من متابعتي للقاءات المرشحين الجدد في وسائل الإعلام وجدت كثيراً منهم يبشر بالخير ويجعلنا نتفاءل بأيام جميلة قادمة للكويت وأهلها، هذا بالطبع مرهون بحسن اختيار الناخب وابتعاده عن أمراض القبلية والطائفية والفئوية التي "جابت لنا العيد" طوال السنوات الماضية، وأظن أنه لولا القرار "المتسرع" لأغلبية مجلس 2012 بالمقاطعة لما رأينا هذه الوجوه الشبابية الواعدة، فقد اعتدنا من وسائل الإعلام التركيز على نفس مرشحي الطرح الحاد والأصوات المزمجرة في كل انتخابات لتمنحهم أفضلية على غيرهم وتساهم في تكرار الوجوه والنهج والأسلوب في كل مرة!

Ad

هذه الانتخابات الاستثنائية ستكون فرصة نادرة للجميع بفتح صفحة جديدة مع أنفسنا وضمائرنا، فرصة جديدة نمنحها وطننا ليلحق بركب من سبقوه بعد أن كانت له الريادة في كل شيء، فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أن "هلكنا" من التأزيم وأهله، فرصة لإصلاح الحاضر وبناء المستقبل قد لا تأتي مرة أخرى، فهل نستغلها أم نتركها تضيع؟ هذا ما ستجيب عنه نتائج التصويت غداً، فانتظروا أيها المتفائلون والمتشائمون... وإنا لمنتظرون!

***

لفت نظري سؤال يتكرر في كل لقاءات المرشحين على النحو التالي: ما حلولك لمشكلة الإسكان؟ لمشكلة التعليم؟ لمشكلة الصحة؟ لمشكلة الزحام المروري؟!

رويدكم أيها السادة، فليس مطلوب من مرشح مجلس الأمة أن يكون "بتاع كله" ويقدم فوراً الحلول لكل شيء، ولا يعيبه أبداً ألا يملكها، فلا هو منتمٍ إلى حزب لديه كوادر من المتخصصين الذين يملكون تصورات وحلولاً للمشاكل، ولا عبقريته الفريدة من نوعها كانت هي السبب في ترشحه لعضوية المجلس، فكل المطلوب ممن يترشح أن يملك الرغبة الصادقة في حال وصوله بتبني الحلول التي يقدمها أهل الاختصاص، وأن يجتمع معهم ويستمع إليهم ومن ثم يختار ما يراه مناسباً بعد مشورة زملائه، أقول هذا بعد أن استمعت لحلول المرشح "ناصر الدويلة" لمشاكل التعليم حين سئل عن ذلك، فارتجلها بشكل كارثي لا يصدق، وذكر أن الحل يتمثل في إلغاء نظام "الرسوب" في جميع المراحل الدراسية، وأن يصبح كل الطلبة ناجحين من الابتدائي إلى الثانوي!

مع كامل الاحترام للأستاذ الدويلة، كان من الأفضل له أن يعد ناخبيه بالاجتماع مع رجالات التربية والتعليم -في حال وصوله- من أجل إيجاد أفضل الحلول لمشاكل، بدل "التأليف" على الهواء مباشرة!

***

هناك حسبة خاطئة يرددها كثير من المحللين، بأن يقولوا إن نسبة المشاركة إن بلغت 40 في المئة فإن 60 في المئة من الكويتيين مقاطعون للانتخابات، وهي حسبة غير دقيقة، فالمفروض أن تخصم نسبة المشاركة من آخر نسبة حصلت، أي خصمها من نسبة مجلس 2012 المبطل التي بلغت 59 في المئة، فإن بلغت في الانتخابات القادمة 49 في المئة مثلاً، فإن نسبة المقاطعين هي 10 في المئة، هذا هو القياس الأنسب والأكثر دقة، لا حسبتكم المنحازة لأهوائكم ورغباتكم!

***

لديّ اقتراح للمقاطعين إن كان سبب مقاطعتهم هو مرسوم الصوت الواحد وعدم دستوريته، وهو بأن يقوموا بترشيح من يقسم لهم على القرآن بأن يصوت ضد المرسوم، بذلك يكونوا قد أدوا دورهم بشكل إيجابي وبصورة ترضي ضمائرهم -حسب تصوراتهم- بدل المقاطعة السلبية التي لا طائل منها ولا فائدة.

***

من أجل الكويت سأشارك، وأرجو من الجميع أن يشارك، فالمنطق يقول إن هناك 300 مرشح، ومن غير المعقول ألا تجد من بينهم واحداً يستحق صوتك؟! كن إيجابياً من أجل الكويت... وشارك!