قتل 56 شخصا وأصيب أكثر من 120 أمس في انفجار سيارتين مفخختين في جرمانا جنوب شرق دمشق، في حين تمكن "الجيش السوري الحر" من اسقاط طائرة في حلب وأسر أحد طيارَيْها، وذلك بعد اسقاط طائرة في ريف حلب ايضا بصاروخ جو ــ أرض مضاد للطائرات للمرة الأولى.

Ad

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" أن "إرهابيين فجروا سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في الساحة الرئيسية بمدينة جرمانا فى ريف دمشق"، وأشارت الى ان التفجيرين  تزامنا مع "تفجير إرهابيين لعبوتين ناسفتين في حيي النهضة والقريات" في المدينة، مما اسفر "عن وقوع أضرار مادية طفيفة".

وأفاد احد سكان المنطقة وكالة "فرانس برس" بأن "السيارة الاولى انفجرت في طريق رئيسي، مما دفع السكان الى الذهاب الى مكان الانفجار، فإذا بسيارة اخرى تصل من الاتجاه المعاكس وتنفجر بدورها".

وقتل اكثر من عشرة اشخاص في 29 اكتوبر في انفجار سيارة مفخخة في جرمانا التي تسكنها اغلبية درزية ومسيحية والتي شهدت ايضا انفجار سيارة مفخخة في 28 اغسطس اسفر عن سقوط 27 قتيلا، وانفجار سيارة اخرى في الثالث من سبتمبر أوقع جرحى.

إسقاط طائرة

ونجح مقاتلون معارضون للنظام السوري من مجموعة "أحرار دارة عزة" التابعة لـ"الجيش السوري الحر" في منطقة دارة عزة في ريف حلب في إسقاط طائرة حربية كانت تقصف مناطق قرب الحدود مع تركيا. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان اسقاط الطائرة، مشيراً الى اصابتها بصاروخ أرض ــــ جو مضاد للطائرات.

ونقل صحافي في وكالة "فرانس برس" عن شهود في منطقة دارة عزة قولهم إن المقاتلين "اسروا احد الطيارين الاثنين" اللذين كانا في الطائرة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته انه تم اسر طيار، وافاد شهود في المكان الذي سقطت فيه الطائرة أن "الطيارين تمكنا من قذف نفسيهما من الطائرة بعد اصابتها ونزلا بمظلتين"، مضيفين ان "الثوار اسروا احدهما، في حين أن مصير الثاني مجهول".

ووزع الثوار شريطا مصوراً يظهر فيه رجال يحملون رجلاً مصاباً تغطي الدماء وجهه ويبدو غائبا عن الوعي. وفي شريط مصور آخر نشر على موقع "يوتيوب"، يمكن رؤية مجموعة من الأطباء الميدانيين يتحلقون حول رجل يبدو ميتا ويقول المصور إنه طيار الطائرة التي سقطت.

من جهة ثانية، نفذت الطائرات الحربية الموالية لنظام الأسد غارات جوية على مدينة داريا في ريف دمشق، في حين حاولت القوات الأسدية بسط سيطرتها على البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في غرب مدينة دمشق وداريا، بينما أفادت "لجان التنسيق المحلية" عن اندلاع اشتباكات في حي العباسيين في العاصمة. وتعرضت مدينة الزبداني في ريف دمشق لقصف من "القوات النظامية التي تحاول اقتحامها منذ ايام، كما قصف حي الخالدية في حمص وأحياء حمص القديمة. ونفذت الطائرات الحربية أمس خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في إدلب شمال غرب البلاد في 15 دقيقة، وترافقت الغارات مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري.

"الأطلسي"

في سياق آخر، بدأ خبراء عسكريون من حلف شمال الأطلسي وصلوا مطلع الاسبوع الى تركيا، امس جولة تفقدية على المواقع التي قد تنشر فيها بطاريات باتريوت التي طلبت الحكومة التركية نشرها قرب الحدود مع سورية على ما افادت وكالة الاناضول. وزار الخبراء قاعدة عسكرية في محافظة ملاطيا في جنوب شرق البلاد تؤوي نظام رادار انذار ضمن الدفاعات المضادة للصواريخ التابعة للحلف الاطلسي.

وأفاد مصدر عسكري تركي أن اربع بطاريات قد تنشر في ملاطيا وديار بكر وسنليورفا (جنوب تركيا) الامر الذي يقتضي نشر نحو 400 جندي اطلسي في تركيا من البلدان الثلاثة التي تملك نظام باتريوت (الولايات المتحدة وهولاندا وألمانيا).

لافروف

الى ذلك، جدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف زعمه أن بلاده لن تتورط في النزاع المسلح في سورية. وقال لافروف: "لا يمكن ان يدور الحديث عن تورط روسيا في النزاع المسلح في سورية"، مشيراً الى أن مركز التمويل الفني الروسي في ميناء طرطوس يعمل "بصورة طبيعية".

وقال لافروف إن التعاون العسكري والتكنولوجي طويل الأمد بين روسيا وسورية "يساعد بالدرجة الاولى على تدعيم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وليس موجها لدعم طرف ضد آخر في النزاع السوري الداخلي"، مؤكدا أن موسكو تبذل الجهود لـ"وقف سفك الدماء وجلوس طرفي النزاع حول طاولة المفاوضات يتعين على السوريين من خلالها الاتفاق على تحديد معالم المستقبل السياسي لبلادهم".

وحذر أن "من شأن مواصلة القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد حتى النصر ان تزيد من معاناة الشعب السوري وتساهم في اضفاء مزيد من التعقيد على الوضع الإقليمي برمته".

حكومة مؤقتة

وعقد ائتلاف المعارضة السورية الجديد اجتماعه الكامل الأول أمس في القاهرة لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية، وهي خطوة ضرورية لكسب التأييد العربي والغربي لثورتهم على نظام الأسد. واجتمع الائتلاف المكون من 60 مندوباً قبيل مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي يضم عشرات من الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري في معظمه للثورة. وقالت سهير الأتاسي احد نائبي رئيس الائتلاف "الهدف هو تسمية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية أو على الأقل إعداد قائمة بأسماء المرشحين لهذا المنصب قبل اجتماع أصدقاء سورية".

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)