يا نوابنا الكرام، ويا وزراءنا الكرام، إلى متى تستمر رائحة الاحتقان السياسي الكريهة وغير المبررة أساسا، كل يوم مشكلة، وكل يوم خلاف، وكل يوم قضية.

Ad

نواب تجمعهم قاعة واحدة ويتشاكون في المحاكم، واستجوابات لا معنى تنموياً وراءها، ينتهي الاستجواب وتنتهي ملاحظاته معه، ويتبين لنا بعد ذلك أن الاستجواب كان لشخص لوزير وليس للقضايا التي تمت بها مساءلته، وهذا عبث ومنتهى اللامسؤولية، وكم من استجوابات كانت محاورها خطيرة، ذهبت مع ذهاب وزيرها، وكله "ضحك على الذقون".

الآن، ونحن في مرحلة مهمة من تاريخ بلدنا، أتوجه إلى نوابنا بأن يتصافحوا، وخيرهم من سيبدأ السلام، وارتقوا فوق المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان، من أغلبية وأقلية، وحكومي ومعارض.

يا نوابنا: الكويت صغيرة وجميلة لا تحتمل كل هذه الخلافات، لقد تأثرت العملية التنموية سلبا من جراء تلك الخلافات، والله لم يعد إلا أن يرفع كل منكم سلاحه في وجه زميله!

من قبل كنا نفخر ونبتهج بتجربتنا الديمقراطية، والآن أصبحت أحد معاول الهدم في هذا البلد... لماذا؟ تجاوبوا مع الحكومة، وشدوا من أزرها، وتعاملوا معها بروح الفريق الواحد، فستجدوا ما يسعدكم، فهي حكومة الكويت لا حكومة عدوة.

وإن وجدت ملاحظات فلتكن في سياقها الطبيعي، واستجوبوا وسائلوا، فهذا حقكم ولكن بحق، وليس بتصفية حسابات شخصية، فإذا ما انتهى الاستجواب انتهت ملاحظاته!

أيضا توجد قوانين مهمة جدا، كقانون قروض المواطنين، ومشاكل الفوائد الربوية، والقانون المهم جدا ألا وهو "قانون الفرعيات" الذي عانى بسببه القبائل فاحسموه إن كنتم جادين بالفعل، فمنكم من وصل إلى المجلس عن طريق الفرعيات.

احسموا هذا القانون وإلا فليتم تطبيقه فعليا لا مسرحيا- أظن أن القصد واضح- أو اسمحوا للناس بإقامة فرعياتها، أما السكوت وتجاهل هذا القانون فهذا ما لن نقبله منكم.

أيضا مشكلة التعليم يجب أن تحل جذريا، فالبلد لا ينقصه شيء لكن اتخاذ القرار هو الناقص، وأتمنى أن يبدأ تنفيذ قانون جامعة جابر التطبيقية بالسرعة الممكنة، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

والكلام كثير، ولكن في البداية ولأجل الكويت وشعبها تصافحوا واجتمعوا لخدمة البلد، فمصالح البلد وتنميته واجب وحق علينا، "وخيركم من بدأ بالسلام".