تأسست دولة الكويت عام 1613 بتحالف بين أهل الرأي والمشورة وطبقة التجار من جهة، والحكم ممثلاً في أسرة آل الصباح من جهة أخرى.

Ad

واستمر هذا التحالف عبر التاريخ، فلم يسجل بينهما خلاف أو اختلاف إلا ما حدث في عهد الشيخ مبارك الكبير، فغادر بعض التجار البلاد إلى مملكة البحرين، ومنهم المغفور له بإذن الله السيد هلال المطيري، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الخلاف وعاد ذلك التحالف، بل ازداد قوة بدخول عنصر المصاهرة بين الكثير من العائلات الكويتية مع أسرة الحكم.

 فغدا المجتمع الكويتي نسيجاً اجتماعياً متماسكاً حتى وصلنا إلى المرحلة الحالية، حيث شهدنا انشقاق البعض عن هذا التحالف أو النسيج، وتخلي بعض الكتل الوطنية المشهود لها بالعمل الوطني الخلاق على مدى عقود من السنين عن دورها الريادي، عن الكويت وأهلها بغض النظر عن المبررات أو الأسباب.

فالوطن أكبر من أي تكتل مهما كان، مع اعتقادي أن مراسيم الضرورة أو تغيير آلية التصويت ليست السبب الرئيس للعزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية، فسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، عندما أصدر مراسيم الضرورة لم يتجاوز الدستور، بل عمل من خلاله وبما يعطيه له من صلاحيات، بل وضع سموه قبل ذلك وبعده، كتاب الله وشرعه نصب عينيه، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".

إن الوطن الآن أحوج ما يكون لأبنائه بكل طوائفهم وأطيافهم في تلاحم يعيد تلك الصورة الرائعة التي برزت في فترة الاحتلال البغيض، فليس هناك فسحة للمواقف السلبية التي ستؤدي بالضرورة إلى نتائج سلبية، نتمنى من الجميع ألا تكون كرامة الوطن شعارات تتردد بعد أن أثبت التاريخ بالفعل القاطع أن المواطن الكويتي يكاد يلامس الثريا عزة وكرامة.

فالشهيد بإذن الله مبارك النوت وقف بكل عزة وكرامة وبرأس مرفوع أمام عصابات الإجرام رافضاً إنزال صورة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، فهل كانت تنقصه الكرامة؟!

ثم هل كان أبطال القرين جياع كرامة؟ وماذا عسانا نقول عن ذلك الجمع من النساء والأطفال والرجال وقد خرج الجميع رافضين الاحتلال في اليوم الأول من الغزو لم تثنهم دبابات العدو وآلياته... فهل كانوا جياع كرامة؟!

لم تكن الكويت وأهلها في يوم ما جياع كرامة بل كانت هاماتهم مرفوعة دائماً، فتحدوا الطبيعة وركبوا البحار، ولم يتخلوا عن الكويت الوطن والأرض حتى في أحلك الظروف عندما كانوا يغمّسون الخبز اليابس بالماء، ويأكلون الثريد والتمر الذي مر عليه الحول.

نقول لكل من رفع شعار المقاطعة إنه لا يزال في الوقت متسع، فإن فات وقت الترشح، فإننا نتمنى عليكم المشاركة في العملية الانتخابية لأن نجاحها نجاح للوطن بكل أطيافه، نقول إن القطار قد غادر محطته الأولى وبأقصى سرعة، أو كما يقال "على حد الدوسة"، فالقائد حفظه الله عاقد العزم على إيصاله إلى القمة، إن شاء الله، ليعيد الكويت ليست درة الخليج، فكل مدن الخليج درر، بل ستكون الكويت "درة الدرر" ودانة المدن.

نقول لمن يقاطع إن القطار سيواصل الانطلاق "فيكم أو بلاياكم"، فإن كانت لديكم الرغبة في المساهمة في البناء والتعمير فسارعوا في ركوب القطار، وإن لم تكن لديكم تلك الرغبة فإننا نرجو الابتعاد عن السكة. فما قيمة الكرسي إن فقدنا الوطن أو الأمن والأمان... نتمنى عليكم احترام عقول الشباب وإعطاءهم الفرصة للتفكير بعيداً عن وصايتكم، فقد أخذتم فرصتكم، فأعطوهم الفرصة لخدمة بلدهم.

غمزة:

في بلاد العالم عندما يقر مشروع ضخم تقام الاحتفالات استبشاراً بالخير الذي سيؤدي إليه بداية هذا المشروع، إلا عندنا في الكويت، فما يكاد يعلن عن مشروع حتى تتحرك مجموعات الحسد والضغينة، وتبدأ بوضع العصي في عجلة التنمية.

كم كنت سعيداً عند الإعلان عن التوقيع على عقد إنشاء جسر الشيخ جابر، نظراً لما يمثله ذلك من مزايا بجلب الخبرات الأجنبية من ناحية، وتحريك السوق المحلي باستخدام ما أمكن من مواد محلية وغيرها من فوائد يدركها الاقتصاديون من ناحية أخرى، إضافة إلى أن أهداف إنشاء هذا الجسر ليست آنية فحسب، بل مستقبلية أيضاً، أتمنى على الحكومة الاستمرار والسرعة في التنفيذ، ونقول للمشككين كفاكم حقداً وحسداً، ودعوا مسيرة التنمية تسير، وابتعدوا عن السكة، فإن لم تكونوا ترغبون في أن تكونوا يداً تبني فلا تكونوا معول هدم!

حفظ الله الكويت وقيادتها من كل سوء ومكروه.