توصل وزراء مالية منطقة اليورو مع صندوق النقد الدولي إلى اتفاق بشأن اليونان يمهد الطريق لحصول أثينا على 44 مليار يورو من المساعدات، وذلك بعد ثلاثة اجتماعات خلال ثلاثة أسابيع متتالية.

Ad

وكان التوصل إلى قرار بين مجموعة الترويكا التي تمثل الدائنين الرئيسيين لليونان (وزراء مالية منطقة اليورو، والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد الدولي) قد جاء مع ساعات الصباح الأولى أمس، وهو أمر ليس مألوفاً نظرا إلى حساسية الموقف بالنسبة للدولة الأوروبية المثقلة بالديون.

وكان رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس سماراس رحب بالاتفاق قائلاً: "إن يوما جديدا بالنسبة لليونانيين قد بدأ"، بينما أشار رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر إلى أن اليونان سوف تحصل على أموال الدفعة التالية من الإنقاذ في الثالث عشر من ديسمبر.

يأتي هذا في الوقت الذي انتظرت فيه أثينا منذ يونيو الماضي للإفراج عن تلك الأموال التي تساعدها في الإبقاء على الوفاء بالتزاماتها تجاه ديونها.

من جانبه، قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي إن صفقة إنقاذ اليونان من شأنها تعزيز الثقة في أوروبا، وفي اليونان ذاتها أيضا.

يذكر انه خلال الاجتماع الذي تواصل حتى الصباح وافق المقرضون على اتخاذ خطوات من شأنها خفض مستوى الدين اليوناني من مستواه المقدر عند 144% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 124% عام 2020، وسيشمل ذلك خفض الفائدة على القروض، فضلا عن اعادة تمرير 11 مليار يورو إلى أثينا، والتي تمثل أرباح البنك المركزي الأوروبي من حيازته لديون حكومتها.

لاغارد ترحب

ورحبت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد بالاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال مجموعة اليورو، والذي يهدف إلى دعم برنامج اليونان لإصلاح اقتصادها، والذي "يمثل مساهمة كبيرة في استدامة ديونها".

وترى لاغارد أن التدابير التي جرى الاتفاق عليها، بما فيها خفض الفائدة على القروض، ستساهم في وضع الدين على مسار مستدام، فضلا عن تسهيل عودتها تدريجيا إلى أسواق التمويل، كما رحبت أيضا بالالتزام الأوروبي تجاه خفض ديون اليونان إلى ما دون مستوى 110% عام 2022، وهو الإجراء الذي سيكون مشروطاً بتنفيذ اليونان لكامل البرنامج المتفق عليه.

وقالت لاغارد ان المؤسسة الدولية التي ترأسها سوف تفرج عن أموال الإنقاذ الخاصة باليونان بعد وفاء منطقة اليورو بالتزامها تجاه اعادة شراء ديون أثينا، كما تعهد وزراء المالية في اجتماع الاثنين، مبينة أنه "حينما يتم إحراز تقدم، والوفاء بالالتزامات التي قُطعت، لا سيما تنفيذ برنامج اعادة شراء الديون، فسأكون في وضع يسمح لي بتوصية المجلس التنفيذي للصندوق من أجل انهاء الاستعراض الأول لبرنامج اليونان".

يُشار إلى ان تصريحات لاغارد لا تمثل تهديدا بالانسحاب من البرنامج، بل تأكيداً على موقف الصندوق، بعد اتفاق وزراء المالية على اعادة تمويل اليونان حتى تتمكن من شراء سنداتها من القطاع الخاص خلال الأسابيع القادمة.

اليورو يتفاءل

ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة في تعاملات أمس الصباحية أمام الدولار إلى أعلى مستوياتها في شهر تقريباً، وذلك تفاؤلاً بتوصل وزراء مالية اليورو إلى اتفاق بشأن صرف شريحة الإنقاذ التالية التي طال انتظارها.

وقد ارتفع اليورو إلى مستوى 1.3009 الذي يعد الأعلى له منذ الحادي والثلاثين من أكتوبر، وذلك قبل أن يقلص هذا الارتفاع إلى 0.1% عند 1.2989، كما ارتفعت الأسهم اليابانية لليوم الرابع تزامناً مع تفاؤل بشأن التوصل إلى الاتفاق الذي طال انتظاره، في الوقت الذي تراجع فيه الين مع استمرار تصريحات زعيم المعارضة شينزو آبي الذي يدعو إلى اجراءات جريئة لتخفيف السياسة النقدية.

وكان مؤشر نيكي قد ارتفع 0.40% إلى مستوى 9423 نقطة، بينما أضاف مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.3% إلى رصيده نحو 781 نقطة.

(أرقام)