المطرب والملحن سليمان الملا أحد الفنانين البارزين على الساحة الغنائية الكويتية والخليجية والعربية. عشق العزف على آلة العود وأبدع في العزف على آلة الكمان حتى أصبح في أوائل السبعينيات من أمهر العازفين الكويتيين في فرقة الإذاعة الموسيقية. كانت بدايته كملحن في العصر الذهبي للحركة الغنائية الكويتية (نهاية السبعينيات) على مستوى الكلمات والألحان والأداء.
قدم الفنان سليمان الملا خلال مسيرته الفنية الطويلة أغنيات وطنية وعاطفية متميزة، تلحيناً وغناءً، أداها مطربون مخضرمون وشباب من بينهم: عبدالكريم عبدالقادر، عبد الله الرويشد، نبيل شعيل، نوال، محمد البلوشي، عبد المحسن المهنا، مصطفى أحمد وآخرون.سيرة ذاتيةاسمه الكامل سليمان راشد محمد الملا الجداوي من مواليد الكويت (1953)، حاصل على دبلوم صناعي في الكلية الصناعية (1972)، وفي العام نفسه عُيّن في وزارة التربية كمهندس صوت في التلفزيون التعليمي. متزوج وله خمسة أبناء أكبرهم معاذ وأصغرهم ناصر.عشق الفن منذ طفولته، وفي أثناء دراسته في الكلية الصناعية وفق بين الدراسة وتلقي الأصول الفنية، وبعد التخرج زاد اهتمامه بدراسة الموسيقى، بتشجيع من الفنان يوسف البكر، وهو عازف وأحد أقاربه من ناحية والده. يذكر أن سليمان الملا الوحيد من أسرته الذي سلك طريق الفن واستمرّ فيه وبلغ مرتبة متقدمة في العزف على آلتي العود والكمان إلى جانب الغناء والتلحين، فأمتع جمهوره بأغانيه الجميلة.تتلمذ سليمان الملا على يد أحمد علي (خبير في الموسيقى والتراث الغنائي الكويتي) الذي ساهم في تطوير قدراته الفنية في العزف على آلة الكمان وكتابة النوته الموسيقية، وقد استفاد الملا من أسلوب أستاذه في التدريس الجاد وحرصه على أن يصل الطالب الذي يتخرج على يده إلى مرتبة متميزة.بالفعل بلغ سليمان الملا هذه المرحلة واستمر في العزف على الكمان عشرة أيام متصلة، فقال له أحمد علي: «الآن تستطيع أن تكون بين عازفي فرقة إذاعة الكويت وتبهرهم بعزفك». هكذا انخرط الملا في فرقة الإذاعة الموسيقية وبقي فيها ثماني سنوات، استفاد خلالها وأضاف إلى رصيده الفني اصطلاحات موسيقية.الملا الموسيقيحقق سليمان الملا لنفسه مكانة بين الموسيقيين والفنانين واكتسب منهم أفكاراً جديدة وحديثة. بدأ التلحين وقدم أغنيات قبل أن يجاز كملحن، أبرزها «كشفوا سر الهوى» بصوت المطرب فهد الماص في السبعينيات، فنجحت وحققت لهما شعبية في دولة الكويت وفي دول مجلس التعاون الخليجي.كذلك غنى المطرب حمد سنان من ألحان سليمان الملا أغنيات من بينها: «غريبة»، «معذبتي»، «أنا لم أخونك». عبد المحسن المهنا «فدوة لج» التي حققت له نجاحاً باهراً. المطربة رباب «يا من كنت حبي» من كلمات الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي.سليمان الملا مطرباًفي عام 1985 غنى سليمان الملا على العود أغاني لحنها لـ: عبد الكريم عبد القادر، عبد الله الرويشد، نبيل شعيل وذلك خلال مقابلات وحوارات أجريت معه في الإذاعة الكويتية وفي مناسبات عدة، فلقي تشجيعاً من المستمعين ومن الفنانين الذين يتعامل معهم في مجال التلحين.في البداية تردد في خوض مجال الغناء لأنه مغامرة صعبة ويجب التفكير والترتيب المسبق له، لكن أنضمامه كعضو فعال في جمعية الفنانين الكويتيين ساعده على لقاء مؤلفين ومطربين كان لهم الفضل في شهرته كملحن فشجعوه على الغناء.عرف الجمهور الفنان سليمان الملا كمطرب من خلال أغنيتين وطنيّتين: «يا نبع الوفا الصافي» و{وين أرضك وين سماك» من كلمات الشاعر الغنائي ماجد سلطان.