أغرب ما فعله ويفعله الكويتيون هو استسلامهم وتسليم أمور حياتهم وآخرتهم للجماعات الدينية وأحزابها، واتباع كل ما يصدر عنهم وكأنهم يدخلون الإسلام لأول مرة، أو كأن هؤلاء قدموا لهم ديناً جديداً يتفوق على دينهم السابق.

Ad

نسي الكويتيون أنهم ولدوا في بيوت تعبد الله وتسبحه ليلاً ونهاراً، وتقرأ القرآن وتحفظه، ومساجد الكويت كانت ومازالت عامرة بالمصلين، فماذا استجد ليسلم الناس قيادهم لجماعات جُلّ همها جمع المال، ومشايخ وملالي تقدم البدع وتختلق الحديث وتحوره، وتنمي التعصب وتثير الفتن، وتعمل ليلاً نهاراً لإشاعة الكآبة ومحاربة أي مصدر للبهجة؟

ما الذي ميّز هؤلاء عن شيوخ عرفناهم ورأينا تدينهم وبساطتهم وامتناعهم عن التدخل في قضايا الناس وتصرفاتهم، ولم نسمع منهم أي عمل أو قول منفّر أو زاجر كما نسمع من مشايخ هذه الأيام؟

إن ما أدى إلى استمراء هؤلاء بمهاجمة الناس في حياتهم والتدخل في كل صغيرة أو كبيرة هو الصمت المطبق والاستسلام المتواصل والتبعية المهينة من أغلبية الناس، وبذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن حتى أصبحوا يتحكمون بكل نواحي الحياة، ويوجهون الحكومة وكل أجهزتها لطاعتهم وخدمة أغراضهم.

إننا بحاجة إلى المواجهة والتوقف عند هذا الاستسلام القاتل، والقبول بأن هؤلاء أعرف بديننا كلام جهل لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، وموافقتهم على تكميم أفواهنا وتحريم ضحكنا ومنع أفراحنا وتلبيسنا ما يشاؤون، وتحديد أشكالنا وأزيائنا وماذا نقرأ، وماذا نأكل، وكيف نتعامل مع زوجاتنا وأولادنا، وبمن نختلط، ومتى نختلط، وكيف نصلي ونؤدي فروض الدين، قبولنا بهذا هو الذي مكنهم من رقابنا، وقد آن الأوان أن نقول لهم قفوا هنا، وعودوا من حيث أتيتم.

إن السكوت عما يجري في الكويت يعد جريمة في حق أنفسنا، وحق أولادنا والأجيال القادمة، فهذه بدع وأمراض وخطط للسيطرة والتحكم بدولتنا وحياتنا مما يجب ألا يستمر، وأن نقف أمام مخططاتهم لنعيد البسمة والبساطة إلى حياتنا.

وصف أحد الكتاب التابعين شكلاً لإحدى الجماعات الإسلامية دول مجلس التعاون بالغباء لأنها تتحوط من الجماعات الإسلامية، وأنه مادامت الدول الغربية لم تجد في هذه المجموعات ما يضير، فلِمَ لا تعمل دول مجلس التعاون مثل هذه الدول وتقبل بهذه الجماعات؟

إن هذا يكشف غباء السكوت لا غباء الحذر، ففي مصر ظهرت بشائر القوة الجديدة وسمعنا ولا نزال نسمع سيلاً من الخزعبلات واستغلال الدين من أجل السيطرة وابتلاع ثورة الشعب والتحكم برقاب إخواننا المصريين، فهل هذا ما يريدوننا أن نستسلم له ونجاريه؟

إن علينا أن نرفع الصوت ونحاور شباب "الإخوان" و"السلف" وشباب الجماعات الشيعية لنبين دور قياداتهم في شق الصفوف في وطننا الغالي، وخلق الفتنة وضرب مكاسبنا الدستورية؛ مما يصب في خدمة الحركة الصهيونية والطامعين في ثروات وطننا. يجب ألا ننظر إلى بعض المقترحات بتحويل مواد في الدستور أو أسلمة بعض القوانين إلى أنها خطوة بريئة، فوراء كل هذا مخطط متكامل لتغيير شكل النظام، وأسس العلاقة بين الناس، وتمزيق صفوفنا لتصب النتيجة في خدمة أعداء الأمة العربية والإسلامية.