بدون إنسانية
![لمى فريد العثمان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1484143549116340400/1484143549000/1280x960.jpg)
خمسة عقود من العنف الإقصائي والتمييز والعزل العنصري والحرمان والتجريد من الحقوق الآدمية وإهمال المجتمع لهم، ليسحقوا سحقاً ويطحنوا طحناً بحرمانهم من حق التظلم، وهو عنف أبشع من منطق العضلات المفتولة في اليوم العالمي للاعنف. ماذا نرتجي من مجتمع موبوء بفيروس الكراهية والعنف ويعاني أمراضاً اجتماعية، وما السلطة إلا انعكاس له تستمد منه غذاءها؟ ماذا ننتظر من نواب يلهثون وراء من يمتلك صوتاً انتخابياً وتأتي قضية المظلومين في آخر أولوياتهم؟ذقنا مرارة الذل وامتهنت كراماتنا وفقدنا هويتنا يوماً ما... لننتصر لكرامات من ولدوا وعاشوا على هذه الأرض، ولا يعرفون وطناً سواها... ولا سبيل إلا بتحول الثقافة العنيفة إلى قوانين إنسانية عادلة تتوافق ودولة المؤسسات والقانون.ردوا المظالم وكفاكم طغياناً... من حقنا أن نحيا وأطفالنا في بيئة صحية عادلة... نريد أن نردد يوماً ما قاله نيلسون مانديلا: "هذه الأرض الجميلة لن تشهد بعد اليوم ظلم أحد من أبنائها... التحولات التي تحققت لم تكن بجهد الأبطال والقادة فقط، بل كانت بفضل شجاعة الإنسان العادي في بلدي... إنني أؤمن بأن في أعماق كل إنسان رصيداً من الرحمة والتسامح والخير، ولا يُولد أحد وفي داخله كُره للآخرين بسبب لونهم أو عرقهم أو دينهم؛ فالكره يُكتسب في ما بعد في الأجواء غير الصحية، وما دام الإنسان قادراً على أن يتعلم الكراهية، فهو قادر على أن يتعلم الحب، لأن الحب أسهل وأسلس على قلوب البشر من البغضاء والكراهية. كنت أرى لمحات الإنسانية حتى لدى السجّان وحراس السجن وفي أحلك الأوقات، صحيح أنها كانت تظهر لفترات قصيرة جداً، لكنها كانت كافية لطمأنتي بأن جذوة الخير باقية في نفس كل إنسان... الحرية ليست فقط التحرر من الأغلال، لكن الحرية أن تعيش حياة تحترم فيها حرية الآخرين".