أول ألبومتضمن أول ألبوم غنائي قدمه الملا أغنيات من تلحينه من بينها: «شتبي أكثر» من كلمات الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي، «جان زين» تأليف الشاعر الغنائي مبارك الحديبي، «من وقت لوقت»، تأليف الشاعر الغنائي سامي العلي.كذلك غنى من ألحان الفنان غنام الديكان وكلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي، ومن ألحان الفنان محمد رويشد وكلمات الشاعر الغنائي ساهر «لا تجاملني»، ومن ألحان الراحل راشد الخضر «أعز الناس» يقول في مطلعها:أعز الناس يحرمنيبلا داعي بلا أي أسبابفوق هذا يعاتبنيواطلع بنظرها كذابالملا ملحناًكانت بداية سليمان الملا كملحن في السبعينيات عندما كانت الأغنية الكويتية في قمة العطاء على المستوى الفني والإنتاج الغزير، فكانت مرحلة صعبة وواجه حرباً لإجازته كملحن، إذ تقدم أربع مرات كانت الأولى العام 1973، وفي كل مرة تقف الشهادة الدراسية الموسيقية عقبة في طريقه، لكنه صبر وكافح وتابع مشواره الفني بجد واجتهاد حتى وصل إلى مرتبة جيدة، وتمت إجازته كملحن في عام 1978، وكان ثمرة ذلك تقديم أغنيات مميزة أثرى فيها المكتبة الإذاعية والتلفزيونية بألحان جميلة.ومن الأغنيات التي اشتهر بها سليمان الملا، في بداية مسيرته كملحن، «الكويت ديرتنا» بمناسبة العيد الوطني العشرين غنتها طالبات مدرسة «نصيرة بنت كعب»، ثم توالت الأعمال الغنائية التي غناها معظم المطربين والمطربات في الكويت.في بداياته كملحن قدم أغنيات لفنانين مخضرمين وشباب، فغنى له مصطفى أحمد أغنيتين: الأولى وطنية من كلمات محمد محروس والثانية عاطفية من كلمات يوسف المنيع. عباس البدري: «لا تردين» من كلمات الشاعر الغنائي فايق عبد الجليل و{أنا ناديت» من كلمات الشاعر الغنائي بدر بورسلي. عادل بشير «أحلى شفايف» من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي سُجلت في القاهرة يقول فيها:الله يا هي السوالففوق أحلى شفايفطمنتني وقالتليش يا عمري خايفكذلك غنى المطرب غريد الشاطئ، أحد نجوم الأغنية الكويتية في الستينيات والسبعينيات، من ألحان سليمان الملا «بانتظارك» من كلمات الشاعر جميل ربيع، يقول في مطلعها:بانتظارك حبيبيبانتظارك تعودبانتظارك تجينيوبوصلك تجودملحن رسميبعدما أجيز ملحناً رسمياً تعاون سليمان الملا مع مطربين كثر، من بينهم: فيصل عبد الله في أغنية «لا تظلميني» (1980) من كلمات عبد الخضر عباس، مبارك المعتوق في أغنية رياضية (1981) من كلمات الشاعر الغنائي سلطان عبد الله السلطان يقول فيها:العب يالزرق العبالعب وهذا الملعبور الجماهير فنكاللي ينافسك يتعبكذلك غنى له المطربون: عبدالمحسن المهنا أغنية «ويلي» (1982) من كلمات الشاعر الغنائي محمد محروس، مصطفى أحمد أغنية «علامك» (1982) عاطفية من كلمات الشاعر الغنائي ناشي الحربي، مبارك المعتوق أغنيتين من كلمات الشاعر الغنائي ناشي الحربي: «لا تنشدين»، «ضاع أمري» يقول في مطلعها:ضاع أمري وتأسف ما يفيدالتشره ما نفعني والعتبفي عام 1983 سجل سليمان الملا في القاهرة ثلاثة ألحان: اثنان للمطرب الشهيد أحمد عبد الله، عضو فرقة التلفزيون للفنون الشعبية، كتب كلماتهما الشاعر الغنائي محمد محروس منها قوله :ما حسبت حسابالزمن يغدر فينيقلبي قلبي ذابوالسهر ذبل عينيأما الأغنية الثالثة «مقبول عذرك» فلحنها للفنان القدير عبد الكريم عبد القادر من كلمات الشاعر الغنائي ناشي الحربي يقول في مطلعها :مقبول عذرك يا حسين الطبوعييكفي حنان في عيونك أشوفهلا.. لا تأكد لي بنثر الدموعيروحي على روحك تراها عطوفهفي عام 1983 غنت الفنانة رباب «هنيالك» من ألحان الفنان سليمان الملا وكلمات الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي، وقد جاءت نتيجة تعاون متميز بينهما. كذلك غنى المطرب عبد الله الرويشد «البارحة في خاطري»، سامرية جميلة من كلمات الشاعر عبد الله الخراز.