غزة: إسرائيل «تتحدى»... والفصائل تصر على المواجهة

نشر في 20-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 20-11-2012 | 00:01
No Image Caption
● 1000 قتيل وجريح في اليوم السادس ● صافرات الإنذار مستمرة في تل أبيب وإيلات ● أمير قطر: الموقف تغير

مع دخول المواجهات غير المتكافئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة يومها السادس، لم يبد أي من الطرفين نية للتهدئة وقبول شروط الآخر، رغم الإجماع الدولي على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، وتأكيدات القاهرة، التي تسابق الزمن لإنجاح المفاوضات، على ضروة إنجاز التهدئة في موعد أقصاه اليوم.
بينما تتزاحم المواقف الدولية الرافضة لسفك الدماء، تحدت إسرائيل الجميع وواصلت قتل البراءة في غزة لليوم السادس على التوالي، حيث شنت مقاتلاتها الحربية أمس عدداً كبيراً من الغارات التي أوقعت مزيداً من الشهداء والجرحى، الذي فاق عددهم الـ100 قتيل بينهم أطفال ونساء وأكثر من 900 مصاب، في حين أصرت الفصائل الفلسطينية على طريق المواجهة ما لم يوافق الاحتلال على جميع شروطها، التي سلمتها القاهرة للدولة العبرية أمس الأول.

فبعد سلسلة غارات فجر أمس على أرجاء متفرقة من القطاع، قتل 16، أربعة في غارتين على خان يونس، بينهما طفلان، وقتل خامس في غارة على غزة، كما قتل مزارعان فلسطينيان وأصيب ثالث في غارة على منطقة الطر الغربي بخان يونس.

وكانت خدمات الإسعاف والطوارئ ذكرت ان ثلاثة فلسطينيين قتلوا صباح أمس في قصف استهدف سيارة مدنية في منطقة دير البلح، وقد وصلوا وهم أشلاء للمشفى .

كما شنت طائرات إسرائيلية نحو 18 غارة استهدفت منطقة الأنفاق في رفح دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقال الناطق باسم خدمات الإسعاف والطوارئ، أدهم أبو سلمية، إن الطائرات الإسرائيلية قصفت منزلا لعائلة عزام في حي الزيتون شرق غزة ما أدى الى مقتل 4 فلسطينيين بينهم امرأتان وطفل، فيما أصيب أكثر من 35 معظمهم من الأطفال، بينهم سبعة في حالة بالغة الخطورة.

وفي وقت لاحق، قصفت طائرات حربية إسرائيلية، ساحة السرايا وسط غزة، بثلاثة صواريخ ما أدى الى مقتل طفلة (18 شهراً)، وإصابة مسن وسيدة بجراح، كما قتل بائع خضار بعد استهدافه بصاروخ من طائرة استطلاع شمال القطاع.

وفي وقت سابق، قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم ناشط في سرايا القدس في غارة استهدفت سيارة شمال رفح جنوب قطاع غزة، فيما قتلت مسنة، بعد قصف منزل عائلتها وأصيب في الحادث مواطنين أحدهما طفلة.

وأصيب الصحافي الجزائري أسامة زيد بجراح إضافة إلى إصابة فتاتين من المتضامنات المصريات بحالات إغماء نتيجة استهداف إسرائيلي فجر أمس لمركز شرطة العباس غرب مدينة غزة.

صافرات الإنذار

ومن الجانب الإسرائيلي، واصلت الفصائل الفلسطينية صباح أمس عمليات إطلاق الصواريخ نحو جنوب إسرائيل. وقالت الإذاعة العبرية إن «صافرات الإنذار دوت في منطقة شاعر هنيغب القريبة من القطاع بعد إطلاق صاروخ نحوها والذي انفجر في مكان مفتوح دون أي إصابات».

وأشارت الإذاعة إلى أن «إطلاق هذا الصاروخ جاء بعد ساعات من استهداف بلدة كريات بالصواريخ مساء أمس الأول والتي لم يحدث انفجارها أي إصابات في الأرواح غير انه أوقع أضراراً في أحد المباني».

كما دوت الصفارات لليوم الخامس على التوالي في تل أبيب أمس، ثم أعلنت الشرطة أن صاروخين اعترضا بواسطة نظام «القبة الحديدية» المضاد للصواريخ، مبينة أن سبعة إسرائيليين أصيبوا بجروح، فيما أصيب مبنى مؤلف من أربعة طوابق.

