الإرهاب الذي يمارس ضد قضية البدون هو إرهاب شامل وبرعاية الحكومة وبعض العنصريين، فالإرهاب ليس اعتقال أكثر من 285 من البدون منذ انطلاق المظاهرات فقط، وليس توجيه عشرات التهم والقضايا ضد الناشطين منهم.

Ad

بل التطور اللافت، بعد أن تعبت الحكومة من مطاردة المتظاهرين البدون والناشطين من أبناء القضية، أنها حاولت وبكل قوة عزل الإعلام عنهم، وقد نجحت بذلك بفضل بعض وسائل الإعلام العنصري الذي لا يتقبل فكرة البدون في الأساس، وأيضا بتوجيه من الحكومة الرشيدة بعدم نقل أحداث البدون ومظاهراتهم، ولكن عدداً من وسائل الإعلام كانت تنقل الحقيقة دون أن تلتفت إلى الضغوط.

والإرهاب الذي تعرض له مناصرو قضية البدون وصل إلى حالة الاعتداء على مدير الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان محمد الحميدي من قبل قيادي بالقوات الخاصة بسبب وجوده الدائم في كل قضايا المظاهرات في الكويت، وبوجه التحديد مع البدون والمسيرات الأخيرة، وبكل أسف الحرب ضد الحقوقيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان تطور، وهذا أحد أنواع الإرهاب، وهو إيذاء الناشطين في مجال حقوق الإنسان جسدياً إن أمكن ومعنوياً عبر رفع قضايا ضدهم، وأيضاً وبكل أسف تم اعتقال عدد من أعضاء جمعية حقوق الإنسان الكويتية لوجودهم كراصدين في تظاهرة البدون، والمحزن في الأمر أن عبدالله فيروز عضو الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان كان من ضمن فريق الرصد في تيماء لمتابعة التظاهرات، وكان دوره إيجابياً، وكان يتعامل مع القيادات الموجودة ويحدثهم وينسق معهم، ولم يكن دوره يتعدى الرصد، ومع ذلك تم اعتقاله وتوجيه تهمة التجمهر ضده!!

وقامت قناة "اليوم" الفضائية بتخصيص حلقة لقضية البدون وأحداث تيماء، وكانت حلقة حيادية جداًَ، طرحت وجهة نظر كل الجهات ولكنها حلقة آلمت العنصريين والحكومة، وبكل أسف تمت إحالة طاقم البرنامج ومدير القناة إلى النيابة بتهمة مخالفة قانون المرئي والمسموع!!

وأستغرب لماذا الخوف من نشر وإذاعة قناة فضائية لحقيقة الأحداث في تظاهرات البدون؟! هل هناك ما ترغب الحكومة في إخفائه بمضايقة وإزعاج الحقوقيين والناشطين في حقوق الإنسان الذين يوجدون كمراقبين في أماكن التظاهرات؛ ليتم التفرد بالمتظاهرين البدون والقيام بإجراءات غير قانونية، خصوصا بعد أن شاهدنا حالات متعددة من المصابين من مظاهرات تيماء سواء من فقد إحدى عينيه أو الأطفال الذين تم ضربهم وبقوة؟

 فكما نشرت اللقاء قناة "اليوم"، حتى الأطفال لم يسلموا من التعسف والظلم في تيماء وكانوا كويتيين و"بدون"!

إرهاب البدون ومنعهم من كل الوسائل الشرعية للمطالبة بحقوقهم لن يجديا نفعاً مع من لا يجدون شيئاً يخسرونه، أعطوهم الفرصة لإيصال صوتهم إلى الشارع الكويتي وسترون التجاوب، إن نقلت الحقيقة كما هي.