من المطربين الشباب غنى له عبد الله بشير أغنية عاطفية من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي يقول فيها:وقفت وعيونها قالتفي الهوى أحلى كلاممن نجوم الثمانينيات غنى له المطرب نبيل شعيل «يبقى السماح» (1983) كلمات الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي يقول في مطلعها:كل منا يعز عليهيعترف في غلطتهوكل منا يعز عليهتنزل الأرض كلمتهكذلك غنى له الفنان مصطفى أحمد «يا قوى صبري» من كلمات الشاعر الغنائي سلطان عبدالله السلطان الذي استخدم فيها مفردات باللهجة الليبية يقول فيها :يا قوى صبري منك يا باهي الخدياللي على قلبك تحايل ولا توبكلما بغيتك تمشي وياياي بالجدترجع تحايلني على غير ملعوبوغنى له الفنان عبد الله الرويشد «أسكت ولا كلمة» (1984) من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي يقول في مطلعها:اسكت ولا كلمةلا تقول أكثرلا تحسب البسمةفي خاطري تأثرأما المطرب المخضرم غريد الشاطئ فاختار «طالعتني»، أغنية عاطفية من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي يقول فيها:طالعتني وحققت فيني تمامطالعتني بنظرة حلوه واهتماموغنى من ألحانه المطرب نبيل شعيل «أيا سمره» عاطفية من كلمات مبارك الحديبي يقول فيها:منك أيا سمرهحبي انقضى عمرهوالقدر مكتوبنمشي تحت أمرهوغنى له المطرب مصطفى أحمد أغنيتين (1984): الأولى من كلمات الشاعر بدر بورسلي، والثانية «عزمت» من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي، يقول في مطلعها:عزمت أنا أخليكواصبر على جروحيولا أجيب طاريكبيني وبين روحيإنتاج منوّعفي عام 1985 لحن أولى القصائد في عنوان «أمي يا حبيبة» وغناها من كلمات الشاعر الغنائي سامي العلي يقول فيها:أمي يا حبيبةمن لي أنا غيركأمي الطبيبةما أنسى أبد خيركوفي العام نفسه لحن سليمان الملا للمطرب الإماراتي المعروف عبد الله بوالخير أغنيتين إحداهما «طير يا طير» من كلمات إبراهيم جمعة يقول في مطلعها:طير يا طير بشرهمقبل الوصل مواصلهموالأغنية الثانية يقول فيها:فيها الصحراء الاقي وردتي أنتغوى السـمر اشتياقي وبهجتي أنتكذلك غنى له المطرب محمد البناي «شخبارك» (1985) في أول تعاون بينهما من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي يقول في مطلعها:شخبارك شعلومكواشلون الدنيا وياكواشلون تقضي يومكوشتقول حق زولي لجاككذلك غنى له المطرب عادل عبد الله أغنية «حبك تغنى» (1985) من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي يقول فيها:أنا اللي عمري بدينكويوفي ارتوى من حنينكوحتى الكلام يتعذرلما جيت أو صف في زينكوغنت الفنانة رباب مجموعة من الألحان له (1986) من بينها: أغنية من كلمات الشاعر الغنائي ماجد سلطان، «صورة» من كلمات ساير الساير، «عزيز الروح» من كلمات ساهر ويقول في مطلعها:إحتمالاتك خطأيا عمري يا عزيز الروحوقع اختيار الفنان محمد البلوشي على أغنية «مريت» (1986) من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي يقول فيها:مريت أسأل عن الغاليمريت والشكوى في حاليبدوره غنى سليمان الملا من ألحانه أكثر من أغنية عاطفية منها: «طال بعده» من كلمات مبارك الحديبي، «خفيف الظل»، من كلمات ساهر، «مستانس» من كلمات الشاعر مبارك الحديبي يقول فيها:يا عساك مستانسفي الغربة عساكيا عساك تذكرنيوتخليني معاك«أسمع كلامك» من كلمات فايز السامر ويقول فيها:أسمع كلامك يعجبنيأشوف أفعالك أتعجب
توابل
المطرب والملحن سليمان الملا... موهبة برزت في العصر الذهبي للأغنية الكويتية (1-2)
08-08-2012