متى أصبح مسموحا للكويتيين المساس بعرض الكويتيات؟ ومتى أصبح الشرف مقتصراً على فئة مجتمعية دون الأخرى؟ ومتى أصبحت حرية الرأي لا تخرج إلا من أفواه السكارى... وخاصة تالي الليل؟ ومتى أصبح الحضر في الكويت شعب الله المختار وفئة مهددة تحتاج من يدافع عنها؟ ومتى أصبح أبناء القبائل أقل رتبة من بقية الشعب؟ ومتى نسينا أخلاقنا؟ الشعب الكويتي حاليا لا يتمتع بعلو الأخلاق، شعب ممزق، شعب تغلب عليه العنجهية والغرور الممتد من انتماء عرقي "عبيط" لا من إنجاز أو معرفة أو حتى تاريخ عريق، والأدهى والأمر أن ذلك الشعب غير الخلوق تناسى أدباءه وشيوخ الدين والقادة والأساتذة لينشغل بهذيان سكّير عبر أحد المواقع الاجتماعية، ويا ليتها كانت المرة الأولى التي تتحول فيها تغريدة قذرة إلى قضية رأي عام. فمنذ بضعة شهور، انشغلنا بتغريدة المسيء للذات النبوية وعرض الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وتفاقم الموضوع إلى درجة تشريع قانون يجرم المسيء لذات النبي عليه الصلاة والسلام بالإعدام، والآن انشغلنا بتغريدة أحمق آخر "كثّر" وتطاول على قبيلة عريقة لي الشرف أن يكون أعز أقربائي وأصدقائي منها، لكي تتفاقم المسألة إلى لقاء مع أعلى قيادات البلد لإيصال رسالة فحواها "السكير غلط علينا"! لا أقلل من فداحة ما تفوه به الأحمق ولا من انتشار مفردات بغيضة دخيلة علينا، ولكن المشكلة الأكبر هي عدم وعينا كشعب أن المشكلة الحقيقية تكمن في نسياننا لأخلاق الكويتيين الأوائل، نسينا أخلاق الشعب الذي "يحشم" الكبير والصغير، أخلاق الشعب الذي لا يتعالى على من هو أقل منه حظاً أو مالاً أو حتى مقاما اجتماعيا، أخلاق الشعب الذي ينتقد برقي ويعارض بوجه حق ولا يفجر في الخصومة. نعم، تلك هي أخلاق الكويتيين في ما مضى ولكنها ليست أخلاقنا في الوقت الراهن، فنحن شعب على أتم استعداد لتحويل أتفه أمر إلى قضية رأي عام، متناسين تماماً قضايانا الملحة مثل إيجاد حل للفراغ الدستوري الذي نعيشه بسبب حكم المحكمة الدستورية أو معالجة الخلل في طائرات شركة الخطوط الجوية الكويتية أو حتى متابعة أداء شبابنا الرياضي في الألمبياد. لا تضعوا اللوم على الحمقى في بلدي ولا الشباب الطائش المنفعل، ولا تلقوا باللوم على من سولت له نفسه أن يحول الكويت إلى بلد المليون تجمع، فهم لا يلامون... نحن من نلام، نحن نسينا ماذا يعني أن تكون مواطناً كويتياً راقياً ودمثاً، وعلينا الاعتراف بالذنب وتحمل ثمن تخاذلنا.
Ad