حليب العنف الأسود!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
الفيلمان وعلى خلاف القصة الأصلية، التي ظهرت بأكثر من صيغة إخراج سينمائية، كفيلم صور متحركة للأطفال، وكانت تحوي من الحب والمناظر الخلابة والموسيقى والرومانسية الشيء الكثير، وتصل في المحصلة إلى بطلان السحر الأسود وانتصار الحب ولقاء الأمير والأميرة وارتباطهما المقدس بالزواج. الفيلمان الجديدان، يقومان على استخدام اسمين مهمين لبطلتين من الصف الأول في "هوليوود" لكن كلا البطلتين قدمتا الفيلم بشكل سيئ في رسالته. الفيلمان الجديدان يقومان على العنف ولا شيء غير العنف، ويحويان من مشاهد الدم والقتل والدمار ما ينفّر كل نفس سوية، وبالتالي هو أضر ما يكون بالأطفال. صحيح أن نهاية كلا الفيلمين تصل بموت الساحرة الشريرة، ولكن بعد أن يكون الفيلم قد قدّم من مشاهد العنف الأسود على مدار ساعتين ما يهزّ صفو نفس كل طفل، وأكرر وكل إنسان سوي ومسالم. أحداث العالم الواقعية اليومية، التي تُبث على مدار الساعة من القنوات الفضائية، هي فيلم سينمائي قتالي بامتياز، فيلم "أكشن" يعجز أي مخرج عن الإتيان بمثل مشاهده. ويكفي الدخول إلى موقع "يو تيوب You Tube" والضغط على أي عنوان للثورات الدائرة في عالمنا العربي، لرؤية ما تجزع له النفوس من عنف أعمى يمارسه الدكتاتور وأهل البلد الواحد ضد أبناء شعبهم، وكيف يُمثل بجثث الأطفال والنساء، وكيف يتم حفر القبور الجماعية ودفن الأحياء! إن سؤالاً واجباً صار لابد من التملي فيه، والوقوف عنده، وهو: "كيف نحمي أطفالنا من حليب العنف الأسود؟". كيف نبتعد بهم عن مشاهدة ومعايشة عنف أعمى يتسرب إلى وعيهم من كل ما حولهم، ويشكّل شخصياتهم وميولهم ويخلق منهم جيلاً لا يرى من وسيلة للعيش إلا العنف؟ علينا الاعتراف بأننا أقل بكثير من الوقوف بوجه شركات السينما العالمية، وإنتاجها لأفلام تقوم على العنف، فالعنف وحده يدر الملايين عليها. لذا علينا أن نعمل بشكل شخصي، وكلٌ من موقعه، لإبعاد أطفالنا عن مواقع العنف، بدءاً بسلوكنا الشخصي معهم، مروراً بالقراءة والمطالعة، وعبوراً إلى ملاحظة برامج أجهزة الكمبيوتر والتلفون و"الآي باد"، وانتهاء بالنصيحة الإنسانية المتواصلة بالابتعاد عن مشاهد العنف ورؤية الجميل في الحياة. وأخيراً عبر حبنا واحتوائنا لهم، فليس أكثر أمناً لطفل من حضن أم أو قبلة أب حنون!