مع تصاعد حدة التوتر السياسي في هذه المرحلة، وكل فئة بما لديها فرحة، والكل يفجر بخصومه، لكن ما يهمني هنا ليس المجاذبات السياسية وإن كانت مبئسة، بل الأهم والأخطر في الموضوع هو وزارة الصحة التي دخلت بقوة في هذه المجاذبات، وهنا يكمن الخلل الأكبر.
فبعد تصاريح بعض النواب وغيرهم بفتح باب (العلاج بالخارج) على مصراعيه لنواب الأغلبية، باتت أسرار المرضى في مهبّ الريح، وفقدت حرمتها، والذي يمنع القانون تسريبها.فكيف للأطباء أن ينشروا أسرار المرضى وتقاريرهم الطبية، ويجعلوا منها مواد صحافية تنشر في الصحف على مرأى ومسمع الجميع في سابقة تعد من أخطر ما يعصف بمهنة الطب، ومما يؤثر في سمعة الكويت وأطبائها بالمحافل الدولية، وأمام منظمات حقوق الإنسان، ناهيك عن أن هذه المهنة إنسانية لا دخل لها بالسياسة ومجرياتها، فكيف يوظف الأطباء مشارطهم وسماعاتهم، في خصومتهم مع الوزير؟!بانت تصفية الحسابات بين الأطباء بانتهاك حقوق المرضى بالخصوصية وسرية المعلومات... ألهذا الحد وصلت بنا الحال؟!المطلوب من وزير الصحة فتح تحقيق موسع في هذا الموضوع، لا يراعي فيه إلا الله، ثم مصلحة المرضى وإعادة الثقة بوزارة الصحة التي فقدت الكثير منها، بسبب تصرفات بعض الأطباء الطائشة، والمصالح الشخصية الضيقة. ونهنئ وزير الصحة على توزيره مرة أخرى، وإننا لنراه جديراً بهذه الثقة، ونشدّ على يده في القرارات الإصلاحية.
مقالات
الصحة والخلل الأكبر
28-07-2012