوماتية تعرضنا للمواجهة مع الآخرين كما لم يحدث سابقًا. وأصبح من السهل مقارنة نتائجنا بمجرد عرضها في جداول منظمة على الجهاز. العيش تحت نظر الآخرين تجربة مؤلمة بالنسبة إلى البعض، لا سيما إلى أولئك الذين يبحثون عن اعتراف بقدراتهم في مجال العمل. لذلك، يأتي الانغلاق على المعلوماتية كآلية للدفاع تساعد على تجنبه.

ما الحل؟

• إعادة تنشيط الشعور بالقدرة: يتعلق الأمر بالبدء مجددًا حتى بالأعمال التي نجيدها، لأنها تعزز شعورنا بالكفاءة. يرتكز هذا الشعور على التأكد من أن الأعمال المحققة ستنتج النتائج المرجوة، ما يحدد دوافعنا وسلوكنا.

• مقارنة الذات بالآخرين: ما دامت المشكلة لا تؤدي إلى المعاناة، أفضل طريقة هي التقليل من أهمية الأمور. ينصح الخبراء بمقارنة الذات مع الآخرين، بالمستوى ذاته، وملاحظة أن الجميع يواجهون المشاكل نفسها من دون تحويلها إلى دراما.

• متابعة دورات تدريبية: لتعزيز الثقة بالقدرات الشخصية وتقوية الذات، من المفيد متابعة دورات تدريبية. يتمثل الهدف دائمًا بالسيطرة على الأدوات. لكن الطريق الذي يجب اتباعه لبلوغ الهدف قد يكون أكثر مرحًا وأكثر تعرجًا. من هنا، يمكن من خلال اكتشاف أسرار تصفخ الإنترنت وفهم ما يحدث داخل الكمبيوتر من معالجات، وذاكرة الوصول العشوائي، وذاكرة التخزين... التوقف عن تشويه صورة الكمبيوتر واستعادة المتعة في استعماله.

back to top