مسلسلات السير الذاتية تكسح رمضان 2013
رغم الإخفاقات الكثيرة لمسلسلات السير الذاتية التي عرضت في الفترة الأخيرة، ثمة من يصرّ على إقحامها في الموسم الدرامي المقبل، ويتنافس على العرض أكثر من عمل ينتمي إلى السير الذاتية من بينها: «أهل الهوى» عن حياة بيرم التونسي وسيد درويش، «الضاحك الباكي» عن نجيب الريحاني، «مداح القمر» عن بليغ حمدي، «طلعت حرب»، «فريد شوقي»... ما أسباب تلك الظاهرة ولماذا الإصرار على تكرارها رغم فشلها؟
لا يخفي النجم عمرو واكد، الذي تعاقد أخيراً على بطولة مسلسل «مداح القمر - بليغ حمدي»، قلقه من كون العمل سيرة ذاتية في ظل الإخفاقات المتكررة لتلك الأعمال، لكنه يراهن على النص الجيد لمحمد الرفاعي والإخراج المتميز لمجدي أحمد علي، متمنياً أن يلقى المسلسل النجاح المرجو منه، خصوصاً أنه يمثل عودة له إلى الدراما التلفزيونية التي ابتعد عنها مواسم عدة.يضيف واكد أنه يجسد شخصية معروفة ومشهورة للمرة الأولى في حياته الفنية، وأنه يتحدى نفسه ليليق العمل بشخصية «مداح القمر»، متوقعاً أن يكون العمل مختلفاً وشيقاً، خصوصاً أن بليغ حمدي كان شخصية غامضة أثارت جدلاً واسعاً حولها، وأن المسلسل يتناول علاقته بالعندليب ووردة وأم كلثوم.
مخاوف وإشكاليةتنتاب السيناريست بشير الديك (كتب سيناريو مسلسل «فريد شوقي») مخاوف تراود المنتجين مع علمه اليقين بأن أعمال السير الذاتية لا تلقى الرواج المنتظر منها، لذلك يحرص على أن يكون المسلسل مختلفاً وألا يكون سيرة ذاتية بالمعنى المعروف عنها أو بالشكل التقليدي لها.يضيف أن المسلسل سيركز على قصة الحب التي نشأت بين وحش الشاشة والفنانة هدى سلطان، وسيختتم بوفاة الفنان الكبير مروراً بالأحداث السياسية والتحولات الاجتماعية التي طرأت على الشعب المصري خلال تلك الحقبة من الزمن.يعزو الديك فشل هذه النوعية من الأعمال إلى أن غالبية أبطالها لا يصلحون لتقديم تلك الشخصيات، ويتم اختيارهم بعشوائية، «تتطلّب تلك المسلسلات ممثلين موهوبين قادرين على تجسيد شخصيات معروفة»، لافتاً في هذا المجال إلى أن القيمين على مسلسل «فريد شوقي» ينتظرون الانتهاء من كتابة حلقاته كافة لاختيار الأبطال والممثلين. في المقابل، يدافع السيناريست محمد السيد عيد (كاتب مسلسلات سير ذاتية مثل «قاسم أمين» و{مصطفى مشرفة») عن هذا النمط من المسلسلات ويقول: «ثمة أعمال لاقت النجاح مثل «قاسم أمين ومصطفى مشرفة»، وبيعت إلى القنوات الفضائية سواء المصرية أو الخليجية»، مشيراً إلى أنه لا يتحمّل مسؤولية الإشكالية الناجمة عن تكدّس أعمال السير الذاتية التي ستقدم خلال الموسم المقبل.يضيف أنه يركز دائماً على شخصيات تتمتع بفكر تنويري يجب تسليط الضوء عليها وأن العمل الجيد يفرض نفسه مهما كانت ظروف السوق رديئة.بدوره، وافق عمر عبد العزيز على إخراج مسلسل «أهل الهوى - بيرم التونسي» بعد تفكير عميق، مشيراً إلى أنه لم يتهافت على تقديم تلك النوعية من المسلسلات، لكن أهمية الشخصية هي التي حفزته على تقديمها، بالإضافة إلى إحساسه بالدور الإيجابي الذي يقوم به الفن لتعريف الجمهور بشخصيات أثرت في الحياة الفنية والأدبية في مصر.يكشف عبد العزيز أن العمل تتخلله الروح الكوميدية رغم الجدية التي تتسم بها أعمال السير الذاتية، مبدياً تخوفه من أن هذه المسلسلات قد تكون فخاً للبطل أو المؤلف أو المخرج.ضعف الابتكار يعزو الناقد الفني كمال القاضي كثرة مسلسلات السير الذاتية إلى أن الكتّاب الجدد فشلوا في ابتكار نماذج درامية ناجحة، فلجأوا إلى السير الذاتية ليستفيدوا من تلك الشخصيات في تسويق أعمالهم الجديدة، بالإضافة إلى كثرة القنوات الفضائية التي تتطلب كماً من المسلسلات، فيتعاقد المنتجون مع كتّاب جدد لا يملكون خبرة كافية أو لمسة إبداعية مطلوبة، مؤكداً أن ثمة كتاباً يعانون غيرة مهنية، فإذا كتب أحدهم سيرة تحية كاريوكا يكتب زميله سيرة بديعة مصابني الذاتية، وآخر يقترح كتابة سيرة نعيمة عاكف.يضيف: «رغم الأقوال التي يرددها المنتجون من أن أعمال السيرة الذاتية تواجه كساداً وقلة في التوزيع إلا أن الجميع يقبل عليها، ما يدلّ على أن هؤلاء المنتجين غير صادقين، وأنهم يروجون لذلك تهرباً من التزاماتهم الضريبية، خصوصاً أن ثمة مقولة معروفة وهي أن «رأس المال جبان» وإذا خسر أحدهم مرة فلن يكرر التجربة».