الشريعة والقضاة... ونوادر كويتية
إذا سألت: أليس من الأفضل مواجهة الحقائق بدلاً من تجاهلها؟ سيجيب الجميع بالموافقة، وعندما تبدأ بالحديث ينفض الكل من حولك وتجد نفسك وحيداً.لو تساءلنا: لماذا كانت أعداد الموجودين في "ميدان التحرير" جمعة "تطبيق الشريعة" الماضية، أضعاف أعدادهم فيما سبق مثل جمعة "كشف الحساب" و"مصر مش عزبة"... إلخ؟ ولماذا أيضا رفضها البعض واعترض عليها؟
يرجع السبب إلى مثالية الشعار "تطبيق الشريعة"، وتوافق الجميع حوله إسلاميين وليبراليين، مسلمين ومسيحيين، فلا أحد يرفض الشريعة الصحيحة لأن في تطبيقها الخير للجميع، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا رفض البعض؟ والعجيب أن سبب الرفض هو ذات الشعار أيضاً!فعند سماع كلمة "تطبيق" ينصرف ذهن الكثيرين فورا إلى تفعيل الحدود (قطع يد السارق- جلد الزاني... إلخ)، ورغم أنها حدود متفق عليها شرعاً فإن تطبيقها (طريقة وظروفاً وأفراداً مكلفين) مختلف عليها بين الفقهاء، وهنا التخوف الكبير الذي دفع الكثيرين إلى رفض التظاهرة.ولو افترضنا أن الشعار كان "الالتزام بالشريعة" لاختلف الوضع، فالالتزام بالشريعة أكثر عمومية، كما أنه يكسر الحاجز النفسي لكلمة "تطبيق"، وما تستدعيه من تنفيذ للحدود، وفي الوقت نفسه- وهذا هو الأهم- الالتزام بالشريعة يعني جميع المبادئ التي تدعو إليها من عدل وإنصاف وحق وعدالة اجتماعية وحرية فكر وعبادة وتعبير، وهي المبادئ التي يتوافق حولها الجميع.***ما أعلنه نادي القضاة من تهديد بعدم الإشراف على الاستفتاء في حال عدم الاستجابة لمطالبه، هو نوع من "البلطجة" القضائية والسياسية، وقبل أن يسارع الكثيرون في رفض ما أقول أسألهم: لو أن ضباط "الداخلية" هددوا بفتح أبواب السجون ليهرب المجرمون، وترك العمل في الجوازات ليخرج ويدخل من يشاء (لو لم تتم الاستجابة لتعديلاتهم على الدستور مثلاً) فماذا سيكون موقفكم؟ وما موقف القضاة أنفسهم؟ بالتأكيد سيرفض المجتمع كله هذا الفعل ويدينه، ويحكم القضاة على الضباط بأحكام عقابية وتأديبية، فكيف يسمح القضاة لأنفسهم بما يرفضونه لغيرهم؟ إن أقل ما يوصف به تهديد القضاة أنه وصاية وإرهاب وبلطجة لا تليق بسدنة الحق وراهبي العدالة، فراجعوا أنفسكم وعودوا إلى صوابكم قبل أن تخسروا الشعب كله، وتذكروا أن الكثيرين من القضاة والمستشارين (مستشاري قضايا الدولة- جمعية قضاة من أجل مصر) لا يرون ما ترون، أي أنكم لستم وحدكم من يملك كنوز العلم ومفاتيح المعرفة وحق الوجود. ***السلفيون يعترضون على مسودة الدستور والليبراليون يرفضون، والعسكريون لا يوافقون على المسودة والمدنيون يرفضونها، والصحافيون يمتعضون والعمال لا يقبلونها... إلخ. الجمعية التأسيسية أصبحت كحكم كرة القدم الذي لا يقبله الفريقان ولا الجمهور... ولا حول ولا قوة إلا بالله.***"أوباما" لم ينفذ 70% من وعوده الانتخابية في الفترة الأولى، وأعاد الأميركيون انتخابه، و"مرسي" يحاسبه إعلاميونا وسياسيونا على الـ100 يوم... عزيزي "أوباما" " احمد ربنا أنك لست في مصر"!***قال د. أحمد الخطيب "إن الكويتيين جياع كرامة وليسوا جياع مال"، فأصدرت الحكومة توجيهاتها برفع المرتبات وزيادة العلاوات وتقديم المنح والهبات!... "بس خلاص".***بعض الإخوة الكويتيين يهربون من مناقشة الوضع الداخلي بالهجوم على دول الربيع العربي (مصر وتونس)... لا أدري لماذا؟ وبالمناسبة أعجبتني صراحة أحد الكتاب الذي طالب الحكومة علانية بمكافأته لتأييده لها وتبنيه وجهة نظرها. نوع جديد من الكتّاب وعصر جديد للكتابة الصحافية.