علاقتي بقلم الرصاص- كعلاقة أغلب من هم في عمري- بدأت وطيدة بالمدرسة الابتدائية، حين كانت الأداة الأساسية للدراسة هي قلم الرصاص، ومنذ ذلك الحين وأنا صديق له، وعندما التحقت بالسلك العسكري جندياً، وفي بداية الدورة العسكرية كان مدربونا يهددونني وزملائي بالتسريح السريع من الدورة إن لم نلتزم بالأوامر العسكرية، لأن أسماءنا مكتوبة بقلم الرصاص، ولم يعتمد علينا رسميا حتى الآن حسب قولهم.

Ad

بدأ قلم الرصاص معي في أول عمري كأداة دراسة، وفي أول شبابي كأداة تهديد للتسريح من العمل، وشتان بين هذه وتلك، وحتى في حياتنا العادية التي نعايشها لاتزال آثار قلم الرصاص وتداعياته موجودة وإن كان رمزيا.

مثلا نحن كبشر، وجودنا على هذه البسيطة بوقت معلوم، ورحيلنا بوقت معلوم عند رب العالمين، أي كأننا مكتوبون بقلم الرصاص، وحتى أعمالنا ووظائفنا يمكن أن نخرج منها في أي لحظة، "وتلك الأيام نداولها بين الناس".

حتى لو نظرنا حولنا ودققنا، فما أكثر الأمور الممهورة بقلم الرصاص، أقصد رمزياً، هل أقول حياتنا الزوجية؟ هل أقول صحة الأبدان؟ هل أقول أمان الأوطان؟

عند أمان الأوطان أول ما يطرأ علينا بلاد الشام وأهلها- حماهم الله من كل ظالم- أمام نظام ينتظر فقط الممحاة لتمحو خط قلم الرصاص إلى غير رجعة بإذن الله.

وحتى الانتخابات أي انتخابات كانت، سواء عندنا أو في أرض الكنانة، وابتلاء أهلها بـ"الإخوان المفلسين" أهل التقية السياسية والبراغماتية، هؤلاء الذين يتلبسون ثوب الإسلام للوصول إلى غايتهم الدنيوية وبمقاسات صممها خياط "شاطر" فهم في النهاية ينتظرون ما يخطه قلم الرصاص!!

حمانا الله وإياكم من شر قلم الرصاص وتبعاته.