وزير الإعلام الكويتي، الشاب الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، من خيرة أعضاء هذه الحكومة، لولا عشقه الحارق للتراث وثبات روزنامته عند عام 1949...

Ad

مازال حفظه الله ورعاه يعتقد أن منع نشر بيانات المعارضة، أو مقاطع الفيديو للمسيرات، سيحجبها عن الناس، ولن يتناقلوها عبر برامج تويتر وواتس اب وفيسبوك وغيرها من برامج الشياطين والعياذ بالله.

أخونا الشيخ محمد العبدالله على وشك الانقراض، وما لم نحرص على بقائه سيلحق بزملاء "دُفعته" أعضاء حكومة مصطفى باشا النحاس.

هو لا يعلم، أقصد وزير الإعلام، بالتطورات ما بعد احتلال فلسطين عام 1948، روزنامته توقفت ولم يقرأ عن انقلاب الضباط الأحرار على الملكية، وما فعلوه بعد ذلك بمحمد نجيب، ولم يسمع عن حركة القوميين العرب، ولا عن وحدة مصر وسورية، ودور "أكرم الحوراني" ورفاقه، ولا عن قصة كفاح البطل الأميركي الخالد مارتن لوثر كينج، وخطابه الأشهر "عندي حلم"، ورفضه الانتقام بعد تفجير منزله، ووو... معالي وزير الإعلام توقفت روزنامته قبل أن يطلق الفنان السعودي محمد عبده أول أغنية مسجلة له في خمسينيات القرن الماضي، وقبل أن تسيطر أفلام سعاد حسني على عقول العرب وقلوبهم.

معاليه للأسف لم يتسن له مشاهدة ومتابعة ما فعله السوفياتي يوري غاغارين والأميركي نيل أرمسترونغ... معاليه لم يسمع عن سقوط جدار برلين، ولا تفكك جمهوريات الاتحاد السوفياتي، ولا حصول الكويت على كأس آسيا وتأهلها لكأس العالم...

مهمتنا شاقة وطويلة مع معالي وزير الإعلام من أجل تحديث روزنامته وسحبه إلى عصرنا هذا، وإلى أن ننتهي من تحديث روزنامته أنصح الصحف بنشر الأخبار مسبوقة بـ"لم" أو إحدى أخواتها، "لن، لا، ما، غير، ليس"، فيأتي المانشيت بهذه الصورة: "لم تخرج مسيرتان في أسبوعين متتاليين"، وتكتب أخرى: "لم تستخدم القوات الخاصة القنابل المسيلة للدموع"، وتبث القنوات الخاصة صورة للاحتجاجات بشريط يوضح مضمونها "مسيرات حاشدة ليست في الكويت"، وهكذا، وستمر الأخبار بلا مشاكل، صدقوني، بدلاً من كل هذه القضايا التي أنهكت القضاة والمحامين والإعلاميين وكل الكائنات الثديية، بسبب طموح هذا الشيخ الشاب.

حماك الله يا معالي الوزير، "لم إعلامك متخلف" و"لم يا حلوك" و"لم تراك مصختها".