اتحاد فلسطيني

في المقابل، التأمت القوى الفلسطينية واتحدت حول هدف وقف العربدة الإسرائيلية، إذ أكد القيادي نبيل شعث أن هناك تنسيقاً كاملاً بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل حول ما يجري من مفاوضات لوقف إطلاق نار شامل.

وكشف شعث أن مشعل أبلغه بأن المفاوضات دخلت مرحلة جادة لوقف إطلاق النار، لكنه في ذات الوقت استبعد أن يتم تحقيق ذلك خلال الفترة القليلة المقبلة لأن هناك شروطاً تفرضها إسرائيل ولا تريد أن تلتزم بشروط حماس والفصائل.

دبلوماسياً، تحولت مصر، التي أخذت قيادتها زمام المبادرة لوقف إطلاق النار، إلى خلية عمل لتثبيت التهدئة، فغداة إجراء وفد من إسرائيل محادثات في القاهرة بشأن وقف القتال، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من العاصمة المصرية إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، مشدداً على ضرورة تعاونهما مع مصر لحقن الدماء.

ودعا الرئيسان المصري محمد مرسي والإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إلى ضرورة إيجاد إجماع دولي للحيلولة دون استمرار العدوان الإسرائيلي، مشددين على أن المسؤولية الإنسانية والدينية تحتم علينا العمل للحيلولة دون استمرار ارتكاب الجرائم ضد أبناء غزه الأبرياء وإعادة الأمن إلى غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.

كما أجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء أمس الأول اتصالاً هاتفياً هو الثاني من نوعه مع نظيره المصري حيث بحثا المساعي المشتركة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مبدياً دعم فرنسا الكامل للجهود المصرية الرامية إلى تفادي التصعيد وتحقيق التهدئة فوراً.

موقف مختلف

وأكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أهمية وجود موقف عربي مؤثر دولياً يحقن دماء الفلسطينيين ويمنع أي اعتداء إسرائيلي جديد بالذات على غزة، معتبراً أن الموقف العربي بات مختلفاً بعد ثورات الربيع.

وشدد الشيخ حمد، في لقاء مع قناة «الجزيرة» بثته أمس الأول، على أن إسرائيل بطبيعتها لم توقف عدواناً إلا إذا كانت تجد مقاومة صلبة مثلما حصل في غزة ، وفي لبنان من حزب الله في الجنوب.

بدوره، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل أمس بأنها «دولة إرهابية» وترتكب «أعمالا إرهابية»، مشدداً، خلال كلمة في مؤتمر المجلس الإسلامي الأوروآسيوي في اسطنبول، على أن «من يربطون بين الإسلام والإرهاب يغضون الطرف عن عمليات قتل جماعي للمسلمين ويشيحون بوجوههم عن قتل الأطفال في غزة».

في هذه الأثناء، استقبل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مقر الرئاسة مبعوث المجموعة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، الذي تمنى بشدة «التمكن من وقف إطلاق النار على أساس قابل للاستمرار»، وقال بيريز: «موقفنا واضح ليس لدينا تطلعات لاجتياح الأراضي أو تحقيق مكاسب سوى وقف إطلاق النار».

انتقاد أوباما

إلى ذلك، انتقد السناتور جون ماكين بشدة طريقة تعاطي الرئيس الأميركي باراك أوباما مع النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، مقترحاً إرسال أميركي «رفيع المستوى» مثل الرئيس الأسبق بيل كلينتون ليقود المفاوضات بين الطرفين.

وفيما يسعى وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، الذي وصل الى إسرائيل أمس لوضع حد للعنف الدائر في غزة، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مكالمة هاتفية مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي أمس، اعتباره أن قصف المناطق الجنوبية في إسرائيل والغارات الإسرائيلية غير المتكافئة على قطاع غزة أمر «غير مقبول».

ووصل وفد مصري كبير يضم تنظيمات وقوى سياسية مختلفة ونشطاء في منظمات المجتمع المدني إلى قطاع غزة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فيما يعتزم وزيرا الخارجية المصري محمد عمرو ونظيره التركي أحمد داود أوغلو زيارة غزة غداً برفقة الوفد الوزاري العربي الذي يزور غزة برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للإعراب عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.

back to top